المؤتمر نت -

الجمعة, 26-أكتوبر-2012
المؤتمرنت -
الحجّاج يبدأون رمي الجمرات
وقف ضيوف الرحمن على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم وقد صلى حجاج بيت الله الحرام الظهر والعصر جمعا وقصرا واستمعوا إلى خطبة يوم عرفة. وسيقضّي الحجيج يومهم في عرفات إلى ما بعد غروب الشمس ليبدأوا بعد ذلك النفرة إلى مزدلفة لجمع الجمرات ولصلاة المغرب والعشاء قصرا وجمعا والمبيت فيها.

ثم يتوجهون إلى منى اليوم في أول أيام عيد الأضحى المبارك. ومن مسجد نمِرة حيث ألقى خطبة يوم عرفة دعا مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المسلمين حكاما ومحكومين إلى تقوى الله.كما دعا من وصفهم بأرباب الثروات وصناع القرار إلى استثمار أموالهم المودعة في بنوك الخارج في بلدان المسلمين للقضاء على الفقر والبطالة.

ورفض مفتي السعودية الدعوات الرامية إلى إقامة دولة مدنية وقال إنها تخالف الشرع وأصول العقيدة.وقد تجمع نحو أربعة ملايين حاج على صعيد عرفات في يوم التاسع من ذي الحجة في مشهد إيماني مهيب ليشهدوا الوقفة الكبرى عند جبل الرحمة ولأداء الركن الأعظم من الحج، اقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال "الحج عرفة".

وارتفعت أصوات الحشود التي غطى لون ملابس إحرامها الأبيض للرجال الشعاب والساحات في عرفات مرددة نداء التلبية، ووسط ازدحام غير عادي طوال ساعات مساء أمس وصباح اليوم لم تتوقف آلاف الحافلات والقطارات التي تنقل الحجاج إلى عرفات مباشرة. وينتقل الحجاج فور وصولهم إلى مشعر عرفات إلى خيامهم التي أعطيت أرقاما وعلامات مميزة لبعثة كل دولة.

ووقف الحجاج على صعيد عرفات ومع غروب الشمس بدأوا نفرتهم إلى "مزدلفة" لجمع الجمرات استعداداً لرمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر اليوم الجمعة وهو أول أيام عيد الأضحى ثم الحلق أو التقصير فيتحللون من إحرامهم تحللا أصغر ثم يستمر الحجاج في رمي الجمار خلال الأيام الثلاثة التالية والتي تسمي بـ"أيام التشريق"، وفي ختام مناسك الحج، يعود الحجاج مرة أخرى إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة، والتحلل نهائيا من إحرامهم وأداء طواف الوداع استعداداً لمغادرة المشاعر. وكان ضيوف الرحمن قضوا يوم التروية في منى اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم قبل الوقوف بعرفات، وذلك وسط إجراءات مكثفة تبذلها السلطات السعودية لتسهيل حركة الحجاج.

وقد وصل الملايين من حجاج بيت الله الحرام إلى مكة خلال الأيام القليلة الماضية لأداء مناسك الحج، وأعلن مدير الإدارة العامة للمرور بالمملكة العربية السعودية اللواء عبد الرحمن بن عبد الله بدء تنفيذ الخطة الفعلية لنقل الحجيج إلى رحلة الحج في المشاعر المقدسة، بعد اكتمال وصول الحجاج إلى مكة المكرمة.وذكر مدير الإدارة العامة للمرور أن المشروعات التطويرية التي تمت في المشاعر ستساهم في تخفيف حركة الحجاج المشاة على بعض الطرقات، ونوه بالدور الذي لعبه قطار المشاعر في التخفيف من زحام الحافلات في الطرق وكذلك تلوث البيئة وانسياب الحركة المرورية، حيث نقل في حج العام الماضي 270 ألف حاج، وأضيف له هذا العام عدد من حجاج دول شرق آسيا من الهند وباكستان وبنغلاديش، حيث سترتفع طاقته الاستيعابية هذا العام إلى أكثر من 500 ألف حاج.

وسبق أن أعلن وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا الأمير أحمد بن عبد العزيز أول أمس وصول أكثر من 1.7 مليون حاج من الخارج لأداء فريضة الحج هذا العام، مشيرا إلى أن عدد الحجاج القادمين لهذا العام نقص عن العام الماضي بنسبة 4% تقريبا.يأتي ذلك في حين شددت السلطات السعودية على أن الحج مناسبة دينية خالصة، وأنها مستعدة للتعامل مع أي إثارة للاضطرابات.

وقال وزير الداخلية "لا أعتقد أن هناك مردودا على أمن الحج بالنسبة لما يقع للأسف في أماكن أخرى سواء في سوريا أو غيرها".قد ذكر كثير من الحجاج أنهم يتضرعون إلى الله من أجل إنهاء القتال في سوريا. وقال عبد الله عبد الرحمن محمد (69 عاما) من كردستان العراق لرويترز "أدعو الله أن يحمي المسلمين السوريين من الظلم الواقع عليهم".

يذكر أنه خلال السنوات العشر الماضية أنفقت المملكة العربية السعودية مليارات الدولارات لتوسيع المسجد الحرام وإقامة بنية تحتية جديدة لتجنب التدافع وحرائق الخيام التي شابت مواسم حج سابقة راح ضحيتها مئات الأشخاص. وقد أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية "نجاح واكتمال تصعيد ضيوف الرحمن ليوم التروية بمشعر منى وسط منظومة من الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية المشاركة في اعمال الحج".

وقال ان "عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة بلغ مليون و752 ألفا يمثلون 189 جنسية من مختلف دول العالم". واعتذر الفيصل عن تقديم احصاءات عن حجاج الداخل قائلا "لا استطيع ان اخبركم عن عددهم لانه وللاسف هناك الكثير ممن يدخلون المشاعر دون تصريح او اذن". لكن بحكم العادة هناك حوالى 750 الف حاج غالبيتهم من المقيمين يؤدون الفريضة من داخل المملكة. وأعلنت السلطات المعنية انها أعادت ما لا يقل عن مئة الف شخص من منافذ الحج في المدينة المنورة ومكة المكرمة بسبب عدم حملهم التصاريح اللازمة.

وتوقعت الرئاسة العامة للارصاد ان "تكون السماء غائمة جزئيا على منطقة مكة المكرمة ولا يستبعد تكون السحب الركامية على الاجزاء الشرقية والمرتفعات". الى ذلك، أوضح خالد مرغلاني المتحدث باسم وزارة الصحة ان "الوزارة قدمت الخدمة الطبية منذ بداية الحج حتى الاربعاء لحوالى 153 الف حاج من خلال الخدمات الاسعافية او مراجعة العيادات".

من جهة اخرى، قال فهد ابو طربوش مدير عام مشروع قطار المشاعر لفرانس برس ان "القطار يعمل هذا العام بطاقته الكاملة 17 قطارا ذهابا وايابا". موضحا ان "القطار بدا منذ التاسعة من مساء الاربعاء خطة تصعيد الحجاج الى عرفات (...) دون توقف في مزدلفة ويستمر حتى العاشرة من صباح الخميس". واضاف "القطار سيتوقف في الثالثة والنصف بعد الظهر ليتم تهيئته لنفرة الحجيج من عرفات الى مزدلفة التي تبدأ حوالى السادسة عصرا (...) سينقل الحجيج من محطات عرفات باتجاه مزدلفة وتستمر العملية حتى منتصف الليل ننقل خلالها 540 الف حاج".

ولفت ابو طربوش الى ان "قطار المشاعر سيخدم الساكنين بجوار محطاته هذا العام وهم حجاج الداخل من مقيمين وسعوديين ودول الخليج وجزء من حجاج تركيا وعدد كبير من حجاج جنوب اسيا". وتوقع ان "ينقل القطار اكثر من مليون ونصف حاج خلال ايام التشريق حيث سيكون مفتوحا لجميع الحجاج لرمي الجمرات".
وكالات
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 03:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/102862.htm