"بوش يضعف أمام العراق"

الإثنين, 04-أكتوبر-2004

المؤتمر نت -
"بوش يضعف أمام العراق"
أعربت صحيفة التايمز البريطانية عن غضب بالغ مما وصفته بـ"مستوى جديد من الشر" في العراق، بينما أبرزت الصحف البريطانية عامة المناظرة بين بوش وكيري والتي كان في بؤرتها الحرب في العراق والحرب على الإرهاب.
فتحت عنوان "مجزرة لا معقولة" قالت التايمز إن قتل 35 طفلا عراقيا على الأقل، وتشويه الكثير غيرهم بفعل سيارتين ملغمتين أثناء تجمع للاحتفال بتدشين وحدة جديدة للصرف الصحي ببغداد "يعد أبشع الأفعال البربرية منذ بداية حركة التمرد الإرهابية".
وقالت الصحيفة إن الحزن واليأس الذي يشعر به أقارب الضحايا يعبر عن الإحباط والغضب العام من العنف الذي أسفر هذا الشهر وحده عن مقتل 585 عراقيا على الأقل - "وهو الغضب الذي اتجه أحيانا إلى قوات التحالف غير أنه ينبغي أن يتحول إلى المتشددين، والكثيرون منهم من خارج العراق، الذين تهدف أفعالهم إلى أحداث أكبر قدر ممكن من سفك الدماء والدمار والفوضى".
الغضب .. ينبغي أن يتحول إلى المتشددين، والكثيرون منهم من خارج العراق، الذين تهدف أفعالهم إلى أحداث أكبر قدر ممكن من سفك الدماء والدمار والفوضى
صحيفة التايمز
وأضافت "إن هدف أبو مصعب الزرقاوي - الإرهابي الأردني الذي يخطط أغلب التفجيرات وعمليات الخطف والذي قتل بنفسه عدة رهائن غربيين - هو جعل العراق غير قابل للحكم، وإيقاعه في دائرة لا نهاية لها من الموت واختطاف الرهائن والحيلولة دون إجراء الانتخابات المقررة في يناير/كانون الثاني".
وأما صحيفة الإندبندنت فقد حملت في تغطيتها الدولية صورة لسيارة تبدو آثار الدمار عليها، وعلى جانب الصورة طفل يضع يده على ظهر طفل أصغر وقد بدت على الصغير علامات الخوف، وقرأ التعليق أسفل الصورة "المشهد بعد غارة أمريكية على مدينة الصدر - أفقر أحياء بغداد - والتي أسفرت عن قتل ثمانية عراقيين على الأقل".
وقالت الصحيفة "سويت منازل بالارض واشتعلت النيران في عشرات السيارات خلال عملية الأمس، وقد احتمى سكان سامراء بمنازلهم، التي قطعت القوات الأمريكية وقوات الحكومة العراقية الكهرباء والمياه عنها"، وقالت إن الكثيرين أصيبوا في تبادل النيران.

ونقلت الإندبندنت عن محمود صالح، وهو مهندس مدني في الثالثة والثلاثين من عمره القول "نحن مرعوبون بسبب هذا العنف الذي يستغله الأمريكيون لإخضاع المدينة. زوجتي وأطفالي في غاية الخوف ولم يتمكنوا من النوم منذ الليلة الماضية".
كما نقلت الصحيفة البريطانية عن رحيم عبد الكريم، وهو مدرس متقاعد القول "مات الكثيرون، وهم من الناس العاديين... إنهم يقتلوننا من أجل إنقاذنا!".
مات الكثيرون، وهم من الناس العاديين... إنهم يقتلوننا من أجل إنقاذنا!
الإندبندنت - عن مواطن عراقي
وأما على صعيد المناظرة بين المرشحين الرئاسيين الأمريكيين، والتي احتلت قضية الحرب على العراق مساحة رئيسية منها، فقد قال مارفين كاب معلقا في صحيفة فاينانشال تايمز، إن الكاميرات نجحت في التقاط لحظات كاشفة للغاية بالنسبة للمرشحين.
ويضيف إنه خلال 60 مرة انقسمت الصورة على الشاشة أو عرضت الكاميرا زاويتين مختلفتين حتى يمكن مشاهدة الخصمين في نفس الوقت.
ويقول الكاتب، وهو مراسل سابق لشبكتي سي بي إس وإن بي سي التلفزيونيتين، إن كيري بدا "أجدر بالرئاسة"، وقد وقف شامخا وتحدث بلباقة وتأثير، بينما بدا بوش كثيرا غاضب والتوت ملامح وجهه في تعبيرات مختلفة.
"خطأ فادح"؟
وفي رأي مماثل جاء عنوان التايمز "الرئيس يضعف أمام العراق في المناظرة الأولى"، حيث استشهدت الصحيفة برصد لردود أفعال مجموعة من الأمريكيين تابعت المناظرة، بالقول إن أحد المرشحين كان "غير حاسم"، و"ضعيف" في إشارة إلى بوش، بينما كان الآخر "واضحا"، و"أشبه برئيس"، في إشارة إلى السيناتور الديمقراطي كيري.
وقالت الصحيفة إن المجموعة المرصودة، المكونة من 18 من الناخبين والناخبات الذين تجمعوا على مقربة من جامعة ميامي حيث جرت المناظرة، أعجبت بهجوم كيري على بوش بأن العراق "كان انحرافا عن المعركة ضد القاعدة".
وأبرزت الصحيفة تحدي كيري لما وصفته برؤية بوش "الوردية" للأحداث في العراق بقوله "لا أعرف ما إذا كان (بوش) يري ما يحدث فعلا هناك".
وقال روبرت كورنويل بالإندبندنت "إن على كيري أن يتجاوز حاجزا أعلى"، موضحا إن عليه أن يقنع بلاده بتغيير الرئيس في وقت الحرب، وإن ذلك ينطوي ضمنيا على قبول الشعب الأمريكي بأن الحرب في العراق كانت، حسبما قال كيري الخميس "خطأ فادحا".
ويقول كورنويل إن "عبقرية بوش، التي تجعل من الصعب هزيمته، تكمن في الحقائق اليقينية البسيطة لديه عن الخير مقابل الشر، والديمقراطية مقابل الطغيان... والحماقات من قبيل "إنهم يكرهون حريتنا" تروق تماما للصورة المفضلة للأمريكيين عن أنفسهم، ويكون دحض بوش بمثابة اعترافا مؤلما بأنك ليس كما كنت تعتقد عن نفسك".
المصدر bbc