اتهام أحمد الجلبي بالتزوير وسالم بالقتل وعلاوي في النجف أصدر القضاء العراقي مذكرة اعتقال بحق رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي بتهمة التزوير، وأخرى بحق ابن أخيه، رئيس المحكمة الجنائية العراقية، سالم الجلبي، بتهمة القتل، في وقت دعا رئيس الحكومة العراقية أياد علاوي، الذي قام أمس بزيارة خاطفة إلى النجف بحراسة أميركية مشددة، أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى إلقاء أسلحتهم ومغادرة المدينة. في هذا الوقت، ومع استمرار المعارك في النجف وغيرها من المدن العراقية، خطفت مجموعة إسلامية مسلحة تطلق على نفسها اسم <<الجيش الإسلامي في العراق>> دبلوماسيا إيرانيا في كربلاء <<لتورطه في إثارة الطائفية>>، في خطوة جاءت وسط حالة من التوتر بين البلدين حول <<مشاكل مهمة>> شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أمس على أن طهران <<ستناقشها مع المسؤولين الحكوميين المقبلين المنتخبين وليس مع الحكومة المؤقتة>>. (تفاصيل صفحة 14).أحمد وسالم قال قاضي التحقيق العراقي زهير الملكي إن أحمد وسالم الجلبي <<يجب أن يعتقلا ومن ثم سنقيم الأدلة، وفي حال كانت هناك أدلة كافية سيحالان إلى المحاكمة>>. وأضاف أن مذكرتي الاعتقال صدرتا أمس الأول وهما تتهمان أحمد الجلبي بتزوير دنانير عراقية قديمة تعود إلى أيام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وهي عملة أخرجت من التداول مع سقوط النظام السباق العام الماضي. وأوضح أنه يبدو أن أحمد كان يخبئ دنانير مزورة وسط دنانير صحيحة ويقوم باستبدالها بدنانير جديدة في الشوارع. وتابع أن الشرطة العراقية عثرت على أموال مزورة مع دنانير قديمة في منزل أحمد الجلبي عندما داهمته في أيار الماضي. أما سالم الجلبي فقد ورد اسمه كمشتبه به بعملية قتل مدير عام وزارة المالية العراقية هيثم فضيل في حزيران الماضي. وفي حال أدين، يمكن أن يواجه سالم الجلبي، الذي يرأس المحكمة المكلفة محاكمة صدام وكبار معاونيه، عقوبة الإعدام التي أعلنت الحكومة العراقية أمس إعادة العمل بها بعدما ألغاها الحاكم الأميركي السابق للعراق. وقال أحمد الجلبي، لشبكة <<سي إن إن>> الإخبارية الأميركية من طهران، إنه سمع بمذكرة الاعتقال من وسائل الإعلام. وأضاف الجلبي، الذي تحدثت أنباء قبل أسابيع عن تقديمه دعما ماليا للصدر لم ينف صحتها كما اتهمته واشنطن بتسريب معلومات سرية عنها لإيران، <<لا توجد قضية هنا وسأذهب لمواجهة هذه التهم.. أقاتل صدام حسين منذ سنوات وقد نجوت من ذلك>>. أما سالم فقال للشبكة نفسها إن التهم الموجهة إليه وإلى عمه غريبة جدا. وأضاف أن <<تلك الموجهة إلى عمي عجيبة لأن لها علاقة بتزوير الأموال وقد أبلغت أنهم عندما دهموا منزله قبل نحو شهرين وجدوا ما يعادل بضعة دولارات من الدولارات المزورة التي أعطيت له بصفته رئيس اللجنة المالية لمجلس الحكم>>. وتابع أن <<المذكرة الصادرة بحقي لها علاقة بواقعة أنني على ما يبدو هددت أحدا، لا أذكر أنني التقيت هذا الشخص أبدا، لكن من الواضح أنني هددت شخصا قتل في ما بعد>>. السيستاني أعلن حامد الخفاف، أحد كبار مساعدي آية الله علي السيستاني، أمس في اتصال هاتفي مع <<السفير>>، أن المرجع الشيعي الذي ادخل إلى احد مستشفيات لندن بسبب مشكلات في القلب، يخضع حاليا لفحوصات لتحديد طبيعة العلاج والفترة التي قد يمضيها خارج العراق. وقال الخفاف إن السيستاني عبر عن نيته الشرعية في الرجوع إلى النجف في اقرب فرصة ممكنة، مشيرا إلى انه لم يكن يرغب بمغادرة العراق لولا أن الفحوصات الطبية الأولية التي خضع لها في العراق أشارت إلى احتمال أن تكون حالته إما بسيطة او أنها مرشحة للتدهور، وهو ما استلزم إخضاعه في لندن لفحوصات طبية أكثر تطورا لا تتوفر إمكانية تقديمها في العراق. وأشار الخفاف إلى أن السيستاني ينتظر اقرب فرصة للعودة. وذكر أن السفر إلى لندن لم يتقرر بين ليلة وضحاها إذ أن إجراءات السفر للعلاج استلزمت نحو ثلاثة أسابيع. وتابع أن اختيار لندن مكانا لعلاج السيستاني جاء بعد دراسة كل الخيارات المتاحة، ولان العناية الطبية في المستشفيات البريطانية أفضل وأكثر تطورا، ولهذا فإن العديد من المراجع الشيعية كانت تقصد العاصمة البريطانية بهدف العلاج. وأوضح أن الاختصاصيين لا يزالون يقيمون حالة السيستاني. وأضاف، ردا على سؤال عما إذا كان الأمر سيتطلب إجراء جراحة، أن <<كل شيء وارد وإنهم يلتزمون الدقة في بياناتهم>>. وكان مكتب السيستاني في النجف، ذكر أمس الأول في بيان تلقت <<السفير>> نسخة منه، أن فريقا طبيا زار السيستاني لدى وصوله إلى لندن الجمعة <<ووفقا لما قرره الفريق الطبي فقد أدخل سماحته إلى أحد المستشفيات المتخصصة لإجراء الفحوصات الضرورية وإجراء اللازم>>. علاوي وقال علاوي، في النجف حيث شارك نحو مئة جندي أميركي وعدد من المقاولين الأمنيين في حمايته خلال زيارته للمدينة التي استمرت ساعة، إن إيران هي الدولة الجارة الوحيدة التي لم توجه إليه دعوة لزيارتها. لكنه أضاف أن <<احد الوزراء قال لي إن هناك دعوة مكتوبة في الطريق إلينا. وعندما أتسلمها سأحدد موعدا وأتوجه (الى إيران) فنحن نريد علاقات سلمية تقوم على المصالح المشتركة مع جميع الدول المجاورة>>. وشدد علاوي على أن <<هناك أشخاصا يدخلون إلى العراق انطلاقا من إيران... ولا علاقة للحكومة الإيرانية بذلك، لكنه أمر واقع كما هي الحال مع دول اخرى>>. في المقابل، انتقد المتحدث باسم الصدر أحمد الشيباني زيارة علاوي المفاجئة للنجف، معلنا في الوقت نفسه أن أنصار الصدر <<مستعدون للتفاوض وإعلان هدنة>>. وقال الشيباني <<كنا نعتقد بأن علاوي جاء لتهدئة الوضع... فبالعكس، لقد أتى لتأجيج التوتر ويؤكد أن على ميليشيا مقتدى الصدر أن تلقي السلاح وتغادر النجف وأن لا وقف لإطلاق النار>>. والتقى الشيباني بالصحافيين في ضريح الإمام علي فيما كانت المعارك التي بدأت منذ أربعة أيام لا تزال متواصلة في هذا الشطر القديم من المدينة بين جيش المهدي وبين قوات الاحتلال الأميركية وقوات الأمن العراقية. ولكن الشيباني أضاف أن حركة الصدر <<مستعدة للتفاوض وإعلان هدنة>>. |