المؤتمرنت – عدن - سالم العسكري - تفصلنا عشرون عاماً عن أهم حدث وطني في تاريخ اليمن المعاصر، حين ارتفاع علم الجمهورية اليمنية خافقاً فوق سماء اليمن شامخاً، معلناً تحقيق الوحدة اليمنية، وقيام الجمهورية اليمنية.هذا الحدث يمثل الحد الفاصل بين الظلم والعدل، بين الحلم والحقيقة، وبين الجمود الاقتصادي والحركة والانفتاح.. لأهمية هذا الحدث أجرى (المؤتمرنت) لقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية والمواطنين وسجل انطباعاتهم؛ حيث أكدوا التفافهم حول الوحدة ونبذهم لثقافة الحقد والكراهية ورفضهم للمشاريع الصغيرة، وعبروا عن ابتهاجهم بهذه المناسبة التي فتحت مرحلة جديدة للبناء والنهوض التنموي.
نقطة مضيئة
بدأنا لقاءاتنا بمدير مديرية "المسيمير" بمحافظة لحج، حيث يقول محمد ناصر الجحماء؛: نشعر اليوم بالفخر والاعتزاز ونحن نحتفل بالذكرى العشرين لتحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية، هذا الحدث التاريخي الهام الذي شكل نقطة مضيئة في تاريخ وحياة شعبنا اليمني، والذي بتحقيقه في 22 مايو يكون الشعب اليمني حقق الهدف السادس من أهداف الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر، الذي ناضل من أجل تحقيقه خيرة أبناء الوطن، حتى تحقق بفضل الله وعزيمة القائد الرمز علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية. وفي هذا اليوم من حقنا أن نحتفل ونزهو، معلنين ابتهاجنا بهذا الحدث التاريخي الذي طوى سنوات الحرمان والتشرد،وأنهى حقبة المآسي والأحزان والصراعات التي شهدها الوطن قبل إعلان قيام الجمهورية اليمنية.
مرحلة الخير والعطاء والبناء
ويشير معين العاقل عضو محلي المنصورة بعدن الى ارتباط الحدث التاريخي بولوج مرحلة جديدة، مرحلة البناء والرخاء والتقدم، ونستطيع القول إن ما تحقق في عدن من مشاريع بلغت حسب ما أعلن عنها (1459) مشروعاً في مختلف المجالات خلال العشرين العام الماضية من عمر الوحدة، تمثل فارق واضح يبيّن أهمية الحدث بين فترتين، ويضيف : فإذا ما نظرنا إلى ما تحقق خلال الفترة منذُ الاستقلال إلى قيام الوحدة نجد أن ما تحقق في هذه الفترة لا يساوي شيء أمام ما أنجز من مشاريع في دولة الوحدة، وهذا الواقع الملموس هو الكفيل بالرد على أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يريدون تذكيرنا بأنفسهم، فعندما نسمع أصواتهم الناعقة ودعواتهم المهزومة نتذكر ذلك التاريخ الأسود الذي ارتبط بحكمهم، ونتذكر حجم الإنجازات اليوم، وحجم المآسي في الأمس.. ومن هنا فإن هذا الحدث التاريخي أسس مرحلة جديدة، مرحلة الخير والعطاء والبناء، وأصبحت مشاريع المنطقة الحرة والاستثمار، والمدن السكنية خير شاهد على ذلك..
فاصل تاريخي وتعددية سياسية
حسين حميد، عضو المجلس المحلي بمحافظة عدن: 22 مايو 1990 هو نقطة فاصلة بين الظلم والعدل من حيث الحريات والديمقراطية التي ينعم بها الشعب اليمني، وسيظل الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر والذي تحقق بفضل عزيمة وإصرار الرئيس علي عبدالله صالح؛ حيث فتح آفاق مرحلة جديدة اقترنت بوضع اللبنات الأولى للديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر، ونحن اليوم لا نبالغ إن قلنا بأن الشعب اليمني في ظل التشطير عاش حياة كتم الحرية والرأي، ولكن بتحقيق الوحدة وإعلان قيام الجمهورية اليمنية، دشنت العملية الديمقراطية لممارستها كرديف للوحدة وهي اليوم صمام أمان الوحدة، لان الحرية والديمقراطية هي التي أسقطت أصحاب المشاريع الصغيرة والمصالح الآنية. ويضيف : ونحمد الله أن الوحدة فتحت المجال أمام التعددية الحزبية، وأسست الأحزاب وأصبح العمل السياسي ليس محتكراً على حزبين فقط كانا في الشطرين، واليوم عشرات الأحزاب ومئات الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية.. هذا في اعتقادي هو أهم إنجاز من إنجازات الوحدة ، الذي من خلاله تم إجراء أول انتخابات برلمانية في 1993، و1997، و2003، والانتخابات الرئاسية في 1998، و2006، وكذا تأسيس السلطة المحلية وإفساح المجال لها في عملية البناء وصنع القرار.
مشروع حضاري وتنمية مستدامة
صلاح عبدالغني، مواطن من أبناء محافظة عدن يقول ان الأحداث تقاس دائما بعظمتها التاريخية ونتائجها عندما ننظر لها بحيادية، فاليوم 22 مايو أصبح يحتل مكانة عظيمة في نفوس أبناء الوطن، لما أحدثه من نقلة اقتصادية وتنموية وسياسية في مختلف مناطق اليمن والمحافظات اليمنية. فإذا أخذنا جانب واحد من ثمار الوحدة، وهي خدمات: التربية والتعليم، والطرقات، فإن المقارنة بين ما كان موجود في محافظة عدن، وبين ما أسهمت به الوحدة في بناء الخدمات في هذين المجالين سيتضح أن الفرق شاسع ولا يجوز المقارنة.. ويضيف: لقد كنا في عدن نعيش على خدمات الطرق والخدمات الأخرى على ما خلفته القوى الاستعمارية، فماذا حقق لنا النظام الشمولي، كي نضعه ند لما هو قائم.. فهذا الحدث نقل الواقع التنموي من مرحلة الجمود إلى آفاق العمل والإنتاج.. لهذا فإننا نعلن اليوم تمسكنا والتفافنا حول الوحدة ونبذ ثقافة الكراهية والتنديد بالدعوات العدائية التي يطلقها أصحاب النفوس الضعيفة والمهزومة ضد الوحدة.. ونبدي استعدادنا في الدفاع عن هذا المشروع الحضاري الذي حقق التنمية وأعاد الكرامة والعزة لشعبنا اليمني..
مكانة مرموقة
الزميلة لمياء فضل محمد، صحفية بمكتب صحيفة الجمهورية بعدن قالت : تزداد أفراحنا بهذه المناسبة كل عام لازدياد حجم الإنجازات والمكاسب التي ينعم بها الشعب كل عام، في مختلف المجالات، ولله الحمد اليوم أصبحت اليمن تتبوأ مكانة مرموقة بين الأمم وأصبحت تحظى بحضور دولي مرموق في المحافل الدولية، وتمتلك نظرة ثاقبة في معالجة القضايا العربية والقومية والدولية، وخير مثال ما تقدمت به اليمن في القمة العربية في ليبيا، وبمبادرة إقامة اتحاد عربي، ونالت هذه المبادرة موافقة القادرة العرب، وهذا يعكس مدى أهمية الدور السياسي الخارجي الذي أصبحت تلعبه اليمن في القضايا القومية والدولية. وتضيف الزميلة لمياء: إلى جانب ما تحقق من إنجازات تنموية وسياسية فإن هناك إنجازات كبيرة تحققت للمراة وتحصلت في عهد الوحدة على كثير من الحقوق وأصبحت نائبة وبرلمانية ووزيرة وسفيرة، ووكيلة ومدير عام.. أي أنها أصبحت شريك فاعل في العملية السياسية والتنموية، وكذا صنع القرار وإفساح المجال لها للتعبير عن رأيها بكل حرية وتأسيس منظمات المجتمع الدولي؛ حيث تنعم اليوم بخيرات الوحدة وتؤدي دورها الفاعل في خدمة المجتمع وأسرتها.. وهذه الحقوق لم تحصل من قبل، لذا فإن ابتهاجات المرأة والمواطنين بشكل عام بهذه المناسبة هي تعبير حي وصادق لما نعمت به من خيرات وإنجازات في ظل الوحدة اليمنية المباركة.