الكحلاني: خسائرنا بمئات الملايين جراء التخريب أكد أحمد الكحلاني – وزير الدولة، أمين العاصمة- أن الخسائر التي تكبدتها العاصمة جراء أعمال الشغب والتخريب تقدر بمئات ملايين الريالات، وأن الإصلاحات السعرية هي الإجراء الوقائي لدرء ما هو أخطر على مصلحة المواطن، وكان متوقعاً أن تواجه احتجاجات سلمية وليست ردود فعل تخريبية تطال الممتلكات العامة والخاصة، مشدداً على أن المظاهرات كانت موجهة رغم أن (كل الناس تنصلوا عن المسئولية)، مشيراً إلى أن أمانة العاصمة بدأت بإصلاح ما تم تخريبه بعد ساعة واحدة فقط من انتهاء مظاهرات الشغب، وأن الأمن مستتب منذ الجمعة، داعياً المواطنين للتعاون مع السلطات في الإبلاغ عن أي تلاعب بالأسعار، وأن الأجهزة المختصة ستتعامل بصرامة إزاء أية بلاغات ترد إليها. جاء ذلك في حوار قصير أجراه المؤتمر نت مع وزير الدولة، أمين العاصمة، فيما يلي نصه: - المؤتمر نت: كم تقدرون الخسائر التي تكبدتها أمانة العاصمة جراء الأضرار التي ألحقتها بها أعمال الشغب؟ · الكحلاني: الأضرار كبيرة جداً كما لاحظتموها على شاشات التلفزيون والصحف، ومنها ما مس الممتلكات الخاصة، ومنها مامس الممتلكات العامة، وهناك لجان تقوم بعمليات المسح والتقييم الكلي للأضرار على مستوى كل مديرية وإن شاء الله نصل إلى رقم نهائي قريباً.. لكن يمكن القول أن الخسائر كبيرة وتصل إلى مئات الملايين من الريالات، حيث كان هناك تخريب للمتلكات، ونهب، وإحراق سواء الخاصة أم العامة- وكذلك إتلاف أشجار وأشياء كثيرة.. وسيتم تحديد الرقم النهائي والإعلان عنه. إنه لشيء مؤسف أن يحدث مثل هذا الأمر، فما كنا نتوقع أحداً أن يستغل النفس الديمقراطي والحرية التي منحت له- وقد لا توجد في أي دولة بالمنطقة- بهذا الشكل ويساء لها بالطريقة التي حصلت.. ولا شك أن كل عاقل أنكر هذا العمل، وكنا نتمنى أن نتعلم من الآخرين عندما رأينا مظاهرات حصلت في دولة عربية قبل أسابيع عندما نزلت إلى الشارع أكثر من 15 ألف متظاهر لم يقطعوا شجرة، ولم يقطفوا زهرة.. فمن المؤسف أن يتظاهر 200 أو 300 فرد ويقوموا بهذا التخريب. الإصلاحات السعرية جراحات علاجية - المؤتمر نت: هل تتوقعون أن تقوم الدولة بتعويض المتضررين أو مساعدتهم بشكل أو بآخر؟ · الكحلاني: نحن الآن في مرحلة الحصر، وهذا الموضوع سوف يدرس.. في الوقت الحاضر لا أستطيع أن أجزم بالموضوع، لكن نريد أن نقول: سواء الخسائر كانت بالممتلكات الخاصة أم العامة فالخسارة هي على البلد، وتعني مزيداً من النفقات، وبالتالي فإن الممتلكات التي تم إتلافها أو تكسيرها جاءت بالعملة الصعبة وسوف نشتري بدلها بالعملة الصعبة أيضاً.. يعني هل هذا يمثل تقليص في الإنفاق أم زيادة فيه؟ وهل سيحل عمل تخريبي كهذا المشكلة!؟ بالتأكيد أنه يزيد الوضع سوءً. - المؤتمر نت: لكن البعض يخشى أن يتضرر من الإصلاحات السعرية، فهل قلقه مبرراً؟ · الكحلاني: قضية الإصلاحات السعرية ليست بالجديدة، وهي معروفة عند الجميع، وليست المرة الأولى التي يتم فيها عمل إصلاحات سعرية، فقد تم العمل بها في ظل حكومة الائتلاف بين المؤتمر والإصلاح والاشتراكي، ضمن سلسلة إجراءات متصلة مع بعضها البعض.. إن أي حكومة أو حزب يمثل وضعنا سيكون مضطراً لعمل هذا الشيء وقائياً مما هو أسوأ أو أخطر على المواطن. البعض يعتبرها ضد المواطن، ولكنها في الحقيقة من أجل المواطن، لأنها بمثابة العملية الجراحية التي تجري للمريض لدرء ماهو أسوء أو أخطر على صحته.. يعني لو لم تتم عملية الإصلاحات السعرية كان بإمكان أن يتحرك أمام، حيث أن سعر الدولار كان متوقعاً له أن يصعد إلى ألف ريال أو أكثر، وهنا يجب أن نفهم أنه إذا تحرك الدولار ريالين من 90 – 92 – 94 – 96 ثم تراجع .. نلاحظ كيف كانت الأسعار ضمن هذا المبلغ البسيط من الارتفاع، فما بالك عندما يرتفع إلى 150 أو 200 أو 300 ستكون المسألة خطيرة جداً، في الوقت الذي الحكومة لم تتخذ القرار.. وقد سمعنا في التصريحات أن الخبراء والمختصين صدموا أن الحكومة اليمنية تأخرت في الإجراءات، وأن التأخير سبب مشاكل كثيرة، وإرباك كثير في الاقتصاد الوطني. الحكومة ليست راغبة أن ترفع الأسعار، ولم تعمل هذا الشيء إلا بعد دراسات طويلة وضرورة اقتضتها مصلحة المواطن نفسه.. فالتعامل الذي حصل هو أن الحكومة توقعت أن يحصل شيء من هذا القبيل في اليوم الأول، وستكون مظاهرة للتعبير عن الرأي- كما حصل في كل البلدان من رفع اللافتات والشعارات- وهذا من حق المواطن، رغم أنه لا يفترض أن تخرج أية مظاهرة إلا بتصريح، وإجراءات، وأن تكون هناك جهة مسئولة عنها.. لذلك لم تكن هناك أية مظاهر أمنية في الشوارع باعتبار أنه سيكون تعبير بالطرق السلمية، وهو ما لا نمانع به.. لكن أن يتوجه الناس إلى تخريب الممتلكات هذا هو الأمر المؤسف، فما ذنب صاحب البقالة، أو صاحب العصير أن يكسر محله! وما ذنب الشجرة التي نحن منذ خمس سنوات نسقيها، ونعتني بها، ويأتي الآن في لحظة يعتدي عليها ويقلعها! هناك أفراد وجهوا المظاهرات - المؤتمر نت: رأينا حوالي 80% من المتظاهرين من الشباب الصغار والفتيان، هل هم من قام بالعبث والتخريب؟ · الكحلاني: إذا كان الحديث عن شجرة عمرها سنتين أقول يمكن أن يقتلعها أطفال في سن 12 عاماً، فهذا أمر وارد، لكن هل بمقدور الطفل الوصول إلى الدور الخامس أو السادس أو السابع!؟ يعني تكسير زجاج بعض المؤسسات إلى الدور السابع والثامن لا يمكن أن يقوم به طفل.. ولا يستطيع الطفل تكسير شجرة ارتفاعها ثلاثة أمتار أو أربعة.. هذا لا بد أن يكون من فعل ناس كبار السن.. الأشياء البعيدة أو الكبيرة تم تخريبها من قبل ناس لا نقول عقلاء.. ولكن هم في شكل بني آدم، وداخلهم أكيد فيه شيء ثاني.. وهؤلاء هم الذين استخدموا صغار السن، وشجعوهم، ودفعوهم إلى القيام بأعمال شغب وتخريب. - المؤتمر نت: تتردد في الساحة اليمنية اتهامات تقول أن الفتيان مدفوعون من قبل قوى سياسية ما مدى صحة ذلك؟ · الكحلاني: كل الأحزاب السياسية تنصلت من الموضوع.. ولكن قد تكون المسيرة تمت بصورة عشوائية، إلا أن توجيه هذه المظاهرات لا يخلو من وجود أفراد- قد لا يكون بشكل رسمي من أحزابهم أو الجهات التي يتبعون لها- ربما يكونوا قد اندسوا في هذه المظاهرات، ووجهوها، ورفعوا الشعارات، وبدءوا بالتخريب، ثم أنساق الناس بعدهم.. في الحقيقة كل الناس تنصلوا من المسئولية، لكن لا يمكن أن يكون كل ما جرى عملا عشوائيا، وغوغائياً.. فهناك من قام بتوجيه المظاهرات والأحداث. - المؤتمر نت: هل لديكم سقف زمني محدد لإعادة المظاهر الجمالية للعاصمة وإصلاح التخريب؟ · الكحلاني: بدأنا منذ أول ساعة لانتهاء التخريب بالإصلاحات، وعلى مدى 24 ساعة أنهينا كل المخلفات، ومن خلال جهود متواصلة في الأمانة والمديريات، والجهات المختصة حتى أعدنا منظرها، واستكملنا إزالة كل التشوهات، واللوحات التي تم تكسيرها، والآن نعمل على إعادة الشبوك وغيرها.. كل شيء سيعاد إلى وضعه الطبيعي إن شاء الله في غضون مدة قصيرة باستثناء الأشجار التي ستتطلب وقتاً بقدر أعمارها.. فالشجرة التي عمرها سنتين ستحتاج سنتين، والتي عمرها أربعة ستحتاج إلى أربع سنوات. سنتعامل مع البلاغات بقوة وصرامة - المؤتمر نت: قمتم برفع مظاهر التسلح في العاصمة، فهل أنتم مطمئنون تماماً للحالة الأمنية؟ · الكحلاني: منذ الجمعة لم يحدث أي شيء، رغم أننا كنا نتوقع بعض المشاكل بعد صلاة الجمعة، ولكن الحمد لله كانت جميع خطب المساجد في اتجاه أن العمل الذي جرى لا يمت للإسلام والمسلمين، وكان لهذا دوراً كبيراً في تهدئة الشارع.. نؤكد أن الحالة الأمنية مستتبة تماماً، والأمور تسير بشكل طيب والحمد لله. - المؤتمر نت: ماذا عن الإجراءات التي اتخذتموها لضبط الأسعار وضمان عدم التلاعب بها؟ · الكحلاني: هناك لجان تم تشكيلها على مستوى المديريات، وتم تحديد أسعار المواد الأساسية، وسيتم مراقبتها بشكل مستمر، ولدينا غرف عمليات في كل مديرية، ونزول ميداني، وأي بلاغات سيتم التعامل معها بقوة وصرامة لأن كل شيء محسوب ومعروف فيما يتعلق بالزيادات المترتبة على الإصلاحات السعرية، وسيتم التعامل مع أي شخص يستغل هذه الإصلاحات ويسعى لتضخيم الأسعار، وهناك توجيهات صريحة في ذلك لدى كافة الأجهزة، ولقد تم الحصول على تسعيرة من وزارة الصناعة والتجارة وتعميمها.. ونأمل فقط أن يتعاون المواطنون في الإبلاغ إلى المديريات حول أي مخالفة تتم في المسألة السعرية، فجزء من قوة ضبطنا للسوق يعتمد على تعاونهم. - المؤتمرنت: يدور حديث الشارع عن أزمة الغاز، فهل هناك تدابير حكومية لحلها؟ · الكحلاني: الأزمة انتهت الآن حيث كان هناك بعض التأخير يوم أمس الأول، ولكن أمس تم فتح جميع الطرق، واشتغلت محطات الغاز، والآن يتم التوزيع على كل الحارات، فقد حدث أن توقفت بعض المحطات ليوم فغطينا العجز بالمخزون الاحتياطي الذي كان موجوداً في شركة الغاز.. نحن نطمئن كل الناس بأن هناك كميات وفيرة من الغاز ولا داعي للهرع أو التهافت في شراء ما يفيض عن الحاجة.. وقد حدث بعض التأخير من قبل بعض الوكلاء بسبب إشكالية حول العمولات الخاصة بهم، وقد تم حل هذا الموضوع مع الأخ رئيس الوزراء والأخ وزير النفط، ووزير المالية، ووزير الصناعة اليوم الأحد. |