خالد المداح -
يعتبر الرابع والعشرين من أغسطس 1982م يوم خالدٌ في ذاكرة كل أبناء الشعب اليمني وفي ذاكرة التاريخ ، حيث بزغ في ذلك اليوم فجرٌ جديد على شعبنا اليمني العظيم حين عُقد أول اجتماعٍ للمؤتمر الشعبي العام بعد أن أصدر فخامة الرئيس / علي عبد الله صالح حينها قراراً يدعوا فيه المؤتمر الشعبي العام للانعقاد ، مع ذلك الاجتماع بدأت مسيرة المؤتمر الحافلة بالعطاء التي لم تتوقف حتى يومنا هذا وستستمر ، العطاء الذي لا ينكره إلا جاحد ، فقد مثلت عطاءات المؤتمر الشعبي العام من ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ونحن نحتفل باليوبيل الفضي لتأسيسه أهم منعطفات هامة وتحولات تاريخية شهدتها بلادنا في شتى المجالات التي أقرها الميثاق الوطني الذي شمل كل احتياجات المواطن اليمني سواءً السياسية أو الاقتصادية أو ما يخص الدفاع والأمن وقضايا الأمة العربية المصيرية حيثُ يُعتبر الميثاق من أهم الإنجازات التي تحققت في ذلك الحين .

لقد تحققت في عهد المؤتمر الشعبي العام العديد من الإنجازات التي من الواجب أن لا نُغفِلها في مثل هذه الذكرى ، ولكنني سأتطرق لأهمها لأن المقام لا يتسع لذكرها كلها ، فقد تم إنشاء المجلس الأعلى للنفط والثروات المعدنية في بلادنا بتاريخ 23/2/1985م ، وتم تدشين المحطة الأرضية للاتصالات الفضائية عبر الأقمار الصناعية بتاريخ 25/9/1985م ، وتم افتتاح سد مأرب العظيم بتاريخ 21/10/1986م ، وتم تصدير أول شحنة نفط من الأنبوب عبر البحر الأحمر بتاريخ 9/12/1987م ، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات بين شطري اليمن حينها قضت بتنقل المواطنين بين الشطرين بالبطاقة الشخصية بتاريخ 30/5/1988م ، وتم توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية بتاريخ 30/11/1989م ، وتم توقيع اتفاقية إعلان الجمهورية اليمنية بتاريخ 19/4/1990م والذي نص أحد شروطها على أن تقوم يوم 22/5/1990م بين شطري اليمن وحدة اندماجية كاملة تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد يسمى الجمهورية اليمنية ، وتمت أول زيارةٍ للرئيس/ علي عبد الله صالح للولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 23/1/1990م حيث تُعتبرُ تلك الزيارة أول زيارةٍ لرئيسٍ يمني إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وتم استفتاءٌ شعبي عام على دستور الوحدة بتاريخ 15/5/1990م ، وتمت الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م ، وكلها إنجازاتٌ عملاقةٌ وعظيمةٌ تُحسبُ للمؤتمر الشعبي العام الذي حمل كل تلك الهموم ممثلاً بقائده الرمز الرئيس / علي عبد الله صالح – حفظه الله .

إن المؤتمر الشعبي العام يُعتبر المدخل الأساسي للديمقراطية والتعددية التي وُلدت بميلاد الوحدة اليمنية التي تحققت على يد الرئيس / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الشعبي العام في الثاني والعشرين من مايو 1990م ، حيثُ ازدادت تلك العطاءات وتمكن الشعب اليمني من التأطر ضمن أحزابٍ سياسية بحريةٍ تامةٍ ومطلقة لم تشهدها أيٌ من الدول العربية إطلاقاً ، فكل مواطنٍ أُعطيت له الحرية في اختيار الحزب الذي يُناسبُهُ وينتمي إليه دون أي قُيودٍ تُذكر ، وقد خاض المؤتمر الشعبي العام العديد من الانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية وحظي بالأغلبية المطلقة في كل الانتخابات والمحافل الديمقراطية التي شهدتها بلادنا ابتداءً من 27/إبريل/1993م وحتى آخر انتخابات جرت في العشرين من سبتمبر2006م وهو بذلك يرسخ مبدأ التداول السلمي للسلطة ، وكل ذلك يدل على شعبية المؤتمر الشعبي العام وحب كل أبناء الشعب لهذا التنظيم الرائد الذي أثبت للجميع مصداقية التعامل فهو حزب الشعب وسيواصل عطاءاته والشعبُ واثقٌ كل الثقة به مهما حاول أعداء الوطن والإنجازات التي تحققت التشويه به فهو حزب الوسطية والاعتدال والحوار وسيظل كذلك ، وكل ما ذكرته هو من بابِ الوفاء الذي يجبُ أن يُذكر في مناسبةٍ كهذه .

* [email protected]