الإثنين, 21-مارس-2005
المؤتمر نت -
مسجد بهولندا للنساء تؤمه امرأة
افتتح في العاصمة الهولندية أمستردام مساء السبت المنصرم مسجد للنساء فقط، حيث رفعت فيه امرأة أذان العشاء باللغتين العربية والهولندية، وتولت إمامة الصلاة فيه امرأة.
وحضر حفل الافتتاح عشرات من المسلمات اللاتي يحملن الجنسية الهولندية، وكانت أغلبهن غير محجبات.
ويندرج هذا المسجد في إطار مشروع ينفذه المركز الثقافي "دي بالي" الذي يضم مسلمات هولنديات، ومعهد التطور الثقافي التابع لمؤسسة "الفورم"، المدعمان ماليا من الحكومة، ويهدف إلى "إشراك" وإدماج المرأة المسلمة في المجتمع، بحسب القائمين عليه.
وفيما رأى مسئول بمنظمة إسلامية أوربية أن الهدف من هذا المشروع هو "شغل مسلمي أوربا عن قضاياهم الرئيسية" خاصة أن الإسلام لا ينظر للمرأة نظرة تمييزية أصلا، اعتبر آخر أنه إذا كان الهدف منه هو تبصير المسلمات بأمور دينهن فلا ضرر منه.
ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت": إن مشروع المسجد النسائي يأتي ضمن النهج الذي تتبناه الحكومة الهولندية، مثلها مثل العديد من الحكومات الأوربية الغربية، لدعم "التيار المتحرر بين مسلمي هولندا الذي يتبنى ما أضحت وسائل أعلام غربية تطلق عليه مصطلح: إسلام بمقاييس أوربية في مواجهة ما تراه تيارا متشددا".
وبدا هذا المسجد النسائي لا يختلف عن غيره من حيث شكله الداخلي أو الخارجي، غير أن كل القائمين عليه من النساء، وكل متطلباته تؤمنها النساء سواء في جانب العبادة أو الشئون الإدارية.
وإن كانت المشاركات في هذا المشروع لا ينتمين إلى حزب أو طائفة بعينها؛ فإنهن يتفقن جميعا في أنهن حضرن إلى "مركز دي بالي الثقافي" وإلى المسجد النسائي "للحصول على حقوقهن من الرجال الذين ظلوا لقرون يستولون عليها"، كما قالت إحدى المتدخلات.
وقد بدت قاعة الصلاة المفروشة بسجاجيد سميكة تخفف من صلابة الأرضية، كما خلت القاعة الكبرى من حواجز بين النساء والرجال الذين حضر أغلبهم بدافع فضولي وجلسوا في الخلف.
وأوضحت القائمات على المسجد أن فكرته انطلقت من رغبتهن في "تبني مقاييس جديدة لم يعهدها المسلمون بالدول العربية".
واعتبرن أن فكرة هذا المسجد تمثل "نقطة تحول مهمة بشأن نظرة العالم للمسجد في الإسلام؛ إذ سيلبي النساء مطالبهن الروحية دون العودة للرجال". وقلن: "إن المسجد.. فضلا عن دوره كمكان للعبادة سيكون مكانا لالتقاء النساء اللاتي يعشن حياة منغلقة".
وبعد الانتهاء من الصلاة أعطيت الكلمة لإحدى القائمات على المشروع لقراءة رسالة للكاتبة المصرية ناهد سليم حول "مسجد النساء"، وقبلها أعطيت الكلمة إلى الناشطة المصرية في المجال السياسي وحقوق المرأة الدكتورة "نوال السعداوي" التي دافعت في كلمتها عن حق المرأة في ما وصفته بـ"المقاومة من أجل الحصول على حقها والتساوي مع الرجل حتى تتحقق الشراكة في رفع الظلم وقيادة العالم".
"لا علاقة" بصلاة نيويورك
ورفضت ناطقة باسم "مركز دي بالي الثقافي" -طلبت عدم الكشف عن هويتها- الحديث عن المسجد كمكان للعبادة، وقالت: "هذا المشروع لا يعدو كونه إبرازا لصورة جديدة لم يتعود عليها الناس".
وحول اختيار "نوال السعداوي" لافتتاح المسجد رأت المتحدثة أنها "خير معبر عن تحرير المرأة، ورمز نضالي لرفع الظلم المسلط على النساء".
ونفت الناطقة وجود أي صلة بين هذا المشروع وصلاة الجمعة المختلطة التي أمتها امرأة في مدينة نيويورك الأمريكية يوم 18-3-2005، في خطوة تدعمها بعض المنشورات الإلكترونية في الولايات المتحدة التي تصف نفسها بأنها "تقدمية إسلامية تسعى إلى تعزيز مكانة المرأة المسلمة".
وظهر بشكل أكثر وضوحا توجه حكومة هولندا نحو دعم ما أسمته "الإسلام المعتدل الليبرالي" عقب حادث اغتيال المخرج الهولندي المعروف بعدائه للإسلام "ثيو فان جوخ" يوم 2-11-2004 على يد شاب مغربي.

الهدف.. "شغل" المسلمين
وتعليقا على هذا المشروع صرح الدكتور "مرزوق أولاد عبد الله" أستاذ الشريعة بجامعة أوربا الإسلامية بهولندا لإسلام أون لاين.نت أنه مع الأخذ في الاعتبار رأي الفقهاء في هذه القضية؛ "فإنه إذا كان الهدف هو تجميع هذا القطاع الهام من جسم الأمة (النساء) للقيام بواجب حماية المرأة المسلمة وتبصيرها بأمور دينها وحقوقها وواجباتها وتحمل مسئولية الدعوة إلى الله، والمشاركة في نهضة المجتمع.. فهذا الأمر لا ينكره عاقل، وإنما يجب تدعيمه".
غير أنه دعا المسلمات إلى "إخلاص النوايا وعدم السقوط في مبطلات الأعمال".
من جانبه اعتبر الدكتور أحمد الراوي رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا أن "ما يتردد اليوم حول الإعلان عن قيام امرأة بإمامة الرجال والنساء في أمريكا، أو بناء مسجد خاص للنساء في هولندا.. هو محاولات غربية تستهدف إثارة الخلاف، بهدف شغل المسلمين في أمريكا وأوربا عن قضايا كثيرة مهمة تواجههم على الساحة الأوربية، في مقدمتها التعريف بقيم دينهم الإنسانية الحضارية وتربية الجيل الجديد من أبناء المسلمين الذين يعيشون في أوربا والمحافظة عليهم من الانحراف".
وفي تصريحات خاصة قال الراوي المتواجد حاليا في القاهرة: "لا أعتقد أن إمامة المرأة للرجال والنساء موضوع مطروح بشكل واسع ولا حتى بشكل محدود على الساحة الأوربية، وغالب الظن أنه يستهدف شغل الناس عن أمور دينهم".
وأشار الراوي إلى أن المسلمة في أوربا تشارك في مؤسسات اتحاد المنظمات الإسلامية، ولها تواجد ملحوظ في كل مؤسساته الدعوية، والتربوية، والتخصصية، ولا تتعرض لأدنى قيود أو تواجه تمييزا، كما تقول بعض القائمات على هذا المسجد.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 03:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/20192.htm