الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 08:03 م - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
عبد الفتاح الشهاري* -
المنبطحون على عتبات الآخر
أن يكون المرء ذو مبدأ في الحياة، وذو توجه واضح يؤمن به فهذا أمرٌ حسن، وأن يقع بين طرفي نقيض مع هذا المبدأ فهذا هو الأمر السيئ، وطرفا النقيض هذين يتمثل الأول منهما في إلغاء الآخر، وعدم الاعتراف به، أو تحقير رؤيته، ومنهجيته، وأما النقيض الآخر فيتمثل في التمازج مع الآخر، والتلون بلونه، فالنقيض الأول فيه تقوقع، وانغلاق، ونرجسية لا تحمد عقباها، والنقيض الثاني فيه فقد للهوية، وذوبان للشخصية، وتنازل تدريجي عن المبادئ والأهداف.

والمنبطحون على عتبات الآخر هم من هذا النقيض الثاني، ولعبتهم أخطر من الأول، خاصة ممن خاضوا معارك من أجل آرائهم، وناضلوا للدفاع عنها، وتحملوا على عاتقهم شحذ الهمم، وارتبطت بمبادئهم عقول عشرات الآلاف من الشباب والمنقادين لهم، ورفعوا عبر مطبوعاتهم، ومنشوراتهم، وإعلامهم مئات اللافتات المناهضة للآخر، وإلغائه، واستماتوا في تهميشه وإقصائه..

والمنبطحون على عتبات الآخر هم أولئك الذين تنصلوا على استحياء من مبادئهم، أو على أصح تقدير لديهم الاستعداد للتضحية ببعض مسلماتهم في سبيل الوصول إلى أغراضٍ في نفسِ يعقوب، وهم على ثلاث درجات، أعلاهم وهم النخبة، ممن أسسوا الأفكار، وحددوا الأهداف، ورسموا لها الطريق؛ فهؤلاء أعلى أجراً في تقديم التنازلات، وإن حصل منهم ذلك التنازل فإنما هو لتغييرٍ بسيط في تكتيك الخطة العامة لهم، أما الاستراتيجية العامة فثابتة؛ ولكن إشكالهم يتمثل في الفجوة التي بينهم وبين القاعدة العريضة من أتباعهم في إيصال وتوضيح التغيير في هذا السلوك، أو سبب التنازل عن هذا المبدأ.

والدرجة الثانية؛ وهم القادة الميدانيين، المتفاعلون مع الجمهور، والمحتكون بهم، وخطر انبطاح هؤلاء أشد من غيرهم؛ خاصةً إذا ما كان مرتبطاً بمصالح شخصية، لأنهم بتخليهم عن مبادئهم يملكون معهم من المبادئ والأفكار ما يؤرقون بها متبوعيهم، ويلعبون بتابعيهم.

أما الدرجة الثالثة من المنبطحين على عتبات الآخر فهم الجمهور، وهؤلاء في حسابات الدنيا يقال لهم (الإمعة)، ممن ينقادون لكل زاعقٍ وناعق، حبستهم المدنية بين جدران أربعة لا تحوي إلا الملاهي والملذات، وما اشتُهي من الطيبات، فلم يتكلفوا عناء البحث، ولا التفكير، فأعناقهم توضع أمانة في أحضان كل من رأوا في نهجه وفكره ما يوافق هوىً في نفوسهم، وهؤلاء ليس في انحراف فكرهم، أو تغيير مبدئهم أثرٌ يذكر.

ومن بين ركام المنبطحين على عتبات الآخر تجد نفسك مجبراً أن تلقي تحية احترام لأولئك الثابتين على مبادئهم، ليس ثبوت التحجر، والانغلاق، والتقوقع، ولكن ثبات المؤمن بفكره، المحترم لرأيه، الباحث في نفس الوقت عن الحقيقة مادام حيًّا.

* كاتب صحفي
رئيس مركز صدى الشرق للدراسات والبحوث










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024