السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 06:11 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت-ترجمة: خالد طه الخالد -
رامبو في عدن
عدن.. في التخوم القصوى، ميناء أخير، تتمازج فيه القصص والأحلام والأشجان. سبق وأن مر به توماس إدوارد لورنس وهنري دو مونفريد وآرثر رامبو، أتوا إليه ثم عادوا منه، لكنهم في الواقع لم يعودوا منه أبداً. فما زالت تتلاقى في هذه البقعة حكاياتهم التي تختلط بالخيال، مثلها مثل بقايا قوارب المهربين الصوماليين المتصدعة وسفن الشحن المتصدئة للإمبراطورية السوفيتية السابقة.

مجلة آر سود الفرنسية- بقلم: سالفاتور لومباردو

-----------------
الجو خانق أكثر مما هو حار، حتى الريح خاملة هنا وكسلى. مثلها مثل الباعة المتجولين، وأفراد الشرطة، والصيادين، والطيور، والأطفال، والأحلام، بل ومثل الذكريات. إنه عبث جهد الرطوبة الميتافيزيقية في بلد اتحدت به جميع التحديات الوليدة في قرية كانت تسكنها خمسمائة نسمة ثم صارت ميناءاً امبريالياً بريطانياً، بل وذات يوم عاصمة لجمهورية اشتراكية بائدة.. ينفتق التاريخ حين يتيه السواح النادرون بين أسواق المجوهرات ومطاعم السمك المتواضعة والبحث الافتراضي عن المنزل الذي كان يسكنه فيما مضى آرثر رامبو.
من هذا المنزل، الذي أصبح فندق "رنبو"، لم تبق سوى الفكرة والصورة المؤلمة.

في عدن أمضى رامبو حياته كتاجر بُن وسلاح ودموع، بعد زمن من الشعر. تماماً قبل مقامه بمرسيليا، وبعد شارلفيل-يزيير.

قال صلاح ستيتيه عند زيارة المنزل-الفندق "نعتقد أننا عثرنا على المنزل وفقاً للتفاصيل التي أوردها رامبو شخصياً، حيث كان يقع، حسبما وصفه رامبو، على بُعد مئات الأمتار من أحد الجوامع الهامة التي لم يبق منها سوى المنارة. قبل اثني عشر عاماً، كان لا يزال المنزل في طابعه الاستعماري. ثم صار مقراً للمركز الثقافي الفرنسي، ثم اشتراه أحد أصحاب الفنادق اليمنيين، وصار المنزل حالياً مشوهاً من الخارج، لكن الداخل، بالرغم من تعدد المشروبات الكحولية، ما برح تقريباً مطابقاً لما كان عليه قبل قرن".

يعتبر منزل رامبو، على الأقل بالنسبة لسائقي سيارات الأجرة المحليين، مصدر رزق وحسب. ولا يعنيهم ما سوى ذلك، حتى وإن أصبح منزل "رنبو"Ranbow، بدلاً عن رامبو Rimbaud. وقد تحول إلى فندق جميل مع تحريف في طريقة كتابة الاسم بالإنجليزية بدلاً من الفرنسية، لكن مع إخلاص لأسطورة الإنسان الذي سكن هنا. يمكننا زيارته مجانا، أو النوم مقابل أجر زهيد في غرفة رامبو-رنبو... جدران وردية اللون، وأثاث من الخشب المصبوغ، وضوء خافت، وباب أصم يُفضي إلى ممر حيث نتخيل رامبو يدخن الغليون ويمضغ القات بعد يوم من العمل يمضيه في سحب أكياس البن أو طرود الجلود لحساب المحل التجاري الذي لم يدخر جهداً في الاعتناء به.
صلاح ستيتييه، وشعراء كثيرون مروا، جلسوا على طاولة عمل رامبو. التي قال عنها ستيتييه وهو يبتسم: "ما من شك في أن رامبو لم يكتب على هذه الطاولة شيئاً غير رسائل".

الضوء منتشر، والأصوات مخنوقة، والجو مليء بالرطوبة. ومنزل رامبو المعزول عن الشارع وعن العصر، بمثابة ماكينة غريبة للعودة في الزمن لكنها عودة نحو أدب نوعي ومغاير. كل شيء تجده هنا، بين هذه الجدران: الإكتئاب والعبقرية والمغامرة والوهم وتبدد الوهم والاستسلام واختلاط الأجناس والعبودية الثراء الوهمي والفقر الحقيقي، العزلة والوحشة، الحياة والألم والأمل والموت، والسلام والظل.. والظل.

بعد مائة وخمسين عاماً من ميلاده، ما زال أكبر شعراء فرنسا - المكافئ الوحيد لكياتس ودانتي- شبه مرئي في عدن، حيث أقام بها أكثر مما قضاه في شارلفيل وباريس ولندن وقبرص وبرلين ومرسيليا. بيد أنك في كل هذه المدن تجد رامبو في زاوية ما.










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024