إب تكرم الفريق الكوري المدرب للعرض الشبابي
كرم علي بن علي القيسي محافظ إب يوم أمس الفريق الكوري برئاسة "ري هوى سونغ" الذي شارك في تدريب الشباب المشارك في المهرجان ...
 
 
 

 

 

 

دراسات وحدوية
الإثنين, 21-مايو-2007
د-صالح باصرة د. صالح علي باصرة* - الخلفية التاريخية للوحدة اليمنية في 22 مايو 1990

في الثاني والعشرين من مايو سنة 1990م أنجز الشعب اليمني أكبر وأهم هدف من أهداف ثورته ضم نظام الإمامة والاستعمار البريطاني، بل يمكن القول إنه الثورة الثالثة في اليمن الحديث والمعاصر بعد ثورتي سبتمبر 1962م، وأكتوبر 1963م.
وتأسست في نفس اليوم الجمهورية كدولة بديلة للدولتين السابقتين (الجمهورية العربية اليمنية، وجمهورية اليمن الديمقراطية) ثم توالت إجراءات تكوين النظام السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والإطار الجغرافي للدولة الجديدة.
إن إعلان الوحدة اليمنية وتأسيس الجمهورية اليمنية لم يكن حدثاً صغيراً وليد لحظته بل حدثاً كبيراً في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر وسبقته ومهدت له الكثير من الأحداث المحلية والعربية والدولية. لم تكن هذه الوحدة حالة حديثة أو جديدة وطارئة في اليمن بل إعادة توحيد يمن انشطر وتشطر لفترة زمنية طويلة بعد توحده لفترات تاريخية أطول وأكبر من زمن التشطير.
وهذه الورقة سوف تسلط الضوء على فترات اليمن الموحد وأسباب تفكك هذا التوحد في بعض حقب تاريخ اليمن، والظروف المحلية والخارجية التي أدت إلى ميلاد يوم (22) مايو 1990م، وبعد مخاض صعب وطويل ومؤلم أيضاً.
إن اليمن الموحد هو القاعدة والتجزؤ والانشطار هو الاستثناء في كل تاريخ اليمن القديم والإسلامي والحديث والمعاصر. فاليمن أرضاً وشعباً موحد كجغرافيا وحضارة وثقافة ولغة، وكذا كسلوك وعادات، وفي إطارها العام والتنوع في اللهجات والفلوكلور أو حتى الملابس أو مائدة الطعام هو تنوع يثير هذا التوحد ويعززه. وظل التجزؤ أو الانشطار في بعض الحقب التاريخية تجزئه سياسية أي وجود أكثر من مملكة أو دولة أو دويلة.
ففي التاريخ القديم أي في زمن الحضارة اليمنية أو ما يسمى بعض الممالك اليمنية كانت اليمن موزعة سياسياً في إطار خمس ممالك هي: سبأ، وقتبان، وأوسان، ومعين، وحضرموت، ولكن الاقتصاد كان موحداً فكل الممالك شاركت فيما كان يعرف ببترول ذلك الزمان وهي تجارة البخور واللبان. كما كانت اللغة وخط المسند والحياة الروحية والنظام الزراعي واحدة، وبمرور الزمن توحد الإطار السياسي لليمن وبشكل تدريجي بدءاً بما عرف بمرحلة دولة سبأ في عام (450) ق.م ثم دولة سبأ وذو ريدان، وبعد دولة سبأ وذو ريدان يمنت وحضرموت وأعرابهم في الجبال والتهائم، وهذه الفترة عرفت بالعصر الحميري. وظلت اليمن موحدة في كفاحها ضد الاحتلال الحبشي، ثم في مرحلة وقوعها تحت النفوذ الفارسي وحتى بزوغ فجر الإسلام.
ودخل اليمنيون الإسلام طوعاً وعززوا بدخولهم الإسلام الدين الإسلامي ودولته الحديثة، وشاركوا في توسيع دائرة الإسلام ودولته في الجزيرة العربية وفي مصر والشام والعراق، ثم ساهموا في نشر الإسلام وتوسيع دولته في المغرب العربي، ثم في بلاد الأندلس ( أسبانيا ) ولم تكن مساهمة أهل اليمن في نشر الإسلام وتوسيع إطار دولته جهادياً فقط بل ساهموا أيضاً في تكوين وتطوير الحضارة العربي الإسلامية، في كل المجالات.
وحين قسم الرسول صلى الله عليه وسلم اليمن إلى ثلاثة مخاليف، فهو تقسيم إداري وليس تقسيماً أو تجزئه لليمن، وعندما حدثت بعض التمردات في اليمن ضد دولة الخلافة فهي أحداث استثنائية وبعضها لها مبرراتها.
وحين ضعفت دولة الخلافة الإسلامية في منتصف العصر العباسي، وشهدت اليمن نشوء ما عرف بالدول المستقلة، فإن معظم هذه الدول المستقلة شملت اليمن كله أو الجزء الأكبر منه، وعلى وجه الخصوص في عهد الدول التالية: الدولة الزيادية، الدولة الصليحية، والدولة الرسولية، والدولة الطاهرية، وكانت الدولة الزيدية تتوسع أو تنكمش جغرافياً حسب الظروف السياسية الداخلية والخارجية.
وحين جاء الحكم العثماني إلى اليمن منذ عام 1538م فقد شمل اليمن كله وظل موحداً في إطار هذه الدولة وتحت حكمها مع ظهور واختفاء كيانات سياسية صغيرة وكثيرة، ولكن الأهم من ذلك هو التوحد اليماني في الكفاح ضد ظلم النظام العثماني، وولاته في اليمن. وقادت هذا الكفاح الموحد الدولة الزيدية وحتى تحقيق الاستقلال وجلاء القوات العثمانية في عام 1636م.
وتأسست -بعد ذلك الجلاء -دولة يمنية موحدة عرفت بالدولة القاسمية، ولكن ظلم بعض حكام وعمال هذه الدولة، وصراع بعض أفراد الأسرة القاسمية وادعاء أكثر من شخص من هذه الأسرة بأحقيته في منصب الإمامة، وكذا بدء صراع أوروبا الاستعمارية على اليمن أدى في نهاية المطاف إلى نشوء كيانات سياسية صغيرة متنافرة، ومتصارعة، وبالتالي تقسيم اليمن سياسياً.
ووفر هذا المناخ السياسي والاقتصادي السيئ ظروفاً مناسبة لاحتلال بريطانيا عام 1839م وانطلاقها من عدن إلى شرق وجنوب اليمن وإخضاعها لنفوذها وفي ذات الوقت إعادة الدولة العثمانية سيطرتها على شمال وغرب اليمن، وذلك منذ عام 1849م وحتى 1872م وهو عام دخولها صنعاء عاصمة اليمن.
ومنذ ذلك العام بدأ في التكون إطارين جغرافيين وسياسيين في اليمن عرف لاحقاً بجنوب اليمن وشمال اليمن، وتم تعميد هذا الانشطار بخط حدودي عرف بخط حدود النفوذ العثماني والنفوذ البريطاني في اليمن في عام 1905م وسجل رسمياً في عام 1914م أي قبل بدء الحرب العالمية الأولى ببضعة أشهر.
ولكن ظل اليمن موحداً في علاقات شعبه وفي نضاله ضد الاستعمار البريطاني والحكم العثماني وغادر العثمانيون شمال اليمن في نهاية الحرب العالمية الأولى وكأحد نتائجها، وظهرت على أنقاضها منطقة النفوذ العثماني ما عرف بالمملكة اليمنية، واستمرت وحدة الكفاح اليمني ضد الاستعمار البريطاني ونظام الإمامة، ورافق هذا الكفاح حلم إعادة توحيد اليمن واقتربت لحظة تحويل الحلم إلى حقيقة عشية سقوط نظام الإمامة في (26) سبتمبر 1962م، وتقلصت مسافة الوصول إلى الوحدة اليمنية بقيام ثورة (14) أكتوبر 1963م في الجنوب وجلاء الاستعمار البريطاني في الـ(30) من نوفمبر 1967م، ولكن حالت دون الوصول إلى الحلم -عشية خروج آخر جندي بريطاني من عدن -ظروف الحرب الباردة، وبعض التحضيرات الداخلية، وكذا جملة من التدخلات الإقليمية.
وأصبح في اليمن بدلاً من النفوذ العثماني والبريطاني دولتين يمنيين، دولة شمالية، وأخرى جنوبية. ولم يمت الحلم، بل ظل في عقول وقلوب الشعب اليمني وتباينت طرق الوصول إليه، وشهدت اليمن أكثر من حرب أهلية بعضها بسبب مصالح سلطوية وحزبية داخلية، وبعضها بتغذية خارجية للحيلولة دون الوحدة، ولكن تحت شعار تحقيق الوحدة اليمنية.
وتعثرت اليمن بدولتيه في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وتعليمية كاملة ومتكاملة، كما لم تشهد حياة آمنة ومطمئنة تحت ضغط الجماهير وكفاحهم من أجل الوحدة.
وفي ظل أقوى الحروب الباردة، وانهيار المعسكر الاشتراكي التقط الأخ الرئيس علي عبدالله صالح اللحظة التاريخية المناسبة للدعوة إلى الوحدة اليمنية كصمام أمان لليمن في ظل المتغيرات الولية، وكحل جذري لكل آلام وسلبيات التشطير، ووجدت هذه الدعوة قبولاً جماهيرياً واسعاً، وكذا كقارب نجاة للنظامين في الجنوب والشمال، واستجاب الكل لهذه الدعوة التي انطلقت في لحظة تاريخية مناسبة، وبعد ستة أشهر من توقيع اتفاق عدن التاريخي في (30) نوفمبر 1989م ارتفع في عدن في الـ(22) من مايو 1990م علم الوحدة، وتأسست الجمهورية اليمنية وارتبط بالوحدة الانحياز إلى الديمقراطية والتعددية الحزبية والتبادل السلمي للسلطة. وبدأت اليمن مرحلة جديدة في حياتها الداخلية وفي علاقتها الخارجية وطوت آخر صفحة من صفحات التشطير الجغرافي والسياسي.

*وزير التعليم العالي والبحث العلمي
*ملخص بحث قدم الى ندوة "الوحدة اليمنية في عامها السابع عشر" التي نظمها معهد الميثاق الاحد20-5-2007م
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
تصميم وتطوير: ديزاين جروب