السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 04:43 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
عبدالرحمن مراد -
فنتازيا اليدومي
يبدو أن الذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر وما صاحبها من حضور نوعي والتفاف جماهيري قد تركت أثراً نفسياً مدمراً للأخوة في التجمع اليمني للإصلاح وجناحه القبلي، فكانت ردود الأفعال متوالية لإثبات الوجود بدءاً من المسيرة الاستفزازية المطالبة برفع الحصانة عن الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر- والتي قال منظموها إنها سوف تتوجه الى بيت الزعيم في شارع حدة وتوالت أمثالها،

الأمر الذي أجبر المؤتمر على دعوة أعضائه الى السبعين فكان الحضور أيضاً باعثاً جديداً لكوامن نفسية مبنية على تصورات خاطئة في قراءة الواقع وتموجاته، كما تجلى ذلك بوضوح من خلال الظهور الإعلامي لليدومي على قناة «الجزيرة» حيث تحدث بلغة الأنظمة الثورية التي تشكل وعيه تحت بوارق سيوفها في النصف الاخير للقرن الماضي ويبدو أن وهم التمكين قد أخذه الى مربعات تذكرنا بذات المربعات التاريخية التي صاحبت حركة الاخوان منذ نشأتها فلم يكن حظها من التمكين الا حظ الظمآن من السراب، فالذي يحدث الآن من قبل الاخوان كالذي حدث منهم في 1945م مع الخديوي وكالذي حدث في ثورة يوليو 1953م، فاليدومي في حديثه لـ«الجزيرة» وضع نفسه في مربعات الفنتازيا التي تنسج الواقع وفق تصورها الذي يتناقض مع الواقع تناقضاً كلياً، فالواقع الذي تفاعل معه اليدومي في 2011م لم تكن نتائجه هي ذات نتائج الواقع الذي تفاعل معه، فالمقدمات لن تكون هي النتائج، والذي يبني قناعاته وتصوراته على المقدمات بالضرورة يستغرق في الخطأ ويقع فيه، لذلك فالقول إيحاءً إن الإصلاح يحكم سيطرته على العاصمة بناءً على نقاط الفرقة المنتشرة في أكثر من مكان وبمباركة اللجنة العسكرية وبتعزيز المجاميع المسلحة في الأحياء والحارات.. قول باطل لانه تجاوز حالات الفرز لأزمة 2011م وتجاوز نتائجها التي كان من أهمها الحركة الحوثية كقوة مضادة والقوى الليبرالية والحراك الجنوبي، فالحالة الثورية لم تنتج الاصلاح حتى يتحدث بلغة الحاكم بأمره، ويتجاوز الشروط الموضوعية للحالة السياسية الى التباهي بالقول:
إن علي عبدالله صالح أثبتت الثورة أنه كان كرتاً في يد الاصلاح، فتأريخ الاصلاح السياسي لا يمكنه تبرير هذا المذهب من القول بل أثبت انقلاب الحركة الاخوانية على الحلفاء التأريخيين، ولو تمكنوا من علي عبدالله صالح لفعلوا معه كما فعلوا مع السادات لكن ذكاء الرجل مكّنه من الرقص على رؤوسهم طوال مدة حكمه، فكانوا كرتاً ولم يكن.. وتأسيساً على ما سبق فوهم السيطرة على صنعاء لن يلغي وجود الآخر الذي تنامى تحت مناخ الأزمة وجعل حظ الاصلاح والفرقة مثل حظ بقية القوى أو أدنى.

ولن يكون حظ ذلك الآخر من طرفي المعادلة الخمول كما هو في بيانات الحزب الاشتراكي من حركة التقاسم والفيد للمناصب بل حظ الحالة التفاعلية القادرة على الوصول الى حالة كيميائية جديدة تشترط نتائجها نسب تفاعل المقدمات، ولو قال اليدومي إن الحزب الاشتراكي أصبح كرتاً في يده لكان قوله أقرب للواقع وأنه لا يستطيع السيطرة على صنعاء، وتحالفه معه تحالف استراتيجي يحضر في الملمات ويغيب عند الغنيمة، حينها تكون فنتازيا اليدومي قد حاولت الاقتراب من الحقيقة ولو بقدر ما تمليه الضرورة السياسية الذي ظهرت على لسان اليدومي في حادث تبرير الاغتيال الذي تعرض له أمين عام الاشتراكي.

فالجندي الجائفي (الذي استلم مكافأة على فعله) لم يكن فعله الا تصرفاً أهوج، ولو كان تابعاً لبقايا النظام أو محسوباً على الحرس الجمهوري لتباكى وأخرج المسيرات المنددة، لكنه قد يجيز لنفسه ما يحرمه على غيره..
ويتضح هذا الازدواج في الموقف بشكل أكثر وضوحاً في موقفه من موضوع الإساءة للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- فالقضية لديه لا تتجاوز نزوات فردية وهي لا تمثل الحكومة الامريكية ولا الشعب الامريكي ويبدي اليدومي رغبته في زيارة امريكا لو وجهت له دعوة وبأي مستوى يحددونه هم، وتعامل إعلام التجمع والمحسوب عليه مع موضوع الإساءة الى الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- بحذر شديد وحاول التنديد بالمشاعر الغاضبة التي اقتحمت السفارة الامريكية بصنعاء وصبّ جام غضبه على «الحوثيين وبقايا النظام» وأظنه انزاح الى مربعات متقدمة حين هرب من تصريحات الزنداني ومن المتأثرين بها من أتباعه بالقول والتبرير بأنهم بقايا النظام.. ولعل المتأمل الحصيف يدرك أن ما يسمى بالنظام السابق تعامل مع أمثال هذه الحوادث بتوازن بين القيمة والمعنى وبين المصلحة الوطنية ولم يطلق التبريرات التي أطلقها الاصلاح بمجرد أن أمريكا أفردت له جناحيها، وكأن محمداً- عليه الصلاة والسلام -في أيديولوجيا الاصلاح ليس الا وسيلة يصل بها الى الغاية التي ظل ينشدها منذ أكثر من نصف قرن من الزمان (استناداً الى تاريخ الحركة ونشاطها في اليمن وليس نشأتها في مصر).

اليدومي وكذبة الشراكة مع الآخر

وأكاد أسخر ثم تضحكني - على مذهب البردوني في القول- دعوى اليدومي القائلة إن الاصلاح لن ينفرد بالحكم، فالدلائل الموضوعية تقول عكس هذا التوجه ويصبح قوله «الاصلاح لديه استراتيجية على الشراكة مع المشترك ولن يحكم منفرداً» مجرد رأي قابل للتأويل.. ولعل شراكة الاصلاح مع المشترك قد اتضحت معالمها في بيانات أحزاب المشترك من حركة التعيينات الاخيرة، ولا أظن البيان الثاني للحزب الاشتراكي بهذا الخصوص سيكون الاخير، فالشراكة ستستمر ولكن وفق مفهوم الاصلاح الذي يرى أحقيته دون سواه بتوارث الارض استناداً الى الآية (105) من سورة الأنبياء والتي نصها: «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون».

فالتأويل الثابت في مفهومهم أنهم هم الصالحون دون سواهم وهذا وعد الله لهم ومن هذا المنطلق كانت لغة اليدومي في تفردها وتعاليها وفي الشعور بالامتلاك والتسلطن فهو يطمئن المؤتمر وسوف يساعد الحوثيين ويمنح حق المواطنة والطرد للمواطن علي عبدالله صالح بشروطه وحتى لا يتمادى في غيه، ويتكلم باسم الداخلية والجهاز الامني والقوات المسلحة، ولعل اقتباس هذه الفقرة من بيان الاشتراكي سيؤيد مذهبنا في القول حيث يقول البيان «ونستغرب حالة التجاهل لتصويباتنا ونداءاتنا المتكررة حول عملية التغيير الجارية وحزم التعيينات المتلاحقة والتي كان آخرها مصفوفة من القرارات الجمهورية التي استثنت الحزب الاشتراكي وبعض القوى الديمقراطية»، وقال البيان: «إن الأمانة العامة في الحزب الاشتراكي اليمني وهي تجدد دعوتها الى تلافي الانحراف في مسار التحول السلمي قبل الولوج في مخاض الحوار الوطني الجاد والشامل تؤكد على أن الاستحواذ وإقصاء الشركاء في هذا الظرف بالغ الحساسية يخل بالتوازنات التوافقية ويشوه مسار عملية التغيير السلمي..»، فالقضية الوطنية ومفهوم الديمقراطية والشراكة واستراتيجية الاصلاح في عدم الحكم متفرداً، أصبحت قضايا شائكة دلّت تناقضاتها على فنتازيا لا يمكنها البقاء طويلاً، إذ أنها قد تتحول الى فعل انتحاري مدوٍ، فالتناقض والتضاد في الفعل السياسي أخدود تحترق فيه آمال وطموحات الناس، إذ أن الذين يتحدثون باسم الله والرسول قد أثبتت التجارب وتموجات الربيع العربي أن الله والرسول يرتبطان في مفهومهم بالتمكين، فالآية رقم (46) من سورة الحج تشكل مبررهم في هذا الاتجاه.

حيث يقول تعالى: «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور».. فالتمكين شرط في الامتثال والتسليم، وعلى مثل ذلك يمكن قياس الموقف.. والثابت أن فنتازيا اليدومي لن تصنع مجداً ولا وطناً آمناً ومستقراً ومتقدماً.. ولله عاقبة الأمور.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024