منظر من اب

الخميس, 10-مايو-2007
- نبيل عبدالرب - على مسافة تقارب 200 كيلو متر إلى الجنوب من العاصمة اليمنية صنعاء، وعلى رقعة جغرافية مساحتها حوالي 5600كم2 يقطنها ما يناهز المليوني إنسان تقع روضة الجزيرة العربية محافظة إب المعروفة باسم اللواء الأخضر لما تتمتع به من جمال طبيعي وكسوة خضراء تكاد تغطي كل مديرياتها البالغ عددها20 مديرية خاصة في أشهر الصيف حيث تسقط الأمطار الموسمية على معظم المديريات بمعدل يتراوح بين 800 سم -1200 مم، ما يجعلها مزاراً سياحياً لسكان المحافظات الأخرى وللسياح الواصلين من الخارج سيما من أبناء دول الخليج المجاورة الذين يتدفقون على إب بالآلاف للإستمتاع بطبيعتها الساحرة ووديانها ذات الأشجار الكثيفة والأنهار الصغيرة في مديرية العدين بواديي الدور وعنة ، ووادي السحول بمديرية إب، ووادي زبيد بالقفر وحزم العدين، ووادي بنا في مديرية السدة.
وإلى جانب السياحة الطبيعية تجذب المحافظة أفواج السياحة العلاجية للإستطباب في حماماتها الطبيعية المشتهر منها حمامات الأسلوم، والشعراني ، هبران، حوار العالي، وزره، حوار السافل، الأديب، الأثاري، الصلبة، علي، حمص، جداع، مش الكافر، الصناع، القفر وإريان، وهي حمامات موسمية في أغلبها تتميز بمياهها الساخنة، المحتوية على مركبات معدنية بخواص علاجية.

آثار وأسواق:
ليس الكساء الأخضر والطبيعة الفاتنة هي ما يميز إب بل أنها وبمختلف مديرياتها تحوي آثاراً ومعالم تاريخية يمكن سرد أهمها من مديرية السدة بمقابرها الصخرية وصهاريج المياه، والسدود القديمة وقرية وجبل حوال، وفي النادرة قرية صنع، وقرية عمقة والملحكي ومسجد تمور بمديرية الشعر، وفي إب الجامع الكبير، والمدرسة الجلالية العليا، ومدرسة المشنة، وسور وأبواب المدينة القديمة، والقصور والمباني، وبالرضمة قرية وجامع الذاري، وجامع ذي أشرع، ومصنعة بني قيس، وفي السبرة ضريح الحاج مفضل، وجامع إسحاق، وفي السياني السمسرة، ومصنعة سبر، وفي مديرية العدين توجد مصنعة كتفي التاريخية، وبالقفر جرف أسعد، وفي المخادر مسجد المنار، والظهرة ووحاظة بحبيش، ومدينة مذحج في فرع العدين، وفي ذي السفال قرية حبير، وفي مديرية يريم رية خاو ومدينة صرخة وقرى منكث ورعين، ومسجد تثين في مديرية بعدان.
ومن الحصون والقلاع التاريخية في إب حصن عرافة، كهال، عز، كحلان، يفوز، ظفار، إريان، وعلان، يرس، التعكر، المرايم، البيني، حبّ، المنار، وقلاع سمارة، خدد، باب المناخ، وعمامة البينيان.
ومن المدن التاريخية في إب تشتهر مدينة ظفار عاصمة الدولة الحميرية ويوجد في هذه المدينة متحف ظفار الذي تحكي محتوياته عن تلك الدول التي أثمرت حضارة تعد من أهم حضارات الزمن القديم، ولا تزال العديد من الآثار والقلاع والقصور الباقية تذكر بها وبأمجاد تاريخية لدويلات قبلها مثل دولة رعين التي قامت الدولة الحميرية على أنقاضها.
وفي محافظة إب أيضا تقع مدينة جبلة التاريخية التي تبعد إلى الجنوب من عاصمة المحافظة بـ6 كيلو مترات وهي عاصمة الملكة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي صاحبة "دار العز" أو دار السلطنة المكون من 360 غرفة على عدد أيام السنة، وبقايا هذا الدار لا زالت قائمة حتى اليوم، وبجواره أقيم متحف الملكة أروى في مبنى قديم ربما كان من ملحقات دار العز. ويضم المتحف أجراء من الأدوات والنماذج التي كانت مستخدمة في عهد السيدة أروى مثل أدوات الحرب والزراعة والحدادة والنجارة ومختلف المهن في ذلك العصر الذهبي الذي وصلت فيه الحرف الفنية إلى أعلى درجاتها.
وبالقرب من دار العز يقع الجامع الكبير ذو المئذنتين الشرقية والغربية. ومن التاريخ نعود إلى عادة درج عليها اليمنيون تتمثل في إقامة أسواق أسبوعية يتقاطر عليها الناس لشراء حاجياتهم أهمها سوق السحول في مديرية إب المقام يوم السبت مع سوق العدين، وأسواق السبرة ويريم والنادرة يوم الأحد من كل أسبوع، وأسواق السدة وحبيش والمخادر كل يوم اثنين، وسوق القاعدة يوم الثلاثاء، وفي القفر سوق الربوع.
وللتاريخ حضور:
عندما تذكر الرقعة الجغرافية التي تعرف الآن بمحافظة إب تتهادى إلى الذهن دول قديمة تركت صفحات مشرقة في سفر التاريخ في مقدمتها الدولة الحميرية قبل الإسلام، والدولة الصليحية وتحديداً ملكتها السيدة أروى بنت أحمد الصليحي التي تولت زمام السلطة بعد وفاة زوجها المكرم بن علي محمد الصليحي، وقامت بنقل عاصمة الدولة من صنعاء إلى مدينة جبلة لتحكم اليمن منها خمسين عاما حققت فيها نجاحا سياسياً بجوار بناء العديد من المآثر الإسلامية واشتهرت هذه الملكة بوقف الكثير من الأراضي الزراعية للمواشي وبناء المرافق الخدمية وإيصال مياه الشرب النقية إلى كل منازل مدينة جبلة عبر ساقية طويلة تمتد إلى أعلى قمم الجبل المطل على المدينة، كما يذكر عنها عملها على توفير مساكن للعلماء والمتعلمين وتشكيل حلقات العلم في جامع جبلة مستوعبة طلبة العلم من مختلف المناطق اليمنية.
ومن أواخر القرن الثالث إلى الخامس الهجري كانت الدعوة الإسماعيلية الشيعية التي تنسب إلى محمد بن إسماعيل وقد بدأت الدولة الإسماعيلية في العراق لكن أنصارها وجدوا في اليمن مكاناً مناسباً لإنشاء دولتهم، فقام علي بن الفضل وابن حوشب( منصور اليمن) بنشر هذه الدعوة في اليمن وعندما قويت وزاد نفوذها في مناطق لحج وعدن وابين وتعز، اتخذ ابن الفضل مدينة مذيخرة في العدين عاصمة له وامتدت دولته من عدن إلى صنعاء ولا تزال بقايا هذه الدولة عامرة في المنطقة.

*تم الاعتماد في هذه المادة على شبكة إب الخضراء، موقع اللواء الأخضر، المركز الوطني للمعلومات.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 07:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/43787.htm