الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 01:33 م - آخر تحديث: 11:21 ص (21: 08) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - الكاتب الصحفي نزار العبادي
المؤتمرنت - نزار العبادي -
المرأة السعودية بنقاب الإعلام الأمريكي
على موائد حوار الحضارات تكهن العالم أن صناع القرار السياسي سيعيدون تقديم شعوبهم لبعضها البعض بعناوين إنسانية تطمس الصور المشوهة لوفاق التعايش الآمن بين الشرق والغرب.
مساء الثلاثاء الماضي بدا الأمريكيون مؤمنون تماماً بكل حرف كتبه (هنتنجتون) في (صدام الحضارات) ففي أوسع البرامج الأمريكية شهرة (أوبرا)، وبرفقة المقدمة الأغلى أجراً في العالم (أوبرا وينفري) قدم الإعلام الأمريكي جانباً من حياة العالم الإسلامي، عبر صورة ملأت الشاشة لوجه المذيعة السعودية (رانيا الباز)، وقد غطته الدماء، وشوهته الكدمات، ولم يبق أمام الملايين الأمريكية لتتقيأ سوى سماع تعليق الآنسة أوبرا: (هذا أول وجه للعنف العائلي في السعودية).
في تلك الحلقة استضافت أوبرا عدة نساء يمثلن جهات مختلفة من العالم، ليقدمن ثقافة المرأة في بلدانهن، وشيئا مميزا منها، فضلاً عن الخوض في الحريات والجنس وعلاقات ما قبل الزواج. لكنها عندما فكرت بشخصية تترجم حياة المرأة الشرق- أوسطية آثرت الانتقال إلى ربوع أقدس بقاع المسلمين، وقبلتهم، ومنطلق الرسالة الإسلامية (على صاحبها أفضل الصلاة والسلام)- لتستهل حديثها عن المرأة السعودية قائلة: (لا يسمح لها قيادة السيارات، ولا السفر بدون مرافق من أهلها، وحين تخرج إلى الشارع لا يسمح لها كشف وجهها.. الخ)، واستعرضت أثناء تعليقها مشاهداً من أكثر مناطق السعودية شعبية، لا تترجم بأي قدر كان الحياة العصرية للشعب السعودي.
لكن من بين ملايين النساء السعوديات، وآلاف الأكاديميات، والمثقفات، والمبدعات، والناشطات في مؤسسات مدنية، كانت رانيا الباز هي الوجه السعودي المفضل لدى الإعلام الأمريكي الذي يستعرضه لجمهوره بعشرات اللقطات الدامية من حادثة الضرب المبرح الذي تعرضت له على يدي زوجها.. فتطايرت شرارات الغضب من عيون جمهور الأمريكان في الاستديو، ووجمت الوجوه باللعنات وصوت المذيعة السعودية يردد: أن هناك 14 كسراً في الوجه فقط جراء اللكم، وضرب الرأس بالجدار لعدة مرات!!
ربما كان الإعلام الأمريكي حريصاً فعلاً على مد المزيد من جسور الثقافات بين الشرق والغرب من خلال ذلك التقديم (الخارق) لواقع حياة الأسرة المسلمة.. اعتقاداً من الساسة الأمريكيين بأن النقاب الذي أسدلوه على وجه المرأة السعودية سيجعل العالم العربي والإسلامي قبلة محبة الغرب، واشتياقهم للتعايش مع إنسانه بوفاق آمن، وسلام دائم! فكم يبدو بليداً ذلك السيد الأمريكي وهو يتحدث في البيت الأبيض عن حوار الحضارات، فيما تكرس أجهزته أشهر برامجها لغرس ثقافة الصدام مع أمة يصورونها بالمتوحشة.
الآنسة (أوبرا وينفري) لم تغفل قبل إنهاء فقرتها الخاصة بالمرأة السعودية (نموذج المرأة في الشرق الأوسط) أن تنتصب بجلستها بمواجهة جمهورها لتقول: (عندما تكوني إحدى مواطنات الولايات المتحدة فأنت الأكثر حظاً في العالم، لأنك تتمتعين بحق اختيار مصيرك).
كم تمنيت في تلك اللحظة لو أن الآنسة أوبرا رأت المصورة السعودية سوزان باعقيل وهي تنتفض بوجهي حين سألتها في مقابلة نشرها (المؤتمر نت) عن حريات المرأة السعودية، لترد بكبرياء وثقة: (المرأة السعودية حرة، والإسلام هو من حررها، وأكرمها، وأعزها)، ثم: (هيبة المرأة أعظم عندما تجلس في المقعد الخلفي، والرجل هو الذي يقود لها السيارة ويقلها حيثما تريد)!.
وكم ألمني أن وسائل الإعلام السعودية لم تروج لذلك الحوار، خلال زيارة لوفد نسائي سعودي من الناشطات في إحدى الجمعيات، ولا للمهمة الثقافية والحضارية التي قصدن صنعاء لأجلها، ليعلم العالم الغربي حقيقة ما بلغته المرأة السعودية، وطبيعة الحريات المكفولة لها دستورياً، وعملياً! وحقيقة يدهشني أن مراسلي الصحف السعودية بصنعاء وربما غيرها يقفون بعيداً جداً عن طبيعة الاحتياج المرحلي للإعلام السعودي، وما يستدعيه التحدي الخارجي من تقديم الوجه العصري للحياة السعودية ضمن أصالته التراثية، وهويته الإسلامية- بعيداً عن أخبار الإثارة، والتوترات.. فإذا كان اليمنيون يجهلون الكثير جداً من واقع المرأة السعودية وخصوصية فلسفتها في التحرر والمشاركة، فهل نرجو من الإعلام الأمريكي أن ينصفها!؟
وعلى أية حال، فقد أملى علينا الإعلام الأمريكي أسلوبه في التحاور الحضاري، وبات حقاً علينا التوجه لجمهورنا – مثلما فعلت الآنسة أوبرا- لنخاطبهم: إذا كنت مواطنة سعودية أو يمنية أو عربية فأنت محظوظة جداً للأسباب التالية:
- يؤكد تقرير (منظمة العفو الدولية، وأوكسفام، وإيانسا) الصادر في 7 مارس 2005م أن (في الولايات المتحدة الأمريكية يزيد وجود سلاح في المنزل من خطر قتل إحدى النساء بنسبة 272%، وتقول بحوث أخرى ما يلي:
- يغتصب يوميا في أمريكا حوالي 1900 فتاة، 20% منهن يغتصبهن آبائهن.
- يقتل سنويا في أمريكا مليون طفل ما بين إجهاض متعمد أو قتل فور الولادة
- (1.553.000) حالة إجهاض أجريت لأمريكيات عام 1980م.
- (8) ملايين أمريكية يعشن وحيدات مع أطفالهن دون مساعدات عام 1984م.
- تغتصب امرأة أمريكية واحدة كل ثلاث ثواني عام 1997م.
- (6) ملايين أمريكية عانت من سوء المعاملة الجسدية والنفسية من قبل الرجال عام 1997م.
- (70%) من الأمريكيات يتعرضن للضرب المبرح.
- (4) آلاف أمريكية يقتلن سنوياً على أيدي أزواجهن أو أصدقائهن.
- مليون أمريكية عملن في البغاء خلال الفترة 1980 – 1990م.
- (2500) مليون دولار عائدات مؤسسات الدعارة الأمريكية وأجهزتها الإعلامية عام 1995م.
تلك هي بعض الإحصائيات التي كشفتها وأكدتها عدة بحوث ودراسات أمريكية بوسع الجميع الاطلاع على تفاصيلها على موقع منظمة (أمان) وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني المعنية بمناهضة العنف ضد المرأة.
لا شك أننا مؤمنون أن المجتمع الأمريكي له حياته، وأعرافه الخاصة التي لا يحق لأحد منا التدخل بها، ولكن بالمقابل نرفض بشدة ذلك التشويه البذيء لحياتنا الإنسانية، وقيمنا الإسلامية التي تحكم أخلاقنا مع نساءنا وابنائنا، على غرار الطريقة التي قدم بها برنامج (أوبرا) المرأة السعودية كنموذج للمرأة الشرق- أوسطية، وعرضته قناة LBC)) اللبنانية. وعليه أوجه دعوتي للفضائيات العربية بمقاطعة هذا البرنامج، وكل أعمال الشركة المنتجة له اقتصاصا للمرأة السعودية والعربية، حتى يتعلم الإعلام الأمريكي كيف يحترم شعوب العالم، ويتوخى الدقة المهنية في نقل الحقيقة، بعيداً عن أي ترويج للحقد والبغضاء لشعوبنا، وما نتمناه أن تتفاعل وسائل إعلامنا السعودية والعربية مع هذه الدعوة.
من المؤكد أن ما يتطلع إليه العالم اليوم من حوار بين الحضارات يوجب على جميع أطرافه الامتثال إلى مبادئ وقيم حوار ناضج، بمستوى التحدي الذي يواجهه السلام العالمي جراء تقاطع المفاهيم المشوهة من موروث الفكر الإنساني، فإن ردم تلك الفواصل الثقافية الموروثة أمر يستحيل على أعتى قوة حربية القيام به، لكنه لن يستغرق وقتاً طويلاً جداً، أو جهداً هائلاً لينجح الإعلام في تأديته على أفضل صورة.
المؤسسات الإعلامية الأمريكية مطالبة اليوم باستغفار ذنوبها التي اقترفتها في تشويه صورة عالمنا، الذي وصمته بدمغة الإرهاب والتطرف، مثلما وسائلنا مسئولة عن إعادة تصحيح مفاهيم التعايش مع الغرب.. ولا أظن بغير إيفاء الطرفين بالتزاميهما أن نجد عالماً فاضلاً، وآمناً ينعم فيه أبناؤنا بالسلام.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024