الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 08:09 ص - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - ترتبط الأعمال بالنيات، لكنها لا تعبر عنها في كثير من الأحيان، بينما ترتبط الظنون بمحاولة تفسير النوايا، فتتعدد وتتسع وتتباين وتصيب وتخطئ، وغالبا ما تتعارض

ياسر حسن ثامر -
إب الحــجــري .. نوايــا وظــنـــون
ترتبط الأعمال بالنيات، لكنها لا تعبر عنها في كثير من الأحيان، بينما ترتبط الظنون بمحاولة تفسير النوايا، فتتعدد وتتسع وتتباين وتصيب وتخطئ، وغالبا ما تتعارض النوايا والظنون وتتشابك لدرجة يصعب فيها تمييز الحقيقة ومعرفة الأخيار من الأشرار، في محافظة إب وخلال الثلاث السنوات السابقة اتسعت الفجوة بين النوايا والظنون، كما تعددت وتشعبت واختلفت تلك الظنون لتفرض حالة من الغموض والضبابية التي حالت دون قراءة الواقع بشكل صحيح، في ظل تلك العتمة فقد الكثير من أبناء إب الأمل في ذلك الرجل الحائز على ثقة 96% ممن انتخبوا المحافظ عام 2008م؛ ذلك انه تعامل مع أحداث 2011 وتداعياتها وفقا لتصورات وتقديرات خاصة، ميزت الأوضاع في اب عن غيرها، وأثارت جدلا واسعا، ولغطا كبيرا، حول نواياه، وشخصيته، ودوا فعه، ومدى ارتباطه بالمنشقين عن النظام، المطالبين بإسقاطه، رغم صلاته الوثيقة بالنظام ورموزه، على الصعيدين السياسي والاجتماعي .

نبه الحجري أجهزة الأمن في بداية الأحداث بعدم مواجهة المظاهرات أو منعها مهما كانت الأخطاء، ومع تفاقم الوضع أرسلت وحدات من الحرس الجمهوري لمواجهة أعمال الشغب المحتملة في إب، وتردد أنه رمى "غترته" تحت "بيادات" العسكر طالبا منهم عدم التدخل فيما يحدث، والعودة من حيث جاءوا، كما لم يقاوم – كبعض المحافظين - فكرة اعتصام الشباب، ونصب الخيام، ولا قطع الطرقات العامة، بل وجه بحماية مواقعهم، وصلى معهم في ساحاتهم، وفتح لهم صدره قبل مكتبه ومنزله، وعقد اجتماعات مطولة مع قياداتهم في سبيل أمنهم، وتذليل أي صعوبات قد تعيق أنشطتهم وتحركاتهم، وعمل ما بوسعه حتى لا تنعكس حدة الصراع في صنعاء على إب كما أثرت على تعز، فحال دون أي احتكاكات أو تصادمات أهلية بين أبناء المحافظة، إلى غير ذلك من السياسات والتصرفات التي كان يراها سديدة وصائبة، بينما ظنها آخرين غير ذلك.

.
امتعض الكثير، وأثارت الظنون سخط قواعد حزب المؤتمر ومناصريهم، الذين لم ترقهم مرونة الحجري وتعاونه مع المناهضين للنظام، فكان التاريخ جاهزا للاتكاء عليه في تفسير نوايا الرجل، إذ بدا لهؤلاء أن النزعة الاخوانية لا زالت تسيطر عليه، وتتحكم بأسلوب تعامله، ومحاباته لجماعة الدرب القديم. ولان معظم الأيديولوجيات السياسية ذات البعد الروحي تقدم كياناتها على صلات الدم والنسب؛ لم يكن مستبعدا أن يتخلى الحجري عن النظام، ويتنكر للرئيس، وإن كان صهره، لا سيما أن اللواء الأحمر، رجل الدولة الأول، قد فعل ذلك بعد ثلاثة عقود لم يكن خلالها مجرد صهر، بل أخا وظهرا تجمعه بالرئيس منذ الطفولة، القرية، والقبيلة، والحياة العسكرية، والشراكة الدائمة في الحكم، والاستئثار بالسلطة والثروة.

وهو ما جعل مواقف الرجلين (محسن والحجري) محل احترام وتقدير قيادات وقواعد الإخوان، وعند حسن ظنها، مع فارق أن قوة الأحمر وصراحته العلنية بالتخلي عن ماضيه، كانت ضرورة حتمية ليصبح قائدا للثورة، ورأس حربتها، كما عجلت بسرعة الانقسام العمودي للنظام، بينما بدا أن مواربة الحجري ومداهنته ذات اثر استراتيجي، يغذي النظام وأنصاره بالوهم والسبات، ويمرر مخططات وغايات تجمع الإخوان بدون أدنى جلبه، ويضمن له الحفاظ على منصبه إذا ما نجحت الثورة بتسويق شعاراتها، وتنصيب قياداتها على رأس النظام.

سكتت النخب السياسية في اب عن الاختلالات والأوضاع المتردية التي شهدتها المحافظة، تنمويا وخدميا وامنيا، حيث تقاربت الظنون الحسنة وأجمعت القيادات الحزبية في المحافظة على سياسات الحجري، فبدت عين الرضى عن كل عيب كليلة، بينما أضحى السواد من الناس في إب يشكون مساوئ السلطة والمعارضة على حد سواء، غير أن المتغيرات التي برزت في شمال العاصمة صنعاء مطلع العام الحالي 2014 أثرت على موازين قوى العنف والتطرف المتصارعة مذهبيا وطائفيا ومناطقيا، وقبليا، كما ألقت بظلالها على إب بشكل دراماتيكي سريع.

ورغم إخفاقهم في تغيير محافظ تعز المعين بقرار جمهوري، وعجزهم عن إلغاء قرار لاحق بتعيين أحد وكلاء إب، وفشلهم في تغيير بعض الفاسدين فيها؛ تغيرت ظنون التيار المتطرف في ثورات الربيع العربي تجاه الحجري ، فأعلن الإخوان استمرار ثورتهم ضد الفساد، كأنما اكتشفوه بين ليلة وضحاها، بعد سنوات من الصمت المتعمد، والتعايش مع المصالح المشتركة. فنصبوا خيامهم أمام مبنى المحافظة (الرمز السياسي للحكومة المركزية) وأغلقوا أبوابها، مطالبين برحيل المحافظ المنتخب ( المعادل الاعتباري لرئيس الجمهورية) دون أي اكتراث لمضامين المبادرة الخليجية، أو مخرجات الحوار الوطني. فبدت إب كبيدق شطرنج اكتسب أهميته من تحريك احد الطرفين لبيادق بعيدة، فسعى الطرف المقابل للتحكم بذلك البيدق والانتصار من خلاله، فحركة بشكل سيئ لعله يغير مجريات لعبة لا يجيدها.

برود الحجري وعدم انفعاله المباشر تجاه ذلك الفعل، بدا غريبا ومريبا، لدرجة أن القائلين بإخوانية الرجل، ذهبوا بظنونهم إلى أن لاعتصام تم بموافقة وتواطؤ المحافظ ، ليتبع ذلك بتقديمه لاستقالته – وهو ما تردد - كنتيجة لضغط الشارع، وتأكيدا على استمرار الفعل الثوري، ونجاحه عمليا، دون الحاجة لانتظار ثمار المبادرة الخليجية، والحوار الشامل، وبالتالي تعيين محافظ جديد، أو نقل محافظ عمران إلى إب للخروج بماء الوجه هناك، وإحداث التناغم المطلوب بينه وبين مدير الأمن هنا، وضمان تنفيذ أجندات المستقبل، ومنها تعميم ذات الفعل في المحافظات المهيأة، للسيطرة عليها من جهة، والحد من توسع الحوثي في شمال الشمال من جهة أخرى.

باستثناء تخوين المحافظ وتنسيقه المسبق مع المعتصمين اتفق المدركين لحقيقة ما جرى ويجري في اب مع بعض تفاصيل ذلك السيناريو، غير أنهم انقسموا إلى فريقين، الأول بدا متشفيا وشامتا ولسان حاله: "يداك اوكتا وفوك نفخ"، بينما بدا الآخر متعاطفا ومشفقا ولسان حاله: " لا أمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له ".

رغم التشفي الموجع، والشفقة المؤلمة، والظنون السيئة؛ لم يهتم الحجري - حتى ذلك الحين - بالدفاع عن نفسه ولا تبرير مواقفه، كما لم يستفزه ذلك التصعيد، أو يخرجه عن طوره باتجاه اللامسوؤلية، وكعادته تعامل مع الأمر بهدوء وروية، في ما بدا أنه يراهن على انتصار حكمة أبناء إب وعقلانيتهم، وقدرتهم على تجاوز تلك الأزمة المفتعلة، التي ليس لهم فيها ناقة ولا جمل!!

ولربما كان الأمر سيمضي على ذلك المنوال، وباتجاه تلك الغاية، لولا ظهور متغير جديد وغير مسبوق، كسر جدار الصمت، وجعل الأحداث تتفاقم باتجاه لم يكن متوقع.

وكي ندرك تأثير ذلك المتغير سنذكر أنفسنا بممارسات وضغوط الإخوان في تعز التي استمرت لفترة طويلة من الزمن، اتسعت خلالها احتجاجاتهم على سياسة المحافظ شوقي هائل، ووصلت مطالبهم بتغييره إلى مجلس الوزراء، ورئاسة الجمهورية، وسنعرف أن أحدا لم يتدخل في شئون تعز، أو يستجيب لتلك الدعوات.

بالمقابل وعلى النقيض تماما – ولأسباب خفية - كانت بضعة أيام على اعتصامهم أمام مبنى محافظة اب كافية لتوريط باسندوة الذي انبرى ليضع نفسه طرفا في أزمة ناشئة، واضحة المعالم، وسهلة التقييم، ولم تكن المعضلة في استقباله لمنظمي الاعتصام، وإنما في تأييدهم دون الاستماع للطرف الآخر المرتبط به رسميا، كما أنه لم يبد أي نية أو رغبه في إخماد الفتنة ونزع فتيلها بين أبناء المحافظة، فجعل من نفسه مشرعا ومشجعا لتعطيل الحكومة المركزية، وداعيا لهدم مفهوم الدولة، والتمرد على التسوية السياسية التي جعلت منه رئيسا للحكومة، ضاربا بيمينه الدستورية عرض الحائط.

لا شك أن ذلك السلوك اغضب اب، واستفز معظم أهلها، وأثار حنق المحافظ الذي علمته التجارب أن تدخل الآخرين في خلافات أبناء المحافظة لا يحد منها بقدر ما يعقدها ويزيد من تفاقمها، ولو أن رئيس الحكومة وضع الحجري في الصورة كمسئول عن المحافظة لكان الأمر مثاليا، لكنه لم يتح له حتى فرصة ليرمي "غترته" بين يديه ليترك أبناء إب وشأنهم. ففاض الكيل وغادر الحجري صمته ليدهش الجميع بكلمته الشهيرة والمقتضبة بعد يوم واحد من فعل باسندوة، ربما كان عليه كمحافظ أن يتجنب الحديث عن حمق وغباء باسندوة وان كان ذلك متداولا بين عامة الناس وخاصتهم، غير أن الكلمة عموما كانت مبررة وضرورية، لاسيما أن باسندوة قد تعمد اب ولم يتجنبها كما فعل مع تعز وقيادتها، وقبل ذلك وبعلمه تعمدت وزارة المالية تجريد المحافظ من مسئولياته تجاه تنفيذ الخطط التنموية والإنمائية في المحافظة، ثم تعمد تجريده أيضا من مسئولياته الأمنية تجاه أبناء إب بعد قيام الداخلية بتعيين مدير امن في إب يمنعه ولاؤه الحزبي غالبا من تنفيذ توجيهات المحافظ، تلك المكاره وغيرها جعلت الحجري مضطرا لوضع الحروف على النقاط،، ومصرا على أن يعيد الأمور إلى نصابها من خلال تلك الكلمة.

الكلمة تضمنت رسالة واضحة للمعنيين، وأثرت على ترتيب موازين القوى داخل المحافظة، كما انعكست بشكل ما على طبيعة العلاقة بين الأطراف المتصارعة في محافظات أخرى، وبدونها ربما كان الوضع سيسوء أكثر، دون أن يدرك المتمترسين خلف ظنونهم أنهم زجوا بأنفسهم في فخ لا يحسدون عليه، ولولاها أيضا ما بادر وزير الداخلية بزيارة المحافظة، ليخرجهم بماء الوجه من ذلك الفخ، ويعيد للدولة هيبتها بدافع المسئولية الوطنية، خصوصا بعد فشل إدارة الأمن في تلك المهمة، أو تقاعسها عنها.

غير أن ايجابيات تلك الكلمة تتمثل بكونها غيرت ظنونا سيئة وتصورات ومعتقدات كثيرة، كانت قد تراكمت في أذهان الناس عن الحجري، إذ كان من الصعب قبل الكلمة إقناع الكثير بأن ما فعله الرجل منذ2011 كان بدوافع ونوايا وطنية، وحرصا على حقن دماء أبناء المحافظة، والحفاظ على ما أمكن من الأمن والاستقرار المفقود في معظم محافظات البلاد، فدحض بذلك تكهنات وظنون المتطرفين سواء كانوا في صفوف المؤتمر الشعبي، أو في التجمع اليمني للإخوان، وظهر بجلاء أن ما قام به الرجل لم يكن في سبيل إرضاء المؤتمر، ولا الإصلاح، ولا بفعل علاقته بصالح، أو محسن، وليس بهدف التقرب من باسندوة، أو هادي؛ بقدر ما كان استشعارا بالمسئولية أمام الله وتجاه الوطن.

ببساطة شديدة استطاع الحجري بكلمته أن يستعيد اب، كما استعادته إب من جديد، فبدد في ثلاث دقائق ظنونا آثمة دامت ثلاث سنوات، وكادت أن تتحول إلى حالة من القطيعة بين أم وأرشد أبنائها، لو لم تتجلى بعينيها حقيقة بره بها، وحبه لها، وحرصه على سعادتها في ما قام ويقوم به لأجلها، وعلى الرغم من ذلك لا زال المتطرفين في ظنونهم يرون أن الحجري ما كان له أن يبدوا بتلك القوة في وجه الإخوان؛ لولا إدراكه لانكشاف أمرهم، وتراجع حظوظهم، وانكسار شوكتهم، وفقدانهم لشعبيتهم، على المستويين الوطني والإقليمي، وما الحرب التي أعلنتها الكثير من الدول عليهم إلا احد الدوافع التي غيرت مواقف الحجري من الإخوان!
.
يؤخذ على الكلمة أنها تعرضت بشكل مباشر لرئيس الوزراء، الشخص الذي اجزم انه لم يكن يمتلك القرار فيما قام به، ورغم ذلك حمل الكثير باسندوة مسئولية ما حدث، إذ كان عليه كرئيس حكومة أن يتمتع بشيء من السياسة والكياسة، وأن يتريث ليبدو أكثر وقارا وحصافة، وان يتيح الفرصة الكافية للمنظمات، والفعاليات، والأحزاب، والشرائح الاجتماعية، حتى تدين الحجري، فيكسب تعاطف الآخرين، تاركا الكرة في مرمى تقديرات الرئيس هادي. لكن للأسف لم يتمالك باسندوة نفسه، وربما وجد في جهازه الإعلامي ملكيين أكثر من الملك، هولوا عليه الأمر، فأعدوا البيان وحفروا حفرة للحكومة بلا شعور، واضعين رئيس الجمهورية في موقف محرج للغاية، فصدر البيان الحكومي غزيرا بالشتائم، حتى وصفه البعض بـ" قاموس البذاءات ".

البيان ربما أوسع الحجري سبا وقدحا، لكنه في ذات الوقت لم يضعفه؛ بقدر ما عكس شعور كاتبه بالحرقة والانهزام والحاجة لرد سريع يملأه بالنصر بأي شكل كان، الكارثة أن تذييل البيان باسم الحكومة دون اجتماعها أو إعلامها، وتلاوته على القناة الرسمية، ربما فتح بابا عريضا للعن المتبادل بين المسئولين، وأكد الغياب الغير مبرر للمؤسسة الرئاسية، المؤسسة التي كان يفترض أن تتخذ قرارا حاسما وقويا، وأن تضع حدا لتلك المهزلة المهينة للدولة المفقودة، وهو بحسب بعض المصادر ما دفع رئيس الجمهورية لتعنيف رئيس حكومته، وجعل الأخير يغادر البلاد في ظروف غامضة، مشترطا إقالة وتغيير الحجري مقابل عودته.

ختاما طالما سلمنا بكوننا أصبحنا دولة اتحادية من ستة أقاليم واسعة الصلاحيات، وطالما سبق وان خضنا بنجاح تجربة انتخابات المحافظين دون تعزيزها، فقد بات من العبث وغير المعقول أن نتراجع إلى الوراء، أو نحاول سلب أبناء الأقاليم والمحافظات حقهم المشروع في اختيار قيادات سلطاتهم المحلية، لصالح قرارات فردية، أو اعتبارات سياسية، تفرضها السلطة المركزية، وهو ما يحتم على أبناء محافظة اب وغيرها من محافظات الجمهورية، الوقوف صفا واحدا للدفاع عن حقهم الديمقراطي في اختيار من يثقون به في إدارة شئونهم، ورفض أي قرارات لا تحترم إرادتهم، ولا تكترث لمشاركتهم السياسية في صنع القرار، ليس على مستوى المحافظات فحسب، بل في المديريات أيضا التي أصبح تعيين المدراء فيها خاضعا لمعيار التقاسم والمحاصصة الحزبية وأحيانا للعلاقات الشخصية.

ذلك بالطبع ليس دفاعا عن الحجري ولا رفضا لاستبداله بآخر كما قد يظن البعض، فنحن ندرك حجم المعاناة التي يعانيها المواطن في اب، ابتداء بالانفلات الأمني وارتفاع معدلات الجريمة في المحافظة، ومرورا بتدني الخدمات التعليمية لصالح التعليم الأهلي المملوك في معظمة لبعض المسئولين عن التعليم الحكومي، إضافة إلى تدهور الخدمات الصحية والإضعاف المتعمد لقدرات المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية، كي يلجأ المواطن للمستشفيات الخاصة التي تستثمر أرواح البشر دون رقابة أو حساب، ناهيك عن الطرقات السيئة المترهلة بالحفر والتشققات، والاختناقات المرورية الناجمة عن تكاثر الأسواق الغير منظمة، وعشوائية محطات نقل الركاب، وتسخير الشوارع العامة لمعروضات الباعة، وتحول التقاطعات الهامة إلى مواقف للدراجات النارية، وانتهاء بما يقوم به الفاسدين في المحافظة من ظلم وابتزاز للمواطنين والعبث بحياتهم، والاستغلال غير الإنساني لحاجتهم ورغبتهم في العيش الكريم... إلى غير ذلك من الاختلالات الكثيرة التي لا يمكن إعفاء قيادة المحافظة من تحمل مسئولياتها تجاهها، لكن ذلك العيب لا يمكن تجاوزه إلا من خلال إرادتنا الجمعية، وقدرتنا على التغيير واستبعاد الملوثين، واختيار الأفضل عبر صناديق الاقتراع، التي يريدها البعض توابيتا للموت. وهو ما يحتم علينا الحفاظ على حقنا الأصيل في إحداث ذلك التغيير دون إملاء من احد، وعدم التنازل عن ممارسة حقوقنا الديموقراطية التي آمنا بها، والتزمنا بمبادئها، وأكدنا تمسكنا بها في إطار المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024