الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 04:05 ص - آخر تحديث: 03:33 ص (33: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء

في أول استطلاع رأي لمن هم في الخارج

المؤتمرنت-تحقيق : نزار العبادي -
العراقيون في اليمن.. بين متفائل وحذر وناقم يصرخ: (قبضوا الثمن)
رغم أنهم الجالية الأكبر في الخارج، وتقدر بعض الإحصائيات أعدادهم ما بين (25-35) ألف مواطن، 77% منهم يحملون شهادات جامعية وعليا، والباقي من الأطفال المرافقين لذويهم، إلا أنهم ظلوا رقما خارج كل الحسابات العراقية، وبعيداً عن جميع الأضواء الإعلامية، وربما حتى القراءات الدولية لمستقبل العراق، إذ لم يسبق لأحد أن سأل: يا ترى كيف سيتم معالجة أوضاع العراقيين في اليمن، وإعادتهم إلى وطنهم؟
مجلس الحكم المؤقت الذي أجل زيارة لليمن، ثم ألغى ثانية على هامش مؤتمر الديمقراطية وحقوق الإنسان بصنعاء، واكتفى بحضور عبدالباسط التركي وزير حقوق الإنسان كان بذلك "أحدث شرخاً نفسياً لدى أبناء الجالية العراقية" على حد تعبير أحدهم الذي استغرب مما وصفه! "عدم الاكتراث للعراقيين من قبل التركي" الذي "لم يكلف نفسه عناء الالتقاء بأحد من الجالية".
في خضم تطورات الأحداث الأخيرة والإعلان عن الشيخ غازي الياور رئيساً لجمهورية العراق، وتشكيل حكومة برئاسة أياد علاوي، لم يكن عند العراقيين في اليمن شغلاً يشغلهم عن متابعة الأحداث أول بأول، وكان من الصعب العثور على أحدهم في شوارع صنعاء بعد ظهر يوم الثلاثاء (الأول من يونيو) الذي جرت فيه مراسم الإعلان عن السلطة الجديدة للعراق.
لكن في اليوم التالي كان "المؤتمر نت" يستطلع آراء العراقيين المقيمين في اليمن حول هذا الحدث الكبير، وطبيعة رؤاهم لمستقبل العراق بعد هذه الخطوة.
ومع أن عدداً كبيراً كان يرفض التعليق، وآثر التحفظ على رأيه، إلا أن أضعاف ذلك العدد انتهز الفرصة لإفراغ ما يجيش في صدره.. فالمهندس محمد محمود بدا متفائلاً جداً وأخبرنا: (هذا هو ما كان يجب على الأمريكان فعله من الأول) مضيفاً: (أنا لا أعرف شيئاً عن الرئيس غازي الياور أو رئيس الوزراء علاوي لكن كيفما يكونوا فهم عراقيون ويعرفون ما نريد، وما نحب، وما نكره.. وسيكونون أرحم من الأمريكيين والبريطانيين).
في حين كانت زوجته (ابتسام) تغوص في حيرتها، وترددت كثيراً قبل أن تقول: (صدام أيضاً كان عراقياً.. ليش ما رحمنا؟ الشغلة كلها غامضة، وما نعرف إلى أي تهلكة راح يودونا الأمريكان).
- "ياور" ابن عشائر
عادل جواد مدرس في اليمن منذ سنوات خمس يعتقد (الياور شيخ وابن عشاير وما أظن به إلا كل خير.. حتماً أمريكا ستضغط عليه، ولن تعطيه حريات مطلقة، لكن بمرور الزمن سيستقر الوضع، وتزداد وحدة العراق، وسيجد الأمريكيون أنفسهم في مأزق كبير عاجزين عن إملاء رغباتهم )
ويبدو أن زميله سعد الجنابي يشاطره الرأي ذاته: (عندنا الشيخ شيخ بأخلاقه والرئيس الجديد ابن عشائر ولن يقبل بالشين) ويضيف مؤكداً: (عصر الاستعمار انتهى وكل الشعوب الأصيلة أخرجت المستعمرين حفاة من أراضيها)، ثم يتساءل: 0قل لي ماذا أخذ البريطانيون معهم بعد 128 سنة من احتلال عدن؟ مازال أبناؤهم وأحفادهم يتحسرون على زيارة قبور قتلاهم المدفونين في المعلا).
قبول اضطراري لظرف طارئ
وفي جامعة صنعاء: كان الدكتور محمد جاسم يضفي على الموضوع بعداً سياسياً آخر ويرى: (مع أن الطريقة التي تم تعيين الرئيس والحكومة وفقها لا تمت بأية صلة للسلوك الديمقراطي لكن في ظل الظرف الطارئ الذي يمر به العراق قد نضطر للقبول بهذه الصيغة على أساس أنها خطوة أولية نستطيع من خلالها الانتقال لخطوة أخرى- أنضج، وأكثر صحية).
كما يشير إلى: (نحن نريد خروج الاحتلال بأسرع وقت، ونريد ديمقراطية كاملة ومثالية في نفس الوقت، ونرفض أنصاف الحلول.. معنى ذلك أننا نعقد المشكلة، وأن علينا انتظار (معجزة.. دعونا نجرب الاعتماد على أنفسنا، والوثوق ببعضنا البعض، وحينذاك سننجح بإذن الله).
أما الدكتورة إلهام الزبيدي (طبيبة في مستشفى خاص) فتميل إلى رأي قريب: (يمكن أن نعتبر التعيينات التي تمت مثل العملية الإسعافية التي نجريها للمريض.. صحيح هي لا تشفيه أو تعالجه لكنها تمنع موته أو انتكاسته نحو الأسوأ) وتستطرد متأوهة: (الذي عملوه الأمريكان في العراق ما ينحكي، وإذا كان بيننا من كان ينظر باحترام أو إعجاب بالشعب الأمريكي.. فأنا واثقة أنه انقلب إلى كراهية وحقد واحتقار لن تزول إلى الأبد.. لذلك نقول نحن مع أي عراقي يحكمنا، لأنه مهما كان سيئاً فهو أفضل من الأمريكي).
- مخالفة لقانون الدولة العراقية:
تقول الأستاذة آلاء عبد العظيم إن التعيينات التي تمت يوم الثلاثاء كانت (مخالفة لقانون الدولة العراقية الذي وضعوه بأنفسهم، حيث أن القانون يقضي بتشكيل المجلس الوطني أولاً، ثم انتخاب حكومة، وأخيراً الرئيس.. لكنهم بدأوا بالعكس تماماً، وتلك بادرة تبعث على عدم الاطمئنان من مصداقية وإخلاص هذه الشخصيات، ومدى احترامها للقوانين التي تضعها)، وتضيف: (لا حاجة للبحث في مدى صلاحية أناس أدخلوا المحتل بأيديهم إلى بلدهم ليخربها، ويشيع القتل بأهلها، وينتهك أعراض نسائها، ويمارس شذوذه الأخلاقي مع إخوانهم وأخواتهم داخل المعتقلات، ويبيح تاريخ وثقافة العراق لكل لصوص العالم من غير أن تهتز شعرة أحد منهم رغم أن العالم كله صدم، وهاج وماج..) وتستخلص: (عندما نهتم بكل الاعتبارات العرقية والدينية والمذهبية والجغرافية في بناء مؤسسة الحكم ونتجاهل الاعتبار الأخلاقي للحاكم، فهذا يعني العودة إلى المربع الأول الذي اتهمنا به النظام السابق)
- قبضوا ثمن بيع العراق
عندما وقفنا عند مطعم (العناب) الذي يديره أحد العراقيين، وأصبح ملتقى للكثيرين منهم، فإننا بمجرد أن ألقينا السؤال على أحد الإخوة العراقيين إلى الجالسين في المكان فاجأنا علي عبدالله الحسين- محاسب في شركة أهلية- كان يجلس بالجوار، صارخاً: (هؤلاء كلهم عملاء أمريكا.. باعوا العراق، واليوم قبضوا ثمن بيع العراق) ويستأنف بانفعال: (بالله عليكم بأي وجه راح يحكمون، ويطلعون يوقفون أمام العراقيين والأمريكان..؟...العراقيات أمام عيونهم، وما شالتهم الغيرة على أعراضهم، أين كانت وطنيتهم عندما حاصروا أهل الفلوجة وذبحوا المصلين داخل المسجد؟ تقدرون تقولون لي شنو كانت ردود فعلهم لمَّا الطائرات الأمريكية ضربت العرس في "القايم" وقتلت 45 في غمضة عين؟؟.) وبعد لحظات هدوء قال: ( نقبل بأي شخص يحكم ولكن على شرط عنده ماضي أسود ومواقف جبانة.)
ولما عدنا إلى صاحبنا الأول الذي عرف بنفسه ( الجحي أبو أحسان) فإنه بدا هادئا جدا، وقال ( العراقيون تعبوا كثيرا .. يكفيهم قتلاً ودماراً واغتراباً وتشريداً.. نحن نعرف أن مجلس الحكم ومعظم الذين عينوهم جاءوا على ظهر الدبابات الأمريكية، وسيخدمون بوش وربعه.. ولكن .. شنو الحل؟ هذا قدرنا).
إلا أن سعدون غازي ( رجل أعمال) لا يرى ضرورة للحديث الانفعالي، ويعتقد أن ( أي تحول نحو نظام سياسي جديد يحدث غصبا لابد أن ترافقه تضحيات وأخطاء) ودعا إلى ( على العراقيين القبول بالتعيينات بشفافية.. فليس أمامهم غير هذا الخيار).
· الحكم للاقتصاد.. لكنه بات بيد اللصوص.
السيدة زهرة( أم رعد) كانت مشحونه بالآلام والحسرات عندما سألناها، فسبقت لسانها الدموع، وانتحبت لدقائق بتوجع، لتقول لنا أخيرا: ( ويلاه على العراق.. ما ظل عراق, بعد ما خربوه يريدوا يقعدوا فوقه) وبعد توقف لمسح الدموع أخبرتنا أن أخاها وابنه قتلا قبل ثلاثة أشهر عندما كان الأب يوصل ولده للمدرسة، لكنها رغم حزنها تفاءلت للغد ( إذا خرجوا الأمريكان.. والله لنعيد العراق مثل الورد بيوم وليلة.. "ليش هو لو "أكو" أحسن من العراقيين كان أمريكا بدأت بهم).
أما ابنتها ( شذى) وهي طالبة جامعية في صنعاء تفضل البقاء في اليمن بقية عمرها، وتقول" ( لم أحس بالأمان إلا عندما جئت إلى اليمن، ولو الأمر بيدي لعشت فيها للأبد ) وتضيف" ( تعلمنا أن الاقتصاد هو الذي يحرك سياسات الدول، واقتصاد العراق أصبح ثلثين منه بيد أمريكا، والثلث الباقي بيد اللصوص الذين نهبوا البنوك والوزارات وصاروا تجارا) مشيرة ( حتى لو الرئيس الجديد غازي الياور كان شريفاً ومخلصاً هل سيتركوه لحاله -هؤلاء اللصوص أو الأمريكان- استبعد هذا الشيء.
· العمالة والمصالح
وبين هذا الرأي وذاك كان الأستاذ علي غازي مدرس ثانوية عبدالناصر يتناول المسألة بمزيد من الموضوعية والتمعن، فيرى ( أن الحكومة الجديدة- القديمة لأنها امتداد الإفرازات مجلس الحكم- لا تمثل طموح الشعب العراقي المناضل المكافح من أجل كرامته واستقلاله. فهي حكومة تمت دراستها بعناية من قبل قوات الاحتلال، وفق المعادلة الأمريكية" 1-1 مصالح أمريكا، و1+1= مصالح أمريكا" فهذه الحكومة بدء من مجلس الرئاسة وانتهاء بوزارة " تكملة العدد وإرضاء بعض الأطراف" تأبي إلا أن يكون لها دور في العمالة والحصول على المكاسب الشخصية والمشاركة في سرقة الشعب والوطن.
ويتساءل علي غازي: كيف يرضى شخص شريف أن يتبوأ منصبا وزاريا دون وزارة؟ ثم يضيف مستطردا( إن الحاكم الأمريكي "بول بريمر" أراد القفز على المحاصصة الطائفية في هذا التشكيل ظنا منه أن هذا سوف يلمع صورة، أمريكا الصهيونية، ولكنه سقط في فخ اختيار الأشخاص والعناوين التي يرتبط أغلبهم بالمصالح فمثلا وزير الكهرباء سئل يوما: إذا أصبحت طاقة كهربائية فائضة في العراق فهل تبيعونها لإسرائيل؟
فكان جوابه : نعم...!!)
إذن فالمشهد السياسي العراقي بدا مشوشا جدا لدى العراقيين المقيمين في اليمن، وربما كان الصوت الناقم على الولايات المتحدة الأمريكية يأتي صداه مرتجعا على كل من تعاون معها من القوى السياسية العراقية.
ربما هو الإحساس بفداحة الخسارة، وافتضاح أوراق لعبة الاحتلال،كان كفيلا بجر النقمة ليس على المحتل وحده بل على كل خياراته أيضا، ولاشك إذا كانت الأغلبية العراقية رافضة لما أتى عليه واقع الحال.. فيا ترى أي مخرج يبحث العراقيون عنه للنفاذ من مستنقع الاحتلال، واستعادة زمام الأمور إلى أيديهم..!.؟
ومع أن الجواب الذي سيضعه أبين أيدينا هو الزمن القادم.. لكن من المؤكد أن العراقيين وحدهم من يقدر على تحديد صياغاته بدقة؟...!









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024