الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 02:43 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د. عبد العزيز المقالح -
مكانس كورية وخبز ايطالي!

كان واضحا ـ منذ بدأ الحديث عن العولمة ـ ان الشعوب الفقيرة والسائبة المخلعة الابواب والنوافذ ستكون هي الضحية الاولى، وان يد العولمة سوف تطال كل شيء في هذه الشعوب، وانها لن تتردد في ان تمتص آخر ما ابقت السنوات العجاف في جيوب المواطنين من قروش، وما تبقي في عروقهم من دماء، بعد الذبح الذي استمر عقودا بأيدي الاستعماريين وحوارييهم من زبانية الجشع الوطني.


 وفي ظل هذا التسيب كم كانت المفاجأة مذهلة بالنسبة لي عندما رأيت المكانس المستوردة والمصنوعة من سعف النخيل، في ايدي الباعة المتجولين في تقاطعات شوارع العاصمة وفي البقالات الحديثة. هذه المكانس المستوردة لا تختلف كثيرا عن المكانس المحلية الا في ان حجمها اصغر ولونها يميل الي البني، علما ان الصناعة البدائية المرتبطة بسعف النخيل كانت ولا تزال من انشط الصناعات في المناطق الساحلية من البلاد بخاصة، حيث تعيش عليها مئات الآلاف من الاسر التي سبق لها ان فوجئت، بل صدمت بالمكانس الكهربائية، لكن هذه الاخيرة ظل استهلاكها محدودا، وفي نطاق الاغنياء وذوي الدخول العالية من موظفي الدولة الكبار.


 لقد حدث قبل اغراق السوق بالمكانس المستوردة، سطو خارجي علي الصناعات والحرف اليدوية الصغيرة، كالاقفال والمفاتيح والاثواب المطرزة الخاصة بالنساء والرجال، وامتلأت الاسواق بما لا يمكن تصوره من سلع مزورة لصناعات محلية من خارج البلاد، وتتمثل الخطورة فيما يتركه ذلك السطو من ردود افعال سلبية في بلد له ارث صناعي يمتد الى ما قبل ثلاثة آلاف عام، وما يترتب على ذلك من فقدان الثقة والشعور بعدم جدوى المنافسة كما سبق اغراق الاسواق ايضا بالسلع الزراعية التي كانت وما تزال من ابرز حاصلات الزراعة في البلاد..


 وهنا يمكن القول: ان انفتاحنا الاستهلاكي فاق كل حد واصبحنا نستهلك كل شيء من حليب الاطفال الى اكفان الموتى، ولم يبق من الصناعات الوطنية سوى الانسان نفسه.. هذا الانسان المستهلك الذي هبطت امكاناته الاستهلاكية الى ما دون الصفر. قبل اسابيع كنت في احدى الضواحي الزراعية القريبة من صنعاء، وكانت هذه الضاحية مشهورة الى وقت قريب بزراعة الثوم بكميات تغطي استهلاك العاصمة وتزيد، لكن ابناءها بدأوا في تخطيطها وتوزيعها الى اراض للبناء، وعندما سألت احدهم كيف استحالت الواحة التي كانت تبدو وسط الجبال وتحت شمس الضحى المشع كقطعة من الجنة الى ارض بور مقفرة؟ قال لي بصوت يشبه البكاء: حدث هذا بفضل الثوم المستورد الذي ملأ الاسواق، ولفت انتباه المستهلك بحجمه المنفوخ وسعره الاقل، على الرغم من فقدانه لكل المميزات التي يتمتع بها الثوم المحلي، وهذا ـ والكلام للفلاح نفسه ـ دأبهم في استبدال ما هو أسوأ بالذي هو احسن..


 وعندما سألته: من هم هؤلاء الذين يقومون بمهمة الاستبدال هذا؟ اشار بيده الى العاصمة وقال: المسؤولون والمتنفذون في امور الزراعة. واعترف انه جعلني اتساءل عن المسؤولية التي يتحملها هؤلاء المشار اليهم، وماذا تعني كلمة مسؤول؟ وتجاه من تكون المسؤولية، تجاه نفسه، ام تجاه عمله ووطنه؟ تجاه هؤلاء الذين سيتحولون في الريف وفي المدينة الى مستهلكين ومتفرجين؟


لقد كثر الكلام وطال حول التنمية الزراعية والصناعية، وفاض الي ان وصل الي التنمية الثقافية، ومع ذلك فالأسواق تقول غير ذلك، والموانئ التي تستقبل كل البواقي دون تمحيص او تدقيق، تقول ـ ايضا ـ غير ذلك، وكل هذا يتم قبل ان يطبق قانون الغات علي بلادنا، وسيكون ـ ان استمرت الحال على ما هي عليه ـ قانونا جائرا على بلد لم يستعد لمواجهة هذه التطورات العالمية البالغة التعقيد والخطورة.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024