الثلاثاء, 15-مايو-2007
المؤتمرنت -
العودة..الصلاة تحقيق لذات الإنسان
أشار فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة – المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم- إلى أن الحياة معركة بين الخير والشر حتى في داخل نفس الإنسان وبأن الصلاة دائماً هي تعزيز للجوانب الإيجابية .
وبين أن الصلاة ذُكرت في القرآن الكريم أكثر من مائة مرة، وأنها فعل الأنبياء والمرسلين، وشأن الصالحين، وأن الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم قسم الناس إلى قسمين : (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، و(الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ).
ولفت فضيلته إلى أن هذا "يؤكد أن الصلاة فيصل في الحياة، فليست بالأمر الهين أو الجانبي أو الشكلي أو الجزئي، بل هي الفيصل الحاسم بين فئة المؤمنين وأتباع الأنبياء والمرسلين وأهل الجنة وأهل اليمن وبين أهل الفسوق والعناد والإلحاد والفجور والمعصية، ولذلك كان أمرها عظيماً وشأنها جسيماً حتى قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) وقال -صلى الله عليه وسلم- : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة)، فالصلاة ذات شأن عظيم جداً".
وتساءل العودة في حلقة من "الحياة كلمة" عمّا يجعل الناس يدأبون ويعملون ويركضون في هذه الحياة مجيباً بأن شيئين اثنين وراء ذلك الأول: السعادة، والثاني: البحث عن الخلود، فالإنسان بطبيعته يحب البقاء ويحب الخلود ولهذا يسعى مثلاً إلى الصحة وإلى مقاومة الأمراض وإلى الرياضة وإلى أشياء كثيرة".
وأكد الشيخ سلمان على السعادة والخلود اللتين يبحث عنهما الإنسان وأنهما متوافرتان في الصلاة فنجد أن الصلاة هي الري وسكينة الروح وهدوء العقل وطمأنينة القلب وصلة العبد بالله -سبحانه وتعالى- وليس هناك أكثر تحصيلاً للسعادة ولا دفعاً للكآبة والقلق والتوتر من لحظات يسكب الإنسان فيها همومه بين يدي الله -سبحانه وتعالى-" مضيفاً أنه "إذا كنا نتحدث كثيراً عن البوح والحديث وإذا كان عند الإنسان مشكلة فيتكلم مع صديق له، فإن لم يجده يمكنه أن يبوح لربه سبحانه، ويشعر أنه يلجأ إليه ويدخل في رحابه وفي كنفه سبحانه". وقال فضيلته: "الصلاة تمنح الإنسان خلود لأن المصلي يكون أكثر استمتاعاً بالحياة وبالتالي عمره فيها أطول، ولكن تمنحه الخلود الأبدي ليس فقط مقصوراً في الدنيا بل الخلود في الآخرة".
ووصف العودة أحوال الناس مع الصلاة بقوله: "الغالب من الناس يكون عندهم تفريط أو تقصير في أداء الصلوات إما أنه لا يصليها مع الجماعة مع ما ورد من الأوامر في القرآن والسنة بأداء الصلاة مع الجماعة مع المصلين مع الراكعين وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك وهذا طبعاً مردوده عظيم جداً في ترابط المجتمع المسلم وتعارفه وتبادل الأحاسيس والتعاون على البر والتقوى وإما أن بعض الناس قد يصلي ويترك وهذا حال غالب الناس فلا تكاد تجد مؤمناً أو مسلماً لا يصلي بالكلية وإنما تأتيه حالات من الإشراق والإيمان أو ظروف خاصة أو أزمة فتحمله على أن يعود إلى ربه ويستغفر ويصلي ويحافظ ثم تأتيه حالات من الفتور والضعف والتراخي فيقصِّر في الصلاة وقد يجمع الصلاة مع الأخرى كمن يجمع الظهر مع العصر لغير حاجة وهذا لا يجوز إذا كان لغير حاجة أو المغرب مع العشاء لغير حاجة أيضاً وهذا لا يجوز أو يؤخر الصلاة قد ينام عن صلاة الفجر فهذا حال كثير من الناس بسبب ضعف الإيمان وبسبب ضعف الإحساس بأهمية الصلاة عندهم".
وبين فضيلة الشيخ العودة أن "الصلاة ليست نفاقاً، وليست فقط وجاهة اجتماعية وإن كانت تتضمن ذلك، كما أنها ليست فقط تخلصاً من إثم وإن كانت كذلك، الصلاة بالمقام الأول هي تحقيق لذات الإنسان ولذلك من المعاني العظيمة جداً في موضوع الصلاة أن الصلاة هي التي تحفظ ليس فقط الفرد بل حتى المجتمع".
وأضاف فضيلته: "حالات الاكتئاب حالات الانتحار في مجتمعات إسلامية وغير إسلامية في تزايد مستمر مما يدل على أن الناس بحاجة إلى زخم روحاني وإلى دعم نفسي قوي، هذا الدعم مستحيل أن يجده أي إنسان أكثر مما يجده في كنف الله تعالى، أيضاً فإن من أعظم علامات الصلاة أنها تُعمق معنى الحضور حضور الإلهية في قلب العبد، لأنه لما يسجد لله معناه أنه يستذكره في كل سجدة وفي كل صلاة خمس مرات".
وأشار العودة إلى أن الصلاة: "تعطي لُحمة في داخل هذا المجتمع بشكل كبير" مؤكداً على " أننا نشهد عصر العولمة والانفتاح والتأثرات الثقافية والإعلامية، وكثير من الشباب والفتيات ربما تضيع شخصياتهم من خلال الضخ الكثير لعادات وتقاليد ومراسيم وأخلاقيات وأنماط سلوك من خارج المجتمع فيصبح عند بعض الناس تردد، ضياع للهوية لكن الصلاة تمنح الإنسان هذا المعنى وتجعله يشعر بأنه يأوي إلى ركن شديد". الاسلام اليوم
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 02:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/43992.htm