الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 03:56 م - آخر تحديث: 03:26 م (26: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
بقلم : عمار علي حسن -
العرب و إدارة «المعارك الصغيرة»
قبل نحو خمسة عقود من الزمن ضربت أرجل العرب تحت قيادة مصر مناطق عدة في العالم، حيث خاضوا معركة التحرير الكبرى ضد الاستعمار حتى حمل عصاه ورحل. واليوم تغيرت موازين القوى، وتراجعت قدرات العرب الذين كان يقال أنهم القوى السادسة في العالم عسكرياً قبل أربعة عقود فقط، لتصبح إمكاناتهم مجتمعة في التسليح أقل من إسرائيل، وفي الاقتصاد أضعف من اسبانيا.

وفي عالم الترجمة والنشر أدنى من دولة أوروبية صغيرة فقيرة هي اليونان، أي إنهم فقدوا، إلى حين القدرة على إدارة المعارك الكبيرة في عالم الحرب والمال، ولم يعد أمامهم إلا أن يلتفتوا إلى الصغير من المعارك، فيحسنون إدارتها، ليجنوا فوائد سريعة ترمم الشروخ التي مزقت البنيان العربي على مدار العقدين الأخيرين.

فبدلاً من انتظار العرب لحظة تاريخية فارقة يستعيدون فيها جزءًا من مجدهم الضائع وحضارتهم العظيمة التي أهدت الدنيا عطايا مادية لا تنسى، ونفحات روحية لا تزال متوهجة، عليهم أن يعملوا بجد واجتهاد في سبيل تحسين أوضاعهم الراهنة بالقدر الذي يسمح لنظامهم الإقليمي بالبقاء على قيد الحياة.

أو على أقل تقدير الحيلولة دون تدهور أوضاعهم إلى الحد الذي يخرجهم تماماً من «زمام التاريخ» أو يؤدي إلى «إعلان وفاتهم» حسب ما قال الشاعر الشهير نزار قباني ذات يوم بقصيدة بكائية أبدعها في لحظة يأس جارف، تصور فيها أن الغد سيكون بالضرورة أسوأ من اليوم، وأن العروبة تسير، لا محالة إلى ذهاب أبدي.

فالصين ما ظن أحد أنها ستفيق من حرب الأفيون، وتسترد وعيها وتطلق طاقاتها في اتجاه المزاوجة بين ما في القيم التقليدية الكنفوشيوسية من جوانب أخلاقية وما في ثورتها الحمراء من اتجاه صارم وقوي إلى تهيئة المجتمع لحياة عملية مختلفة، ثم تقرر بعد الدخول في جدل عميق حول الملامح النهائية للأيديولوجيا وحدود التفاعل المرن مع العالم، أن تخط لنفسها بثقة طريقا مستقيماً، جنت منه ثروة طائلة، وحققت لبكين وجوداً اقتصادياً.

ومن ثم ثقافياً وسياسياً أحياناً، في كل مكان على سطح الأرض. فالصين لم تشأ ان تستمر في مناطحة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي السابق في عالم التسلح الرهيب، بل امتلكت فقط في هذه الناحية ما يكفي للدفاع عن سيادتها الوطنية، ولم تجار القطبين الكبيرين ابان الحرب الباردة في بلوغ أجواء الفضاء الرحيب، بل قررت ان تبدأ من مجال هامشي ضئيل في عالم المال والقوة، لكنه بالغ التأثير في دنيا الحضور الثقافي والرمزي، ثم الاقتصادي فيما بعد.

وهو صناعة «لعب الأطفال»، التي لم تلبث ان اتسعت لتطوق مجالات صناعية تلبي الاحتياجات اليومية البسيطة للفرد والأسرة في أرجاء العالم كافة، من ملبس وأدوات كتابية وزينة وهدايا.. الخ، وأنجزت في هذه الناحية إلى الدرجة التي تثير حنق وحقد الولايات المتحدة.

أما الهند، التي اختارت العصيان المدني طريقاً للمقاومة في أداء عبقري قاده رمزها العظيم المهاتما غاندي، فإن توصلها إلى السلاح النووي لردع غريمتها التاريخية باكستان لم يدفعها إلى التلويح بهذه «القوة الخشنة» طريقاً لحيازة مكانة دولية، بل التفتت إلى إدارة معركة صغيرة كان انتصارها فيها مظفراً، بكل المقاييس، إلى درجة ان الدولة التي كانت تحتلها وهي بريطانيا، باتت في حاجة ماسة إلى الاستفادة من مظاهر هذا النجاح الهندي.

والمعركة التي اختارتها الهند بدأت بالسينما والموسيقى ووصلت الآن إلى عالم الاتصالات والبرمجيات. فإذا كانت الموسيقى الهندية قد اكتسبت شهرة عالمية بتفردها وسحرها وعذوبتها وخصوصيتها التي تنبت من ذائقة الهنود ووجدانهم، فإن سينما الهند خطت طريقها باقتدار، وفرضت أسواقها، ونافست السينما الأميركية في آسيا وأفريقيا، على وجه الخصوص، وباتت تشكل مصدراً مهماً من روافد الدخل القومي للبلاد، في وقت يزيد فيه الطلب يوماً اثر يوم على مهندسي ومبرمجي الكمبيوتر الهنود للعمل في أرفع المؤسسات الاقتصادية والعلمية الأوروبية.

على النقيض من ذلك يقع الخطاب السياسي والثقافي العربي، على اختلاف المناهل الفكرية والأيديولوجية التي ينبع منها، في فخ الينبغيات العريضة، فهو يطالب بمشروع نهضة كاملة وتمكن واسع ينتج مكانة وقوة دولية بارزة، دفعة واحدة، وفي سرعة فائقة. وهذا الطرح لا يعبر عن طموح بقدر ما يشي بتجاهل حركة الواقع وسنن التاريخ، وجهل في قراءة الإمكانات الراهنة للعرب، فتكون نتيجته إما الاستسلام للبقاء في الظل واستمراء الضعف والهوان بعد تكرار الفشل في تحقيق نجاح كاسح دفعة واحدة، أو الميل إلى التفسير التآمري لكل شيء، وكأن العالم لا شغل له سوى الكيد لنا.

لقد حان الوقت للعرب، الشعوب قبل الأنظمة والناس قبل الحكام، ان يلتفتوا إلى المعارك الصغيرة فيخوضونها بثقة واقتدار، بدءاً من معركة تغيير الصورة النمطية المغلوطة عنهم، التي تطفح بها مناهج التعليم ووسائل الإعلام الغربية، وانتهاء بتقديم اسهام ولو بسيط في حركة الحياة المائجة، قد يكون في تلبية احتياجات الباحثين عن «الامتلاء الروحي» وما أكثرهم على سطح الأرض، وما أحوجهم لبساطة ومنطقية وسلاسة العقيدة الإسلامية بتبنيها التوحيد.

ويجب ان يسعى العرب إلى فرض احترام الموسيقى الشرقية الخالصة، التي تنفرد باكتمال لحني لا يتوفر لنظيرتها الغربية، أو غير ذلك من مجالات حياتية تبدو، على قوتها وأهميتها، بسيطة في نظر المتعجلين، الذين لا يرون الانجاز إلا من خلال دق طبول الحرب.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024