الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 01:40 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
بقلم-نزار العبادي -
لقاء (دار المسنين) المشترك
لم يجد الكاتب الإيرلندي (براس جي لوستيانو) ما يصف به أحزاب اللقاء المشترك، في استعراضه لتجارب دول الجزيرة العربية السياسية، غير القول:(إنها أقرب إلى دار مسنين، يريدون كل شيء، وينفعلون، دونما يقدموا شيئاً غير الصراخ، والقلق الذي يجب على حكومة اليمن الصبر عليه مكرهة).
والحقيقة- إن إلقاء نظرة على واقع أبرز أحزاب المعارضة اليمنية، لم تعد أكثر من تأمل مخجل في (عورة سياسية)، توارى كبارها عن فضائحها، بينما استطاب الصغار قرف الغير، وغمرتهم نشوة العبث المقززة.
في غمرة شبق الشذوذ عن الآخر (الحاكم) كان ركوب صهوة "الميكافيلية" أفضل فرص المعارضين لحجب الأنظار عن مأساة ما يرافق أرذل العمر من هوس وقنوط أصبح هوية ما يعرف به العمل الوطني في فلسفة معارضة المشترك.
فالأحزاب التي أنابت عن أمنائها ومفكريها صحفاً ورقية لتكون مطابخاً لمشاريعها السياسية أخفقت حتى في الحفاظ على نظافتها، فانتهى الأمر بها أن تحولت ملاذاً (لجرذان الصحافة)، تعيث فيها كيفما شاءت، مخلفة سمومها في كل مكان؛ لتهدد العالم بـ(الطاعون الفكري) الذي يعتبر الديمقراطية أقرب إلى ملهى ليلي تباع فيه كل المحظورات، ويشيعوا فيه ملذات الانحطاط السياسي، في ظل غياب كل معايير وقيم العمل الوطني الشريف.
لعل الهموم التي استجلبتها أحزاب المشترك، وسوقتها كهموم وطنية، أمست في نظر كل المراقبين في الخارج، ليست إلاّ مدعاة تأكيد على هلامية كياناتها التنظيمية، والفكرية، وشلل مناهجها الحركية، وذلك هو ما حاول إيصاله (لوستيانو) في وصفه إياها بـ(دار المسنين) في كتابه (خطوات نحو الجزيرة) (Steps towards pensuile) الصادر قبل ثلاثة أسابيع فقط.
فعندما تنقلب الأقلام عن كل ما من شأنه تطوير الأداء الحزبي المعارض بصيغة المؤسسية، أو التفكير بآليات امتلاك قوة التحدي للسلطة، وأدوات مواجهة نفوذ الآخر، والحد من (أخطبوطيته) بالسياسة إلى غيرها، فالفعل هنا لا يتعدى تأجيجاً محلياً، وتفرح طبولٌ مجوفةٌ، مادامت الجهود تصب في غير مجرى التغيير الحقيقي،أو التأثير بالمحاكم.
على سبيل المثال- كتب الدكتور محمد السقاف مقالاً اتهم فيه رئيس الجمهورية بـ(الانفصالي) وتفتقت عبقرية السقاف حينها تسوق دليل اكتشافه الخطير.. فكان دليله هو الزي الذي ارتداه الرئيس أثناء حضوره (قمة الثمانية) والمتمثل في (الثوب، والجنبية، والمشدة)، معتبراً ذلك زياً (شمالياً) لا يعبر عن وحدة الوطن، باعتبار أن (الجنوب) له زيّ آخر.
ربما نسي السقاف- الذي يمثل صفوة الفكر الاشتراكي- أن حليفه في المشترك (التجمع اليمني للإصلاح) يعتبر إن لبس (البنطلون والكرفته) من المحرمات التي يمارس عادةً لبسها (المتشبهون بالنصارى)، ولو ارتداها الرئيس-بنظرهم- فذلك دليل على(علمانية) دولته، وانحرافها عن الإسلام، ونسي أيضاً إن اليمنيين في المحافظات الشمالية لم يعترضوا يوماً على عدم التزام الرئيس بزي (حاشد)، وغيرها، ولم يتهموه بالانفصالي، لأنه لبس مثل (السقاف).
وبغض النظر عن أن أي (المحَّرمين) سيرتدي الرئيس ليحظى بوطنية (الاشتراكي، أو الإصلاح). فقد كان الأولى بالزميل (عرفات مدابش) أن يضع قدميه بين (المحرمين) ويقول للجميع: هذه ليست قضية وطنية، وليست هي الهموم التي ينتظر الشعب من المعارضة أن تناضل لأجلها، وتكرس صحفها للجدال فيها، ويؤكد لهم إن (الجنبية) قطعة من تراث يمني على الجميع الاعتزاز به، مثل الاعتزاز بصهاريج عدن، أو سد مأرب. ولو ثارت كل مدينة، لأن الرئيس لم يرتدِ لباسها، فالأحرى بالدكتور السقاف أن يخبر الناس بمواصفات الزي غير الانفصالي.
لا شك أن إقصاء تلك الأحزاب، وتلك الأقلام نفسها عن أدبياتها السياسية التي انطلقت منها كان أول عوامل انهيارها إلى الدرجة الوضيعة التي نراها فيها اليوم، والتي ابتعدت فيها عن وجدان الجماهير، وهمومها، وتطلعاتها، بل – أيضاً- استدرجتها إلى ذات هموم الأحزاب المستجلبة التي تدور في الفراغ واليأس، في دوامة تعجز عن هز شعرة في ما هو قائم.
أما العامل الثاني فهو أن أحزاب اللقاء المشترك-رغم أدبياتها السياسية الفكرية(المعطلة)- لم تستفد من تجمعها السياسي في بلورة عمل مشترك تستهدف به استقطاب القواعد الشعبية إلى صفها، واعتبارها منطلق التغيير الذي تطمح إليه- أسوة بتجارب غيرها.
بل إن الواضح إن رهانها يقوم على النظرية الديكارتية القائلة:(أنا أشك إذن أنا موجود)، رغم أن هذه النظرية تتعارض مع قيم المجتمع اليمني الإسلامي.
فالسعي إلى تطوير مهارة الشك، ونزع الثقة، كان أن تحول في أربعينيات القرن الماضي إلى ثقافة (وجودية)، من أبرز سياسييها "ديكارت" و"جان بول سارتر"، وأبرز كتابها "مكسيم غوركي" وجميعهم قضي عليهم لاحقاً، بنفس الشك، ولم يفلح أحد منهم في بلوغ غايته التي تحدث عنها في أد بياته- لأنها ثقافة تفرقة وليس توحيد.
أما العامل الثالث، فهو أن تلك الأحزاب لم تتحرك خطوة واحدة باتجاه إقامة صيغ مؤسسية حقيقية تقييم من خلالها مشاريعها التغييرية.. وفي الحقيقة أنها اهتمت كثيراً جداً في إقامة مؤسسات مصالح شخصية –خاصة برموز الأحزاب القيادية- تضمن من خلالها مستقبلها الأسري بغض النظر عن أية اعتبارات مماثلة، لضمان مستقبل الحزب، أو التنظيم، وأتمنى لو راجع المدافعون عن المشترك ما يدخل في حسابات القيادات البارزة من أرصدة وأملاك؛ فيدركوا حقيقة الخلل في مشروعهم السياسي، وإن هذه أدبيات سياسية مكتوبة، تشغل رؤوس أعضاء القواعد الوسطية والمبتدئة في كل حزب.
مع أننا لسنا بقصد تجريح أحد، ولكن بات حقاً علينا كـ(كتاب)، ومثقفين أن نعي حقيقة ما يدور حولنا، وأن نفهم أن واجبنا أكبر من واجب أي سياسي في قيادة التحول، وتوجيه التغيير، ومن الغباء جداً القبول باستثمارنا في موضوعات موجهة بأحقاد وحسابات شخصية بعيدة كل البعد عن الموضع الذي ينتظر منا الآخرون، أن نكون فيه، ولا أعتقد أن هناك من ينتظر أستاذاًَ بدرجة دكتوراه يشهر قلمه ليحاكم الرئيس بجرم الانفصال.. والدليل (جنبية).
أعتقد أننا حينذاك نكون قد عصبنا أعيننا بالأحقاد، وقطعنا الطريق على من يمكن أن يثق بنا أن يصدقنا.. خاصة عندما يكون من الإخوة (الإسلاميين) الذين يحرمون لبس (البنطلون).








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024