المؤتمر نت -

الأحد, 27-ديسمبر-2009
المؤتمرنت -
سينما 2009: كثير من العنف وقليل من الحب
أكد عدد من النقاد والفنانين والمهتمين في تصريحات لـ"العربية.نت" أن سينما 2009 كانت دموية وعنيفة الى ابعد الحدود، وأن أفلامها شهدت تغييرا كبيرا وجرأة شديدة في مشاهد العري.

وشهد العام ميلاد 8 مخرجين جدد، ولأول مرة في العالم يقدم مخرج ثلاثة أفلام في عام واحد خلال عامه الاول بالعمل السينمائي، كما طالب البعض بسرعة تدخل الدولة لانقاذ ودعم السينما مثل الدول الاوربية الكبيرة، بينما اعتبر آخرون أن هناك حالة تراجع في عدد الافلام، وأنها تأثرت بالأزمة الاقتصادية العالمية.



وأكد الفنان الكبير محمود ياسين لـ"العربية.نت": أن السينما المصرية قدمت بحسب النسبة العالمية 5% من أفلامها على درجة شديدة الرقي والتميز خلال عام 2009، وأنها نسبة معتادة عالميا كما في السينما الأمريكية.

ياسين طالب بضرورة تدخل الدولة في الإنتاج ودعم السينما من أجل استمرارها، مشيرا الى وجود صناعة عريقة في مصر تزيد عن 100 عام واكاديمية للفنون لاكثر من نصف قرن، ولكن عام 2009 شهد تراجعا كبيرا في كمية الافلام المنتجة.

وتابع ياسين: هناك أفلام كانت على درجة كبيرة من الابداع والاتقان والرقي وفيها تكنيك سينمائي على مستوى رفيع.



بينما أكد الناقد السينمائي طارق الشناوي لـ "العربية.نت": ان السينما المصرية شهدت هذا العام كل الاطياف السينمائية من جنس وضحك وعنف ودموية بشكل مبالغ فيه، وكان واضحا ان فيلم "ابراهيم الابيض" لاحمد السقا كان اكثر تطرفا في العنف بينما كان فيلم "بدون رقابة" اكثر تطرفا في العري، فكانت الرقابة قد اغمضت العين نحوهما برغم تزمتها في نوعية الافلام التي تناقش قضايا سياسية.

وأكد الشناوي ان هناك نجوما يجب ان يعترفوا بأن الايرادات هذا العام قد خذلتهم مثل عادل امام في فيلم "بوبوس" الذي انهارت ايراداته بشكل لافت عن افلامه السابقة، وهذا سؤال يؤرق امام بقوة الآن.

وأضاف أن سينما 2009 قدمت 8 مخرجين جدد لاول مرة ومن بينهم المخرج محمود كامل الذي قدم ثلاثة افلام دفعة واحدة وفي عام واحد هي: "ميكانو " و"عزبة آدم" و"ادرينالين" وهذا لم يحدث في تاريخ السينما العالمية.

وقال الشناوي: ان المخرج اسماعيل فاروق قدم فيلمين ايضا هذا العام، والذي شهد تدهور الانتاج على المستوى الكمي بنسبة 20% وتراجع من 49 فيلما في العام الماضي الى 39 فيلما هذا العام، ومن الافلام التي اعجبتني هذا العام "احكي يا شهرزاد" و"الفرح" و"اولاد العم "و"بالالوان الطبيعية" برغم تحفظي على الفيلم الاخير تحديدا، وكان فيلم "ابراهيم الابيض" اكثر الافلام دمويا بينما فيلم "السفاح" كان العنف فيه بالقدر المسموح الذي لايشكل اي يتجاوز.



ومن جانبه، قال الناقد السينمائي د. رفيق الصبان لـ "العربية.نت": ان العنف في السينما المصرية يمثل موضة جديدة هذا العام، وهو يساير العنف الذي حدث في العالم كله لأن السينما مرآة لما يحدث في المجتمعات من متغيرات اجتماعية، ولكن العنف كان زائد عن الحد هذا العام برغم ما به من افلام جيدة مثل "احكي يا شهرزاد" و " 1 / صفر " و "اولاد العم" و "خلطة فوزية" و"هليوبوليس" وهي من الافلام التي اثارت الانتباه.

وتابع: لكن هناك خيبة امل صدمتنا في افلام عادل امام والمخرج مروان حامد، وكان الشباب مخيبين للآمال التي عقدت عليهم لأن اغلبهم خضع لمطالب ونزوات تجارية وتنازلوا عن أحلامهم.

وأضاف الصبان ان السينما المصرية شهدت تألقا في العام 2009 من خلال المهرجانات وحصدت العديد من الجوائز الهامة في الداخل والخارج بل هناك افلام حصدت بمفردها عشر جوائز مثل "1 / صفر"، وهناك افلام حققت نجاحا فنيا وجماهيريا وكان ذلك لافتا للنظر وانا سعيد بالنتيجة.

وإلى ذلك، اكد الناقد السينمائي عصام زكريا لـ "العربية.نت" ان العنف كان دمويا ومسيطرا على سينما 2009 بسبب تراجع افلام الكوميديا، باستثناء فيلمي محمد هنيدي "امير البحار " و احمد مكي "طير انت"، وشهدت الافلام عنفا سواء كان بدنيا مثل "ابراهيم الابيض" او عنف مستتر كما في افلام "احكي ياشهرزاد" لمنى زكي و "1000 مبروك" لاحمد حلمي.

واكد زكريا ان شركة جود نيوز تراجعت في انتاجها للافلام بسبب تأثرها بالازمة الاقتصادية وبضخ الاموال اليها من منطقة الخليج، وهذا ترك اثارا على صناعة السينما المصرية هذا العام بعدما كانت قد احدثت قفزة في الانتاج السينمائي كما ونوعا في الاعوام الماضية، لكن الشركة العربية كانت متماسكة في قدرتها على الانتاج بشكل فيه اتزان وبعيدا عن المغامرات الانتاجية.


اما العميد علاء محمود المتحدث بأسم وزارة الداخلية فأكد لـ "العربية.نت" ان العنف الذي تقدمه السينما يحدث تأثيرا عكسيا على الشارع المصري بزيادة معدلات الجريمة، وليس العكس، والسينما ليس من دورها زيادة العنف في الشارع المصري، لان دورها هو الرقي بالذوق العام والاخلاق فهو دور آخر اهم من دورها في هدم قيم ومباديء في المجتمع.

وعلى عكس وجهة نظر الداخلية، يرى المخرج المتميز خالد يوسف والتي لاتخلو افلامه من العنف ان العنف الذي تقدمه السينما المصرية اقل من الواقع بكثير، قائلا: بالنظر الى صفحات الحوادث يوميا تجد ان ما يقدم في السينما ليس اكثر دموية مما يحدث في الشارع المصري، كما ان السينما لا تقدم كل يوم فيلما بتصف بالعنف على عكس الحوادث التي تزيد يوما بعد يوم.

واخيرا ومن وجهة نظر الاعلام، تؤكد د. ليلى عبد المجيد عميدة كلية الاعلام بجامعة القاهرة في تصريحها لـ"العربية.نت" ان افلام العنف والرعب زادت مع انحسار افلام الكوميديا التي كانت مسيطرة على السينما المصرية في السنوات الاخيرة، وفي عام 2009 شهدت تعبيرا عن قضايا المهمشين ونزولا الى قضايا العشوائيات ما ادى الى انتشار ظاهرة العنف في افلام .
*المصدر: العربية نت

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 09:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/76758.htm