|
حتى لا يستفحل التواجد العسكري الأمريكي باليمن يتواصل التواجد العسكري الامريكي بالأراضي والجزر اليمنية وبصورة دراماتيكية كخطوة تهدف الى السيطرة على ابرز المناطق الاستراتيجية البالغة في الاهمية على الملاحة والتجارة والمصالح الدولية عموماً.. وما يزيد الأمر خطورة أن قوات من حلف الناتو تشارك الأمريكان في هذا التواجد وبصورة تعكس السيناريو الكبير والخطير جداً، الذي تسعى واشنطن إلى بلورته على الأرض اليمنية بعد موافقتها على اشراك قوات من حلف الناتو، ما يعني ان هذه المشاركة تأتي بعد تقاسم الكعكة اليمنية بين دولهم على مرأى ومسمع من اليمنيين أنفسهم وكذا العالم. ولاشك أن حراك الناتو الذي يتنامى من يوم لآخر يتم في اطار الاستغلال الامريكي للهدنة والتي يبدو ان استمرارها سيهيئ المزيد من الوقت للوجيستية العسكرية الأمريكية في إحداث المزيد من التمدد العسكري والذي للأسف الشديد يتم اليوم في اطار صمت يمني خاصة من قبل القوى التي رهنت إرادتها للأمريكان والتي نجدها لاتحرك ساكناً لكشف اهداف ومآرب واشنطن وما سيحدثه تدخلها السافر من افرازات خطيرة لها تبعاتها وتداعياتها على حاضر ومستقبل اليمن والمنطقة.. وبما أن المعلومات المتداولة تشير إلى أن قوام هذه القوة العسكرية قد تجاوز العشرة آلاف جندي متواجدة بهدف عسكرة البحر الاحمر والاراضي والموانئ والجزر اليمنية فإن هذا القوام سيتزايد نظراً للأهمية البالغة التي يمثلها الموقع الاستراتيجي لليمن وما يمثله من حيوية لضمان مصالح الغرب لـ 100عام قادمة، خاصة في ظل الظروف الدولية الراهنة وما تشهده من تفاعلات كبيرة سينتج عنها بروز قوى جديدة لاستعادة التوازن المفقود في العلاقات الدولية بفعل الهيمنة الأمريكية.. وإزاء هذا التحرك الأمريكي الذي يحرص الناتو عموماً على أن يتم وسط أجواء هادئة حتى لايتم استفزاز قوى أخرى يمكن ان تدخل على الأزمة اليمنية بصورة تغير معطيات المشهد اليمني، فإن ذلك يتطلب من القوى اليمنية الصامدة في مواجهة العدوان مراجعة أدائها السياسي الحالي خاصة وأن الأمور تسير باتجاه خدمة الناتو وقواه ومصالحه، وقبل أن تتجذر وتترسخ عملية التدخل العسكري بصورة يستحيل معها التعاطي المقتدر مع هذا التحدي الذي سيترك آثاراً كارثية تضاف إلى معاناة شعبنا، خاصة وأن الأمريكان يسيل لعابهم أكثر عند تنفيذ وبلورة اجندتهم، وفي ظل معاناة الشعوب وخاصة عند بلوغ هذه المعاناة ذروتها.. وخلاصةً.. إن المرحلة القريبة القادمة تستدعي رؤية ثاقبة غير قابلة للارتجالية والقفز غير المنطقي على المعطيات الراهنة، وقراءتها القراءة العميقة. |