الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 08:13 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء

وليام أندروس

وليام أندروس- ترجمة: آلاء الصفاء -
اليمن من الداخل.. بلد مختلف (مترجم)
في ذلك الركن القصي من شبه جزيرة العرب لا يخطر على البال شيئاً من حضارة العصر الحديث غير ما نتذكره من أن اللبان والبخور والبن كان يصلنا إلى أوروبا من بلاد يطلقون عليها اسم- اليمن.
وفي الكتب المقدسة تروى قصة حول ملكة عظيمة حكمت إمبراطورية سبأ، ثم رحلت إلى أورشليم فسحرت الملك سليمان بجمالها، وحكمتها، فتزوجها.. ولا أحد يعلم فيما إذا عادت إلى إمبراطوريتها أم بقيت مع الملك سليمان.
عندما رددت تقارير ما بعد الحادي عشر من سبتمبر اسم اليمن ضمن اتهامات بوجود عناصر إرهابية فيها، أخذت تقارير صحفية أخرى بالظهور تتحدث عن نسب مخيفة للفقر في اليمن تكاد تصل إلى أكثر من النصف من الشعب، ونسبة أمية تصل إلى 43%- وأحيانا أكثر من ذلك، إضافة إلى قصص طويلة حول التخلف، وتهريب السلاح، واختطافات السياح، وفوضى عارمة من قبل رجال القبائل الذين يحملون السلاح في كل مكان- حتى عندما يذهبون للصلاة في المسجد.
ذلك المشهد بعث في رؤوسنا صور حياة القرون الوسطى، فأدركنا أن ملكة سبأ بعد أن تزوجت من الملك سليمان أقامت في أورشليم ولم تعد بلادها، فانهارت أحوال الإمبراطورية، واستمرت الفوضى حتى يومنا هذا.
في أول زيارة قمت بها لليمن في مارس الماضي برفقة وفد، لم أكن متحمساً، بل كنت قلقاً إلى حد الخوف، وراودتني لأكثر من مرة فكرة أن رجال القبائل المسلحين سيختطفوني- وربما يقتلوني في النهاية.
عندما وصلنا عدن كان كل شيء في المطار منظما، ورجال الأمن عاملونا بمنتهى الرقة والتهذيب، وبعد عبور نقطة تفتيش الحقائب كانت عيناي تبحث عن رجال القبائل المسلحين فلم أكن أرى أحداً منهم.
همست مع نفسي: ( يا للهول أين يختبئون! ما الذي دهاني لأضع أمتعتي بهذه الحقيبة الفاخرة التي تتجاوز قيمتها 300 دولار.. حتماً سيطمعون بها ويختطفوني لأجلها..)!
لكن كل ما حولي كان مختلفاً عن معلوماتي حول اليمن.. داهمني إحساس أننا نزلنا في المطار الخطأ، فتحدثت إلى "إيمي سكويره" بهواجسي، لكنها ضحكت وأشارت بإصبعها إلى مكان ما، فقد كانت هناك صورة الرئيس اليمني علي صالح معلقة على أحد الجدران- ليس هناك ما يدعو للبحث عن برهان أكبر أننا في اليمن.
في الطريق إلى الفندق رفضت السيدة سكويرة- وهي صديقة رائعة وجذابة- أن أفتح حديثاً معها، وطلبت منى النظر من نافذة السيارة لتؤكد أنني لم أذهب إلى بلد آخر.. لقد كانت محقة لأنني كنت الوحيد بينهم الذي يزور اليمن لأول مرة.
كان شيئاً مذهلاً أن أرى حياة عصرية حقيقية لا تختلف عن مدن أوروبا سوى بطابع طراز البناء العربي، والمساجد الجميلة، والثياب العربية.. فنحن إذن لسنا في العصور الوسطى- كما كنت اعتقد- وربما ينبغي على تغيير رأيي بشأن بقاء ملكة سبأ في أورشليم!
بعد أيام كنت وصلت صنعاء- عاصمة اليمن- وتجولت في بعض شوارعها.. فلم أكن أستطيع تصديق أن التقارير التي كانت تكتبها الصحافة الأوروبية كانت مخطئة تماماً في حديثها عن اليمن.. لأنني لا أجد ما يدعو أحدنا للكذب حول بلد جميل وشعب طيب وودود كاليمنيين! فأنا أرى كل شيء بعيني، وليس بوسعي نكران حقيقة أنني محاصر بكل مظاهر الحضارة الحديثة، والسلوك الطبيعي جداً بالنسبة لليمنيين، بل أحياناً كنت أعتقد انهم أفضل من شعوب بلدان عربية عديدة زرتها.
إن البنايات العالية، والشوارع الواسعة النظيفة، وإن كان أغلبها بحاجة إلى صيانة- وكذلك المتاجر الكبيرة التي كانت تعرض في واجهاتها مختلف أنواع الأجهزة الإلكترونية المتطورة، وأيضاً السيارات من الموديلات الحديثة جداً، ومظهر الإنسان اليمني.. كلها تؤكد أن هذا البلد لا يحيا بتخلف القرون الوسطى، ولا يمكن أن يكون جاهلاً بتلك الصورة التي تتحدث عنها وسائل الإعلام الغربية.
أثناء حضور دعوتين على العشاء في فندق سبأ كان هناك بعض الدبلوماسيين الأوروبيين، وقد أخبرونا أن اليمن تعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة، وأمام حكومتها الكثير من المسئوليات التي يجب القيام بها بأسرع وقت، لكنهم أكدوا أيضا أن اليمن أفضل دول إقليمية من حيث ممارسة الديمقراطية، وأنها أجرت ثلاثة انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية، ولديها العديد من الأحزاب المعارضة، إضافة إلى وجود صحافة حرة تنتقد الحكومة وحتى الرئيس ولا تكتم شيئاً، كما أنهم طمأنونا بأن الاختطافات للأجانب توقفت تماما منذ سنوات، وأن الحكومة تعمل حوار مع عدد من الإرهابيين الذي كانوا في تنظيم القاعدة مع أسامة بن لادن، وقد أطلقت سراح عدداً منهم بعد أن أعلنوا التوبة أمام رجل دين كبير يتولى محاورتهم وإقناعهم.
لقد تعودنا في أوروبا دعوة الآخرين للاحتكاك بمجتمعاتنا، والتعلم من ديمقراطيتنا، لكنني مقتنع تماماً أن علينا نحن أن نقترب من الآخرين، ونراهم عن قرب من أجل أن لا نظلمهم في كتاباتنا، ونسيء للحقيقة التي يعيشونها- مثلما حدث مع اليمن- التي كانت النظرة إليها من الداخل أجمل بكثير من النظر إليها من الخارج.

نقلاً عن ( سبين نيوز)









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024