السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 02:11 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - عاطف الغمري -
هل يبقي الحال - العربي - على ما هو عليه؟
كثيرون من الذين توقفوا بالتأمل امام الحالة التي يظهر فيها العالم العربي وكأنه عصي على التقدم بخلاف غيره من مناطق العالم، والتي هي أقل منه امكانات لصنع التقدم لاحظوا غيابا للنظرة الموحدة والمصالح الوطنية والامن القومي بين الدول والرأي العام فيه.
عندئذ تكون الدولة مشغولة ببناء السياسة الداخلية والخارجية، لا يجد الرأي العام لنفسه سكنا فيه، فيبقي في العراق بلا مأوى استراتيجي، يقيه لطمات رياح الخارج، وجمود الحال في الداخل.
فإن وجود المفهوم الذي يتحقق من حوله التوافق الوطني، هو الذي يوجد الاساس الذي تبنى عليه استراتيجية وطنية للسياسة الداخلية والخارجية. والسياسة - حسبما هو مستقر ومتفق عليه - هي حركة في اتجاهين، اتجاه الحكم واتجاه الرأي العام. كل منهما يعطي الآخر ويأخذ منه، وبدون هذه الحركة المزدوجة، يجف وعاء السياسة، ويصبح النبع الذي يحيا عليه الحكم خواء، ويصاب عقل الحكم بقلة العافية.
ومفهوم المصالح الحيوية والأمن القومي ليس صيغة ثابتة، فهو حركة تتواءم مع ما يتغير من حول الدولة في مجتمع عالمي تغيرت قواعد التعامل معه، وتغيرت حساباته هو للأمن العالمي، ومعايير تكامل دول العالم معه أو كونها خارجة عليه، كما تتواءم مع ما يتغير داخل الدولة نفسها، من فتح نوافذ وحدود امام الرأي العام، ويطلع من خلالها على ما يجري في العالم من تحولات ويتأثر بها.
واذا لم يحدث التوافق بين الدولة والرأي العام، فإن النظام - نتيجة مؤثرات اغراء البقاء في السلطة، وحساسيته للضغوط الخارجية - قد ينجرف الى الزاوية الضيقة لمفهوم أمن النظام ومصالحه، وهو شيء مختلف تماما عن فلسفة الأمن القومي، وبذلك تصبح الدولة محاصرة فكرا وسلوكا وخيارات في دائرة ضيقة هي أمن النظام، عصية على التقدم الفعلي الخلاق، مكشوفة امام الضغوط الخارجية، طالما أنها ابعدت نفسها عن مفهوم الامن القومي الحقيقي.. الذي يحمي الدولة ويحصنها، ويصنع لها التقدم.
هذا التوافق القومي بين الدول والرأي العام، هو تعبير في الوقت ذاته عما يعرف بالحركة المجتمعية، والتي تعني ان تكون الدولة وسياساتها وقراراتها تعبير عن اجمالي التيارات المتنوعة في المجتمع. والتي يحفزها توافر هذا الوضع على افراغ كل طاقاتها وراء جهود الدولة في كل مجال، متجردة من تراكمات الكسل واللامبالاة، وتعبئة مشاعر الانتماء، والجدية.
أما تجاهل هذه الحركة المجتمعية فهو طريق الى انكسار اي مشروع للتقدم، ونشر لمظاهر السلبية وعدم الاكتراث، والشعور بالغربة الداخلية، وايجاد هوة بين الدولة والرأي العام، بلا جسور اتصال بين جانبيها.
وفي تاريخ مصر الحديث كان توافر هذه الحالة وغيابها هو الفرق بين فترات انتصار وانكسار ثورة يوليو 1952، ونظام حكم عبد الناصر. فمشروع عبدالناصر انطلق منتصرا مبشرا بالأمل والطموح القومي في بداياته، حين كان تعبيرا عن الحركة المجتمعية لكل التيارات، وقد تجسد هذا في الالتفاف الجماعي من الشعب المصري حول الثورة عام 1952، حين وجد الشعب أمامه طليعة من الجيش خرجت من أجل الأماني الوطنية والحلم القومي، الذي مهدت له حركة سياسية واجتماعية وأدبية وجماهيرية حية وفعالية منذ أربعينات القرن الماضي وحتى 1952. وبقيت للنظام قوة دفعه لسنوات حقق فيها انتصاراته ونجح في انارة شعلة الحلم القومي في المستقبل، الى ان حدث الانكسار الكبير في 1967، وبدأ يتضح ان ما جرى لم يكن هزيمة عسكرية، لكنه انعكاس لاخفاق سياسي، بدأ بفض الحركة المجتمعية، وانكماش الحركة السياسية في تيار بعينه، لينتهي الأمر الى تحول قمة النظام الى قطبي صراع - الرئيس والمشير.
والخلاصة ان هذه الحركة المجتمعية هي قرين الديمقراطية التي صرف النظام النظر عنها كلية، وحيث ان الديمقراطية بدورها هي برهان التوافق بين الدول والمجتمع.. وهي ايضا اساس النظرة الموحدة بينهما على ماهية المصالح الوطنية والأمن القومي.
وفي هذا الاطار، وحين ينفرد بالأمر تيار واحد أو حزب واحد، تتجمد عملية التفاعل السياسي بين الوحدات الفاعلة داخل المجتمع، فتنكمش بفعل عمليات تقليصها، أو بما يصيب التيار الواحد او الحزب الواحد من هشاشة عظامه، نتيجة غياب حركة التقابل والتصادم، والتلاقي والتباعد، والتي تضفي على الجميع بما فيهم الحزب الحاكم حيوية وقوة، وتجددا صحيا في شرايينه، وتلك طبيعة حركة الحياة السياسية السليمة.
وحين تغيب من المجتمع شرارة حركة التلاقي والتصادم هذه، والتي تمثل عملية جذب للشباب يعبر فيها عن رؤيته وتوجهاته، فإنه يبحث عن مجالات اخرى يفرغ فيها طاقاته، ومنها مجالات سلبية يعبر من خلالها عما هو بلا معنى او مضمون او قيمة، طالما تم تجفيف قنواته التعددية في التعبير، وتلك طبيعة الحياة، وخصائص الانسان ان يحقق ذاته في الحياة من خلال التعبير الحر حتى وان اختلف مع الآخرين. ولنا ان نلاحظ تلك الظاهرة الجماعية اللافتة للنظر من اقبال نشط وحاد وانفعالي من جموع الشباب على الأغاني التي تردد كلاما لا معنى له خال من الخيال ومن اثارة الحس الجمالي وأفلام السينما التي كلما زادت ضحالتها ومواطن الهبوط فيها، كلما تضاعف الاقبال عليها، اضف الى ذلك تراجع القراءة، بل والاعراض عنها، وظهور شباب في برامج تلفزيونية يتفاخرون بأنهم لا يقرأون.
وكان قد لفت نظري مؤشر قوي ومباشر لهذا في استطلاع شامل اجرته في السنة الدراسية الماضية جريدة صوت الجامعة التي تصدرها كلية الاعلام بجامعة القاهرة، والتي أقوم بالتدريس فيها، وكانت اجابات الشباب تكاد تكون متفقة مع بعضها في رسم هالة من الاحباط الشامل، تكون نتيجة تفريغ الطاقة فيما لا معنى له.
وان كان واضحا ان الاجابات هي بشكل غير مباشر بمثابة اطلاق صرخة احتجاج، حتى وان اتخذت لها هذا المسار السلبي، فحرمانهم من ان يكونوا ايجابيين يجعلهم يفرغون طاقتهم في مظاهر سلبية. ان الدول التي حققت القوة والتقدم والمكانة، هي التي عرفت كيف تطلق طاقات الحيوية لأبنائها من خلال استيعاب كافة التيارات في اطار الحركة المجتمعية، التي تصب كلها في مجرى رئيسي واحد نهرا جارفا، يتدفق بمكونات القوة والتقدم .. وليس بحيرة راكدة على قدر ما يلقى فيها من قلة الزاد وضآلته.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024