الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 12:18 م - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
بقلم الكاتب السوداني /عبد الرحيم أحمد سبيل-القاهرة -
معا لإدارة حوار ثقافي جاد
لا يختلف اثنان على أننا السودانيين نعيش في عمق الأزمة فهناك اتفاق عام بأنها مشكلة عميقة متعددة.. ولكن في الآونة الأخيرة نجد أن موضوع الثقافة والهوية بدأ يتقدم علي الجوانب الأخرى.
ولكن من أين نبدأ النظرة إلي هذه المشكلة ؟.الواقع يقول أن نبدأ بمعرفة واقعنا وتحليله ومعرفة الأزمة ثم نحاول إيجاد طرق لمعالجتها.
إن تاريخ السودان المدون ينطوي علي حقائق لا تقبل الجدال والإنكار والتزييف فيوم جاء العرب السودان لم يأتوا غزاة علي سنابك الجياد إنما أتوا مهاجرين عبر البحر شرقا والصحراء شمالا وعلي مدى سنوات تم التزاوج والامتزاج بينهم وبين العناصر القاطنة. ويوم جاء الإسلام إلي السودان لم يأت علي أسنة الرماح وإنما جاء مع المهاجرين ومع الدعاة من رجال الطرق الصوفية فأخذ طريقه إلي قلوب السودانيين عبر الحقب والأزمان عن طريق الاقتناع.
وحين جاء العرب والإسلام إلي السودان لم يكن يعرف اليوم بالسودان فارغا علي خريطة الدنيا بل كان موطن حضارات أفريقية ضاربة الجذور حين سادت المسيحية شماله ووسطه وعجت الأجزاء الجنوبية والغربية منه بالأعراف والديانات المحلية. ومن هنا تكون ما يعرف اليوم باسم السودان ذات ملامح أفريقية عربية إسلامية مسيحية.
هذا الإنسان لا يزال في طور التكوين في كثير من أجزاءه وعناصره المكونة لم تنصهر بعد في كيان واحد منسجم الأمر الذي يتوجب معه الاعتراف بحقيقة التنوع والتفاؤل معه بواقعية صادقة سدا لأبواب التنافر ووصولا إلي الانسجام المطلوب والمنشود.
مسألة الاعتراف بالتعدد الثقافي فيه إجماع حتى دستور النظام الحاكم اعترف بذلك وهذه مسألة هامة جدا رغم انه وفي كثير من الأحيان يكون الأمر فارغا من المحتوى أي أن الاعتراف يكون شكليا ويتناقض مع الممارسة وبالتالي فإذا أردنا أن نوجد ونحافظ علي السودان يجب الاعتراف بأن السودان بلد متنوع الثقافات والأديان واللغات وهذا انعكس علي مجمل الممارسات والسياسات في الدولة.
ولكن ما هي الملامح الثقافية التي يتوقعها الناس أو يحلمون بها لسودان المستقبل؟
أولا: يجب أن يعترف مثقفو السودان منذ جيل الاستقلال إلي اليوم بفشلهم في إيجاد أو تكوين رمز أو رموز يشترك حولها كل السودانيين.
ثانيا: يجب أن ينعكس مبدأ التعددية الثقافية علي مجمل السياسات والخطط الثقافية والتعليمية انعكاسا مباشرا وكذلك المناهج التعليمية يجب أن يعاد النظر فيها.
ثالثا: برامج الوسائط الإعلامية يجب ان نعكس فيها هذا التنوع المقصود هو أن نهيئ المناخ بإتاحة الفرص المتكافئة ونفتح الأبواب لحوار ثقافي تشارك فيه كافة المجموعات الثقافية واللغوية و الإثنية بفرص متكافئة.
رابعا: توجيه نقد لاذع للسياسات التي أدت إلي تكريس ثقافة معينة وأبعدت الثقافات الأخرى.
خامسا: إذا أتحنا مناخا ديمقراطيا للثقافات وفرصاً زمنية متكافئة في أجهزة الإعلام سوف يؤدي إلي تشكيل وجدان سواني تسود فيه عناصر ثقافية قوية وهذا يتيح من ناحية أخرى لكل الثقافات ان تطور نفسها.
السودان اليوم يمر بأزمة هوية فإذا ما قدر لبلادنا أن تتصالح مع نفسها فلابد من صيغة شاملة ومعايير صادقة متوافقة مع هذا التنوع التاريخي المعاصر في ظل نظام ديمقراطي يتيح الحريات ويحترم حقوق الإنسان ويقدر التعددية وينتهج التداول السلمي للسلطة وينشر العدالة الاجتماعية ، فبدلا من ان يتفاضل السودانيون حول افريقيتهم ، وعروبتهم ، وحول اسلامتيهم ، أو مسيحيتهم فالتصالح يجب أن يكون علي سودانيتهم أولا حتى يكون لنا ما نعطيه أو نأخذه وما نضيفه للعرب وللأفارقة.. وفاقد الشي لا يعطيه.


E-mail: [email protected]
القاهرة في يوم 4/9/2004









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024