السبت, 26-مارس-2005
المؤتمر نت -
علماء..القران ليس بديلاً عن الطبيب والعلاج الطبيعي
أنتشرت في مصر ظاهرة العلاج بأسماء الله الحسنى، وبالقرآن الكريم، ويعارض العلماء هذا الفكر، إنطلاقا من أن الشفاء المقصود في الآيات القرآنية، وذكر أسماء الله الحسنى هو علاج النفوس والقلوب، وإلا لكان أمرنا المولى عز وجل والرسول الكريم بذلك، فالحياة ليست كلمات وأقوال بعيدة عن السعي والبحث، ولا بد أن يصاحب العمل والتداوي الدعاء لله.
ويقول العلامة الدكتور يوسف القرضاوي: " نحن نؤمن بأن القرآن هدى وشفاء، ولكن ما معنى الشفاء هنا؟ هل هو الشفاء العضوي، فالذي رأيناه من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، أنه شرع الطب والدواء، كما قال صلى الله عليه وسلم "إنما الشفاء في ثلاثة: في شربة عسل، أو شرطة محجم، أو لدغة بنار". فذكر الأنواع الثلاثة للدواء الذي يتناول عن طريق الفم، والجراحة، وهي شرطة المحجم أو المشرط، والكي، وذلك هو العلاج الطبيعي.
والنبي صلى الله عليه وسلم تداوى وأمر أصحابه بالتداوي، وكان يقول لبعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين" اذهبوا إلى الحارث بن كلدة الثقي"، وهو طبيب مشهور منذ الجاهلية عرفه العرب، فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينصحهم بالذهاب إليه، بل جاء رجلان يعرفان الطب من بني أنمار فقال لهما " أيكما أطب؟"، يعني أيكما أحذق وأمهر في صنعة الطب؟ فأشاروا إلى إحداهما، فأمره أن يتولى هو علاج المريض، يعني أن الإنسان يبحث عن أمهر الأطباء وأفضلهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " ما انزل الله داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله". وهذا أعطى لكل مريض أملا في أن يجد لدائه علاجا، وأعطى الأطباء أنفسهم أملا في أن يجدوا لكل داء دواء.
ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم "يا رسول الله، أرأيت أدوية نتداوى بها وتقاة نتقيها؟ هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال "هي من قدر الله". يعني أن الأمراض من قدر الله، والأدوية من قدر الله. لماذا إذن نعتبر المرض من قدر الله ولا نعتبر الدواء من قدر الله؟ هذا من قدر الله، وهذا من قدر الله، فنحن ندفع قدرا بقدر، ونرد قدرا بقدر. هذه سنة الله، أن تدفع الأقدار بعضها البعض، ندفع قدر الجوع بقدر الغذاء، وقدر العطش بقدر الشرب، وقدر الداء بقدر الدواء.
و تنتقد د. آمنة نصير أستاذة الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر الشريف قيام البعض بالعلاج بالقرآن، حيث تقول" أن تركيبة الإنسان تشمل البعدين المادي والروحي، وآيات القرآن بما فيها من عبادات وتعاليم ما هي إلا علاج لهذين البعدين فهي علاج للبدن من خلال الصلاة والصوم وما ينتج عنهما من تطهير للجسم وتحجيم للشهوة، كما تحمل بين طياتها علاج الروح من خلال الزكاة التي تعالج البخل الإنساني".
وأضافت د. آمنة "إذا استعرضنا جميع العبادات سنجدها علاجا للشقين الروحي والمادي، وما يحدث من خلط نراه في ظاهرة العلاج بالقرآن أو بأسماء الله الحسنى فهو خلط للأوراق يرفضه صحيح الدين.
الوكالة الاسلامية
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 04:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/20321.htm