المؤتمرنت -
فيروز تبكي 1150 متفرجاً في دمشق
تجمهر مئات السوريين مساء أول من أمس الاثنين ممن حالفهم الحظ بالحصول على بطاقات العرض الأول أمام دار الأوبرا في ساحة الأمويين في دمشق لحضور عرض فيروز المسرحي صح النوم.
لم يأبه المتجمهرون للبرد القارس فهم يعلمون أن صوت فيروز وحضورها، وهي التي غابت عن دمشق أكثر من ثلاثين عاماً، سيبعثان الدفء في الأجسام والنفوس. وكانت فيروز قد قدمت "صح النوم" عام 1971 في دمشق في آخر حضور فني لها في سورية.
وقالت الدكتورة حنان قصاب حسن، الأمينة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، لـصحيفة الشرق الأوسط: كانت لحظة تاريخية بحق. عندما دخلت فيروز المسرح حدثت حالة نشوة للجمهور الذي بلغ عدده 1150 متفرجاً. الكل بكى، وحتى أنا بكيت وكان بجواري الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة الذي دمعت عيناه أيضاً متأثراً بتلك اللحظة. إنها فيروز الرائعة. لقد تكلمت معها وكانت متأثرة جدا بهذا الانفعال الكبير من جمهور دمشق والحفاوة التي قوبلت بها. شعرت بحرارة الاستقبال وحميمية اللقاء في دمشق بعد غياب طويل عن جمهورها.
وشهدت المسرحية حضورًا رسميًا لافتا، أبرزه حضور فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري، وبعض الوزراء والدبلوماسيين العرب والأجانب، وعدد من الفنانين السوريين. وتم تمديد عروض المسرحية يومين إضافيين، لتصير ثمانية عروض بدلا من ستة، بسبب الإقبال الكثيف على بطاقاتها قياسا بضيق المكان المخصص للعرض.
وبحسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية فقد انتظر الجمهور في القاعة زهاء نصف ساعة أن يبدأ العرض بعد إغلاق الأبواب، وحبس أنفاسه وهو يترقب فتح الستارة. وكان التوتر والحماس يزدادان مع بث فاصل موسيقي تكرر مرتين، وفي المرة الثالثة جاء إيذانا ببدء العرض.
وبمجرد فتح الستارة اشتعلت القاعة بالتصفيق. وشيئا فشيئا ظهرت فيروز واقفة إلى يسار الخشبة تحت مظلتها وظهرها للحضور، فيما بدأ الكورس في الجهة الأخرى أول حوارات المسرحية، فخبا التصفيق تدريجا وتحول الحاضرون آذانا صاغية.
وجاءت اللحظة الأكثف تعبيرا عن مدى تشوق الجمهور السوري لملاقاة صوت فيروز في ختام المسرحية. فإذا كانت البداية السريعة للمسرحية كبتت رغبة الحضور في الترحيب والتصفيق، فان شيئا لم يمنعه من إشعال القاعة بالتصفيق والصراخ والهتاف باسم فيروز، وهب الجميع واقفا دفعة واحدة عندما ظهرت لإلقاء تحية الختام.
واستمر هدير الترحيب والشكر في القاعة حتى بعد إسدال الستارة. وأمل الحضور أن ترتفع مجددا من دون جدوى.
وتجاوز حضور فيروز إلى دمشق مسألة عرض "صح النوم" ليصير احتفالا عاما بعودتها.
فلم تتوقف وسائل الإعلام والسورية عن تناول الأمر ترحيبا وتأهيلا، وفتحت الإذاعات السورية أثيرها لتقدم فواصل تتكرر على مدار الساعة، من أغنيات فيروز التي قدمتها إلى دمشق.
وكان لافتا أن التلفزيون السوري ختم نشرة أخبار منتصف ليل أول أمس الاثنين بتقرير مصور من أجواء العرض الأول، إضافة إلى لقاءين مع أناس تحدثوا عن صوت فيروز "الذي يبعث فينا الأمل"
وتضمن التقرير أيضاً لقاءات مع أشخاص علقوا على "من انتقدوا مجيء فيروز إلى دمشق"، في إشارة إلى أصوات صحافية وسياسية لبنانية معترضة.
وعلق احدهم "إنهم (المعترضون على مجيء فيروز) لا يقرؤون التاريخ"، وقال آخر "فيروز ملك للعرب كلهم، السياسيون يذهبون بينما صوتها باق."
واحتضنت دار الأوبرا معرضًا لصور لفيروز، تزامنا مع عروض المسرحية، شاركت فيه مجموعة من الفنانين التشكيليين السوريين الذين رسموا بورتريهات مختلفة للسيدة وأهدوا لوحاتهم إليها.
وبادر العديد ممن حضروا المسرحية إلى كتابة رسائل حب وتقدير لفيروز، في مبادرة من بعض الشبان السوريين تحت عنوان "بطاقة حب دمشقية إلى فيروز". ودعوا من يشاء إلى كتابة رسالته لفيروز، مؤكدين اأهم سيجمعون الرسائل في صندوق كبير يسلمونه لها شخصيًا.
*وكالات