السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 12:59 ص - آخر تحديث: 12:56 ص (56: 09) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
بقلم-د. سيف العسلي -
المعارضة المأزومة .. واستراتيجية الأرض المحروقة
يحار المرء في فهم تصرفات المعارضة في بلادنا فالمعارضة في كل العالم يمكن أن تختلف مع الحكومة في بعض الأمور لكنها لا يمكن أن تختلف معها في القضايا الوطنية التي تهدد كيان الدولة وأمن واستقرار المواطنين بما فيهم انصار المعارضة.
لقد كان موقف المعارضة وما زال من برنامج الإصلاح الاقتصادي أقل ما يقال عنه أنه موقف غير مسئول فلا هي قبلت بالبرنامج الحالي وترك الحكومة تؤدي واجبها ولا هي قدمت بدائل واقعية أفضل مما تقدمت بها الحكومة فلا هي قالت الحقيقة كاملة عن مستوى اداء تنفيذ سياسات برنامج الاصلاح الاقتصادي ولا هي صارحت الناس بما ستؤول اليه الاوضاع في حال بقاء الأمور على ماهي عليه ، فلا هي آزرت الحكومة في جهودها ولا هي كفت عنها أذاها ، فلا هي قبلت المشاركة في تحمل المسئولية ولا هي مارست النقد البناء الموضوعي ، لقد تعمدت اللجوء الى المزايدة وأنصاف الحقائق والتضليل.
لقد كان موقف المعارضة تجاه تمرد الحوثي الابن مستغربا ولكن موقفها اليوم من تمرد الأب اكثر استغراباً إذ كان المتوقع منها أن تتعلم من التجربة السابقة وأن لا تتكرر نفس الأخطاء ، لكنها خيبت آمالنا وكررت نفس التصرفات الخاطئة فبدلا من التوسط وطلب الهدنة كان ينبغي أن تدين المتمردين الجدد وبدون أدنى تحفظ.
لقد كان من المؤسف حقا أن يكرر بعض أقطاب المعارضة نفس الخطاب المنحاز للتمرد ، ومارس نفس أساليب التضليل . فهم يلومون الحكومة في تصرفها الدستوري والوطني للحفاظ على الدستور والقانون والأمن والنظام ويدافعون عن التمرد وعن استخدامه للعنف وتصوير ذلك على أنه تعبير عن حرية الرأي وممارسة لحق المواطنة ، يطالبون الحكومة بالتحاور والتهدئة ولا يلومون أنصار التمرد في تحديهم السافر للسلطات الشرعية واخلالهم بالنظام العام والاستقرار.
يتألمون لقتلى المتمردين ولا يعيرون قتل أبنائنا أبناء القوات المسلحة والأمن بدون أي استفزاز أي اهتمام.
أما البعض الآخر من المعارضة قد صمت هذه المرة صمت الموتى وهو الذي اعتاد ان يصيح وينوح لأتفه الأسباب وأن يجعل من الحبة قبة ، انهم وما فتئوا ينتقدون الحكومة بسبب وبدون سبب ، أما كان عليهم أن يقولوا كلمة الحق لأن الساكت عن قول الحق شيطان أخرس.
لماذا تنطق المعارضة عندما يجب عليها أن تصمت وتصمت عندما يجب عليها أن تنطق ؟ إنه لسؤال محير ، لم أجد أي معارضة في العالم تتعمد أن تتشفى بشعبها وحكومته كالمعارضة في اليمن فتجد بعضها في احيان كثيرة يحرض على حكومته ويتمنى لها الفشل حتى ولو كان ذلك لا يعود عليه بأي فائدة أو مكسب ، انها تتعمد المبالغة في حدوث انتهاكات خطيرة في حقوق الانسان وتتناسى انها تتمتع بحقوق لا تتمتع بها أي معارضة في الوطن العربي على الأقل ، انها تبدي تألما شديداً لأي ثناء على أداء الحكومة حتى ولو كانت تعتقد في قرارة نفسها ان الحكومة تستحق فعلاً هذا الثناء ، إنهاء تتعمد التقليل من أي انجازات تحققت لصالح الوطن ما دام انها لم تتحقق على يدها وتبالغ في الآثار المترتبة على حدوث تقصير هنا أو هناك ما دام أن ذلك لم يصدر منها.
إنها تحاسب الحكومة بمعايير لا تطبقها على نفسها . فعلى سبيل المثال انها تدعي باستمرار بأن الحكومة تعبث بالمال العام وتنسى انها لم تقدم أي موازنة عن الاموال العامة التي تحت تصرفها لا لانصارها ولا للجهات الدستورية والقانونية المخولة بمحاسبتها ولا للرأي العام ، انها تتهم الحكومة في استغلال الوظيفة العامة والاعلام العام ولكنها تمارس هي استغلال الوظيفة العامة داخل أطرها الحزبية وتسيطر على وسائل الإعلام فيها ، انها تشنع على الحكومة عدم قبولها للنقد ولكنها ترفض هي حتى مجرد شرعية النقد.
إن هذه الممارسة تدل على أن قيادة المعارضة مأزومة وليست طبيعية ولذلك فهي تنظر للأمور بطريقة غير سليمة فكل تصرفاتها مبررة ومقبولة سواء كانت في الحقيقة كذلك أو لم تكن وكل تصرفات المخالفين لها مشبوهة وخاطئة سواء كانت كذلك أم لم تكن . انها تطلب من الآخرين تفهم ظروفها ولا تتفهم هي ظروف الآخرين ، انها تسمح لنفسها بنقد الآخرين ولا تتقبل أي نقد لها انها فعلا تعيش في أزمة نفسية كبيرة أصبح تأثيرها واضحا على كل تصرفاتها.
ونتيجة لهذا التأزم فإنها تقلب الحق باطلاً والباطل حقا ولعل من أبرز ذلك أنها تخلط بين المعارضة المقبولة والمعارضة غير المقبولة فالمعارضة المقبولة هي التي تسعى الى تصويب اخطاء الحكومة وتسعى الى ترشيد تصرفاتها بهدف المساعدة على تحقيق المصالح العامة . المعارضة المقبولة هي تلك التي تسعى الى اخراج البلاد من أزماتها.
لكن المعارضة غير المقبولة هي تلك التي ترفع شعار " انا ومن بعدي الطوفان" هي تلك التي تقوم على أساس استراتيجية ان المعارضة لا يمكن ان تحكم إلا إذا تم إحراق الأرض من تحت اقدام الحكومة أي تلك التي تعمل على خلق المشاكل أو التعمد في اشعال فتيلها بهدف تعمد افشال الحكومة بشكل كامل . هذا النوع من المعارضة ممقوت شرعا ودستورا واخلاقا ، ذلك انه يحول المعارضة التي تمارس مثل هذه التصرفات الى سرطان داخل الجسم فبدلا من أن تكون جزءا طبيعياً منه تتألم لألمه وتفرح لفرحه تحول الى عدو له ينسب له الفشل الدائم ، فمن خلال الأنانية المطلقة للخلايا السرطانية فإنها تعمل على تدمير الخلايا الأخرى وتدمير نفسها وكذلك من خلال الأنانية المطلقة للمعارضة فإنها قد تسبب في إعاقة تقدم الوطن ورفاهيته ، وهكذا فإن سعي المعارضة لإخراج الحكومة من الحكم عن طريق تبني استراتيجية الأرض المحروقة فإنها لا تعمل على الاضرار بالوطن بل انها تعمل حتى على إلحاق الأذى بنفسها خصوصاً إذا كان الجسم ضعيفاً ولايمتلك مناعة كافية.
إننا نحمد اللَّه أننا في اليمن لدينا مناعة قوية تمثلت في التعددية والحرية والانفتاح . وعلى هذا الإساس فإن محاولة المعارضة تطبيق سياسة الأرض المحروقة بهدف الوصول الى الحكم لا يمكن أن تنجح فمناعة الجسم السياسي اليمني بفضل اللَّه قوية ، ومن ثم فإن الوطن لا خوف عليه وانما الخوف كل الخوف هو على المعارضة نفسها من غضب الجماهير عليها.
إننا لا نتمنى أن يكون مصير المعارضة اليمنية هو مصير الخلايا السرطانية في الجسم السليم . اننا نتمنى أن تدرك ذلك وأن تكف عن التصرف بطريقة تجلب عليها الويل قبل الآخرين . اننا نتمنى ان تتعافى قيادات المعارضة من تأزمها الحالي وتتوقف عن ممارسة استراتيجية الأرض المحروقة. وإذا لم تسع قيادات المعارضة لذلك فإن أملنا كبير في تحمل قواعد وأنصار المعارضة مسئوليتها وان تعمل على ايقاف هذه المهازل من قبل قياداتهم واذا لم يحدث ذلك فإن على المجتمع بكامله القيام بهذه المهمة.
فكما أن هناك جهوداً وطنية لاصلاح السلطة فإن هذه الجهود تسعى لإصلاح المعارضة . وفي هذا الإطار فإن المناداة بمؤتمر وطني لقييم أداء المعارضة واصلاحها ليست فكرة عديمة الجدوى انها تستحق على الأقل الدراسة.
نقلاً عن صحيفة الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024