صادق بن أمين أبوراس - أيام وتهل على شعبنا اليمني مناسبة الذكرى الـ57 ليوم الـ30 من نوفمبر المجيد الذي فيه تُوّجت نضالات اليمانيين وحركتهم الوطنية التحررية بنيل الاستقلال الناجز وخروج آخر جندي استعماري بريطاني من الأرض اليمنية؛ وهو يوم صنعته تضحيات جِسام وقوافل الشهداء الذين روت دماؤهم الطاهرة شجرة الحرية لتثمر هذا الانتصار العظيم للثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 أكتوبر" ضد الظلم والطغيان الإمامي والجور والتجبر الاستعماري.
هذا النصر ما كان ليكون لولا وحدة نضال شعبنا اليمني التي حققها الأبطال الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم ليفجّروا الثورة اليمنية 26 سبتمبر التي أسست لانطلاق الثورة اليمنية 14 أكتوبر للتحرر من أخبث احتلال استعماري جثم على صدر شعبنا 129 عاماً وعاث فساداً وتمزيقاً للأرض والإنسان اليمني الذي بوحدته الوطنية انتصرت إرادته في ترسيخ النظام الجمهوري وطرد المستعمر، لتبدأ مرحلة جديدة من النضال الوطني لاستعادة وحدته التي حالت دونها أسباب وعوامل داخلية وخارجية لعبت التأثيرات والاستقطابات الإقليمية والدولية دوراً رئيسياً فيها، تجاوزها بإكمال الانتصار لثورته معلناً قيام الجمهورية اليمنية يوم 22 مايو الأغر 1990م.
هناك الكثير من التفاصيل على هوامش ومتون هذه الانتصارات والإنجازات العظيمة بعضها إيجابي وبعضها سلبي؛ ومعرفتها والوقوف عندها مهم لفهم أين أصبنا وأين أخطأنا لأخذ العِبرة والدرس ولخروج الحاضر من تلك المساوئ وعدم تكرارها في المستقبل.
أكثر من نصف قرن مرَّ على ذلك اليوم الخالد في تاريخ شعبنا جرى في مسار أحداثها الكثير من المياه الآسنة والصافية، ليبقى الـ30 من نوفمبر مصدر إلهام لاجتراح الحلول لواقع زمن الانتكاسات والارتدادت البائس؛ وهذا يتطلب الصدق مع النفس ومع الآخر الشريك في الوطن والمواطنة وفي الحقوق والواجبات وإدراك أن الوحدة الوطنية هي حجر الزاوية والمدماك الذي يعيد السيادة والاستقلال وطرد المحتلين الجدد الذين هم امتداد للغزاة القدامى وإنهاء كل أشكال الوصاية للخارج أياً كان.
هنا ينبغي التأكيد على حقيقة أن المرحلة التي تمر بها بلادنا والمنطقة والعالم أخطر من تلك الفترة التي شهدها انبلاج حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية وتحديداً خمسينيات وستينيات القرن الماضي؛ لذا على كل القوى والأطراف الوطنية اليمنية أن ترتقي إلى مستوى تحديات واستحقاقات ما يواجهه شعبنا وأمتنا.
الثلاثون من نوفمبر 1967م يتجدد روحاً ومعنى، منه نعود لمشروعنا الوطني الوحدوي الذي لا مكان فيه للمشاريع الصغيرة التقسيمية والتي من خلالها يحاول البعض إعادتنا إلى أزمنة الفرقة والتمزق والاستعمار.. نوفمبر كان وسيظل عنواناً للمجد والكرامة والتحرر الوطني.
*رئيس المؤتمر الشعبي العام |