الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 06:58 م - آخر تحديث: 06:50 م (50: 03) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
أحمد الحسني -
مفاوضات ..

(( أنت غبي وعديم المروءة ولاتحسن استغلال الفرص ))

كانت تلك اخر عبارة قالها لي مندوب اللصوص الذين سرقوا هاتفي المحمول وهو يتركني مغضباً لأنني عرضت عليه دفع ثلاثة الف ريال فقط بدلاً عن الخمسة الألف الاتاوة التي فرضها علي اللصوص مقابل اعادة هاتفي المسروق .

لم أجرب ان أشكوه إلى الجهات المختصة عملاً بنصيحة الكثيرين ممن ارتكبوا هذه الحماقة فخسروا من أجر العسكر اكثر مما طلب اللصوص من اتاوات ولم يستفيدوا غير ضياع هواتفهم إلى الأبد واستهداف كل هاتف يشتروه مستقبلاً .

ورغم حقيقة ضياع هاتفي التي يفرضها الواقع وتؤكدها شتيمة مندوب اللصوص لي في آخر لقاء تفاوضي ما زال الأمل يراودني باستعادة هاتفي المسروق أو جزءاً منه عن طريق المفاوضات ..

قد أكون بذلك غبياً كما وصفني مندوب اللصوص وربما كان هذا الشعور هروباً من الإحساس بالعجز عن شراء هاتف جديد أو الاعتراف بالهرمية أمام لص في مجتمع مدني يفترض بمؤسساته أن تكون قادرة على حمايتي كمواطن فيه وتوفر علي عنت مداراة اللصوص والتفاوض البائس معهم .

اكثر ما أخشاه هو أن تكون المفاوضات قد تحولت إلى لعنة في هذا العصر انتقلت من أروقة السياسة إلى لغة التعامل اليومي في حياتنا واصبحت مفاوضات اللصوص واحترام شرعية المؤسسات التي لا تحمينا منهم مرضاً سلوكياً وجزءاً من البناء النفسي للإنسان في مجتمعاتنا فأنا فرد في أمة تقع مفاوضات الكتاب الأبيض على قمة هرمها السكاني بين الأشقاء استقرار أفغانستان وسيادة العراق والصراع في السودان سلاح إ يران وتعويضات لوكربي ووو حتى ختان الإناث وحقوق الشواذ والشرق الأوسط الكبير ..

ثمانون عاماً و اكثر من عمر هذه الأمة في المفاوضات البينية ومع الآخر حول الجلاء والتحرر والوحدة والنهوض والثورات والديمقراطية والعمامة والبنطلون والنقاب والمايوه وفي جميعها تنتصر اللصوصية وكان ضياع هاتفي اقل خسارة سببتها مفاوضة في تاريخنا المعاصر وشتيمة مندوب اللصوص لي الطف شتيمة قيلت في مفاوض ..

لقد ولد انتصار اللصوصية الدائم قناعة لدينا بالتسليم بها دائماً كحل اخير فتحولت إلى قيمة سيادية تحكم علاقتنا وتحدد المنتصر سلفاً في كل صراع او تنافس سياسي أو اقتصادي ديني أو اجتماعي أو ثقافي وذلك هو سر بدائيتنا المستمرة وبقائنا خارج الزمن الذي نعيش فيه رغم كل مصطلحاته التي نظرنا لها والنظم التي انتمينا لها والبزات التي ارتديناها أو موديلات السيارات التي اعتليناها ..

ثمانون عاماً تربينا فيها على ذلك فكان قدرنا جميعاً حكاماً ومحكومين أن يستبد بنا لص ونتحاكم إلي مؤسسات صورية كالأمم المتحدة التي لا ادري لماذا لا نطالب بنقل مقرها إلى بلادنا تستأنس بمثيلاتها لدينا كالجامعة العربية وغيرها من مؤسساتنا الصورية بدلاً عن بقائها وحيدة بين مؤسسات فاعلة في دولة كالولايات المتحدة أم أن الحال من بعضه كما يقال ؟ !

خاتمة : ـ

أطول اللصوص عمراً هو ذلك الذي يبقى للمسروق منه ما يتسلى به عما سرق منه وهي حكمة من ذخائر اللصوص لم يستفيد منها حكامنا في مجتمعاتهم ولا أمريكا في العراق وذلك هو سبب عدم استقرار الأنظمة السياسية في مجتمعاتنا وتزايد عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية في العراق يوماً بعد آخر .









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024