سياسيون: مصر أكبر من جماعة الإخوان المسلمين
الثلاثاء, 29-يناير-2013المؤتمرنت - أكد سياسيون مصريون أن تراكم الأخطاء التي خلفها النظام السابق للبلاد أكبر من جماعة الإخوان المسلمين، وأنها لا يمكن بمفردها أن تتحملها، وأن الوطن أكبر منها أو من أي فصيل آخر يمكن أن ينفرد بحكمها، مشددين على أن “التركة الثقيلة التي ورثتها السلطة من النظام السابق كانت في حاجة إلى شراكة حقيقية في الحكم” .
وقال المشاركون في ندوة حوارية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بين المتحدث السابق باسم الجمعية التأسيسية للدستور د .وحيد عبد المجيد وجمهور المعرض، إن عصر إخضاع الشعوب بالقوة لن يقبله جيل الثورة كما لن يقبل أن تخنقه أي سلطة، والحل الوحيد للأزمة الراهنة هو الحوار بين جميع الأطراف . وتناول عبد المجيد الأسباب التي أدت إلى اللحظة الراهنة الحرجة، وحمّل فيها المسؤولية للفترة الانتقالية التي أدارها المجلس العسكري، وتراجع الرئيس محمد مرسي عن وعود قطعها على نفسه أمام القوى المدنية أثناء جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية . وتابع: إن “التركة الثقيلة التي ورثتها السلطة من النظام السابق كانت في حاجة إلى شراكة حقيقية في الحكم حتى يتم البناء وفق أسس سليمة وآلية يتنافس فيها الجميع على بناء ما تم هدمه” . ووصف المرحلة الحالية بأنها مرتبكة فيها الكثير من التخبط والصدام أكثر مما فيها من حوار، وطالب بحوار وطني جاد بعيدا عن المراوغات والمزايدات، وقال، إن الحوار يبدأ بتحديد أطرافه وجدول أعماله والتزام أمام الشعب، لكن إطلاق الحوار على مسائل ليس لها من هذا الاسم نصيب لا يؤدي إلا لتضييع للوقت . وأضاف: إن “الحوار الجاد حتما سينهي الاستقطاب والانقسام، ويضمن نزاهة الانتخابات، وكان من المفترض أن يحدث بالأمس وليس اليوم، ولو تحقق الحد الأدنى من الالتزام في اتفاقات الأمس لما كنا وصلنا إلى هذه الدماء والانسداد”، على حد تعبيره . من جهة أخرى، أثار لجوء الحكومة إلى فرض حظر التجول بمدن القناة ردود فعل غاضبة في أوساط القوى السياسية المختلفة، التي اعتبرتها تعمل على تحقيق الكساد لمحال أبناء محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس . معتبرين إياه بمثابة إعدام لأهالي المحافظات الثلاث . ووصف البرلماني السابق عن بور سعيد البدري فرغلي فرض حظر التجول في مدن القناة بأنه ظالم لأهالي المحافظات الثلاث، “فالأحداث الجارية هناك تسببت في حالة من الكساد التجاري” .
وقال القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني عبد الغفار شكر، إن الإجراءات الأمنية لن تكون كافية لمواجهة حالة الاحتقان، “فالأزمة لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية، والتصدي للأزمات بالتهديد عبر الاعتقالات وفرض قانون الطوارئ يخلق مزيداً من العنف” . ورأى رئيس لجنة تسيير الأعمال بحزب “الدستور” د .حسام عيسى أن فرض حظر التجول عبارة عن نذير ووعيد للمواطنين، خالياً من فكرة الحلول السياسية على أرض الواقع، وكان من الأجدى تقديم بعض التنازلات السياسية لإثبات حسن النوايا لتهدئة الأوضاع .
وفي سياق متصل، قال القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير جمال زهران، إن اللجوء إلى الطوارئ بداية لسقوط الرئيس محمد مرسي، “فما يحدث الآن هو استنساخ الأيام ال18 التي سقط خلالها الرئيس السابق حسني مبارك”، مشيرا إلى أن فكرة الاستقواء بالجيش والشرطة باعتبارهما الأجهزة الأمنية في الدولة هو عودة لمنهج مبارك في التعامل مع شعبه من خلال استخدام أجهزة الأمن في قمع المواطنين .
الخليج