السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 07:11 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - الكاتب نزار العبادي
المؤتمر نت - بقلم / نزار العبادي -
منذ متى وأصنام الحوزة تنطق !؟
في صغرنا علمونا أننا - الشيعة الإثني عشرية- نحيا ونموت على حب الحسين بن علي "عليه السلام" ودربونا كيف نشق الصدور، وندمي الرؤوس ..لكنهم لم يجرؤوا أن يخبرونا : أن أئمة بيت النبوة كانوا فكراً ،وعقيدة ، ونضالاً بينما أئمة هذا الزمان أصنام بلا فكر ،ولا عقيدة ،ولا نضال! وأن الإمام الحسين جابه دولة الفساد بسيفه فيما احتمى أئمة العصر بدروع الاحتلال وتقدموا أرتال كل جيوش الغزو على ظهر دبابة تعلوها بيارق الصليب!
كنا نسينا أن في النجف الأشرف حوزة تقول بوجوب الإمامة لولا أن ناطق رسمي أمريكي في قوات التحالف أعلن قبيل التاسع من أبريل 2003م أن كتائب المارينز أمَنت دخول عدد من علماء الحوزة الشيعية إلى مدينة النجف! ولعل ما زاد يقيننا بالناطق الأمريكي هو إعلان طهران مغادرة علماء حوزة عراقيين أراضيها متوجهين إلى النجف بصحبة فيلق بدر!
الحوزة العلمية العراقية قررت قبل أيام تقمص دور اللاعب السياسي المحنك في المنطقة العربية بعد أن أخفقت في أداء واجبها الديني الشرعي إزاء الاحتلال فوجهت( نداء إلى محافل حقوق الإنسان في العالم )تندد فيه بـ (الحملة المسعورة) ضد الحوثي والشيعة في اليمن، وتنتقد ( الخطاب الطائفي المعادي لعقائد الزيدية والإمامية) وتدعو العالم للتدخل لدى الحكومة اليمنية لوقف (الاضطهاد الديني والقتل الجماعي)!
بتلك القلوب (المؤمنة الغيورة )على المسلمين في أرجاء المعمورة تحركت حوزة النجف- لأول مرة- من أجل حقن دماء المسلمين في اليمن ،مثلما فعلت بالضبط مع دماء العراقيين التي عجنتها سرفات دبابات الاحتلال الانجلو أمريكي، ومع أعراض العراقيات التي انتهكت في وضح النهار، ومع عشرات آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الذين دمرت مدافع وطائرات الاحتلال منازلهم وشردتهم في العراء.
لاشك أن مواقف الحوزة الشيعية في العراق لا ينقصها من يعَرف الآخرين بها ما دام علماؤها يقتدون بالحسين بن علي (عليهما السلام) والدروس السامية لثورة كربلاء التي ترجموها بكل معانيها الإنسانية ،فرفعوا رايات الاستسلام أمام قوات الغزو ،ظناً منهم أن الحسين فعلها مع جيش ابن زياد.. وأذنوا لفلول النصارى أن تدوس ديارهم ،وتفتش نساءهم، كما لو أن الحسين سمح لقوات أعدائه أن تنتهك حرمة خيام أهله وبني قومه قبل أن يبذل روحه الطاهرة في الذود عنهم ..فالحوزة وقفت بكل رجالها كما الأصنام يتفرجون على مشاهد القتل الجماعي اليومي للأبرياء وهم داخل بيوتهم آمنين ،ولم تثر حفيظتهم حتى الاعتداءات على العتبات العراقية المقدسة التي كانوا يقولون أنها خطوط حمراء يمنع تجاوزها.
فيا ترى هل باتت دماء اليمنيين أغلى وأزكى عند حوزة النجف من دماء العراقيين!؟ أو من دماء الشيعة العراقيين الذين عندما ثاروا بوجه الاحتلال بقيادة مقتدى الصدر ،وقفت حوزة النجف صامتة كما لو أنها بعض أصنام لا تنطق..ٍ فلا هي التي أفتت بوجوب التخلي عن الصدر فأمنت الشباب القتل والمدينة الخراب ، ولا هي التي أفتت بأن خروج الصدر على الاحتلال حق مشروع ،فطمعت الناس بالشهادة وناصرت حركته التي أذهلت العالم ببسالتها!
فالحوزة- رغم الأدوار التي تدعيها لنفسها في ولاية أمور المسلمين الشيعة- لم تبت بموقفها من حركة السيد مقتدى الصدر ، وتركت الناس لأهوائها واجتهاداتها حيرى بين أن تقاوم أو لا تقاوم.. فكانت النتيجة أن أباحوا النجف وشيعتها لجيوش الاحتلال، حتى تناثرت جثث المئات منهم من أول طريق( الكفل) فالكوفة، وصولاً إلى محيط مرقد الإمام علي (عليه السلام).
ألم يكن السيد مقتدى الصدر وأنصاره أولى من حسين الحوثي وأتباعه بمناشدة ( المحافل الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة ، ومنظمة العالم الإسلامي والجامعة العربية ) للتدخل لدى قيادة قوات التحالف لوقف مجازر القتل الجماعية والقصف العشوائي" السجادي " بأعنف وأحدث ما عرفت التكنولوجيا العسكرية!؟
منذ متى وأصنام الحوزة تنطق بالفتاوى المناصرة للمظلومين والمضطهدين في العالم وهي التي تغمض الأعين وتصم الأذان عن كل الفضائح المخزية في العراق بدء من اغتصابات أبو غريب، مرورواً بمجازر الإبادة الوحشية لأهالي الفلوجة ، وغيرها من مدن العراق ووصولاً إلى إرهاب السيارات المفخخة التي أسقطت مؤخراً بعملية واحدة في (الحلة) ما يزيد عن 135 مواطن عراقي بريء ، لا ذنب لهم سوى أنهم أولو شئون بلادهم لرجال الحوزة الشيعية!
إن من يقتدي بالحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ينبغي أن يتمثل بالمدلولات الإنسانية النبيلة لثورته، فإصلاح الأمم يبدأ بإصلاح الذات ، وتهذيبها على المحبة والوئام لتكون القاعدة المتينة لانطلاقة أي تغيير مرجو.. فالحسين توجه بأهل بيته والأقربون لمقارعة الفساد لأنهم الأقوى إيمانا وعقيدة وصلاحاً ..وكان الأولى بالحوزة أن تستكمل ترتيب البيت العراقي وتعيد بناؤه قبل أن تفكر باليمن وأهلها.
ومن هذا المنطق- أعتقد- بصفتي أحد أبناء المذهب الإمامي الإثني عشرى- أن الشيعة بأمس الحاجة إلى نبذ العصبية المذهبية ، والتخلي عن الشعارات والبكائيات لكي لا تغيب عن أنظارهم المدلولات الجوهرية لمعنى الاقتداء بآل بيت رسول الله صلى الله عليهم وسلم.

كاتب وباحث عراقي
[email protected]








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024