مقربون من عرفات ينتقدون مصر والاردن لاستغلالهما ضعف السلطة

الثلاثاء, 10-أغسطس-2004

المؤتمر نت -
مقربون من عرفات ينتقدون مصر والاردن لاستغلالهما ضعف السلطة
تنتظر القيادة الفلسطينية زيارة وشيكة للواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية الي رام الله لاطلاع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات علي الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل اليه بين مصر واسرائيل حول تأمين الحدود المصرية مع قطاع غزة.
وقال صخر حبش عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمقرب من عرفات ان الاخير ينتظر زيارة سليمان العاجلة الي رام الله لوضعه في صورة التطورات الجارية علي صعيد الاتصالات المصرية ـ الاسرائيلية، مشيرا الي ان الاتصالات الهاتفية مع القيادة الفلسطينية لا تكفي في مثل هذه الحالات، وانه لا بد من مواجهة الفلسطينيين واطلاعهم علي تفاصيل ذلك الاتفاق.
وأفادت صحيفة الأهرام المصرية، في عددها الصادر امس أن مصر واسرائيل توصلتا لاتفاق حول تأمين الحدود المصرية مع قطاع غزة يقضي بتغيير نوع القوات المصرية من شرطة إلي قوات حرس حدود، دون الدخول في مفاوضات حول تعديل معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية.
وعن غياب الطرف الفلسطيني عن ذلك الاتفاق قال حبش لـ القدس العربي ان الرئيس عرفات علي اتصال دائم مع مصر، الا ان ضعف السلطة سمح لاطراف مختلفة بتجاوز السلطة وانتقادها ، وذلك في اشارة الي الاتفاق المصري ـ الاسرائيلي وانتقاد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مؤخرا للقيادة الفلسطينية.
واوضح حبش ان مصر تعتبر غزة جزءا من امنها ، مرحبا بالاتفاق المصري ـ الاسرائيلي اذا كان سيقود الي انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، الا انه تهكم علي الاتفاق قائلا يبدو ان مصر تسعي الي تحرير سيناء عن طريق غزة . وافادت صحيفة الاهرام أن الاتفاق المصري ـ الاسرائيلي تبلور خلال زيارة قامت بها بعثة مصرية عسكرية إلي إسرائيل.
وكشفت الاهرام عن ترتيبات توصلت اليها مصر مع حركة حماس بشأن مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من قطاع غزة.
وتخشي مصر من احتمال وقوع فوضي عقب اي انسحاب اسرائيلي من قطاع غزة والسماح للجماعات الاسلامية بالسيطرة علي القطاع. وقالت الاهرام ان الاتفاقية تتعلق بتدعيم الوحدة الوطنية والترتيبات الخاصة بضمان سلامة البيت الفلسطيني في مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي المزمع من قطاع غزة وبعض أجزاء الضفة الغربية .
واضافت الصحيفة ان من المقرر ان تتوصل مصر الي اتفاق مماثل في هذا الصدد مع حركة فتح كبري الفصائل الفلسطينية في الوقت الذي توالي فيه مصر جهودها للاتفاق مع بقية الفصائل الفلسطينية .
وعلق حبش علي ذلك بقوله بعد ان باتت السلطة غير قادرة علي منع حماس من اطلاق الصواريخ المحلية باتجاه اسرائيل، فاننا نرحب بكبح جماح حماس عن طريق مصر ومنعها من اطلاق الصواريخ التي اصبحت ذريعة اسرائيلية لتدمير قطاع غزة .
وتفجر صراع فلسطيني علي السلطة بسبب عدم قيام الرئيس الفلسطيني بتحرك بشأن مطالب لاجراء اصلاحات للقضاء علي الفساد. وتركزت القلاقل في غزة في الوقت الذي تتسابق فيه الجماعات الفلسطينية من اجل ان يكون لها اليد العليا توقعا لحدوث فراغ بعد انسحاب اسرائيل. ولكن الصراع لم يشمل حتي الآن سوي جماعات داخل حركة فتح في الوقت الذي يقوم فيه منافسون اسلاميون مثل حماس بمتابعة الموقف دون تدخل. وناقش زعماء حماس في القاهرة الاسبوع الماضي عرض مصر القيام بدور امني في غزة في حالة انسحاب اسرائيل.
وقالت الاهرام ايضا ان مصر طلبت من السلطة الفلسطينية أن تقوم أجهزتها الامنية الثلاثة بترشيح 45 ضابطا فلسطينيا ليتم تدريبهم في القاهرة الشهر المقبل . في اطار الجهود الرامية الي جعل قوات الامن الفلسطينية قادرة علي فرض القانون والنظام في الاراضي الفلسطينية بعد اي انسحاب اسرائيلي.