الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 12:03 م - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
بقلم : شي يان تشون- سفير الصين سابقاً -
(عهدالثورة)- معركـة السبعين يوما - يرويها السفير الصيني
(( معركة السبعين يوماً في صنعاء - أيام لاتُنسى ))

تتردد، بين حين وآخر، في مخيلتي صور لأيام شاركت فيها أبناء الشعب اليمني الصديق أحداثا هي بالنسبة لي أيام لا تنسى.
التحقت بوزارة الخارجية الصينية في عام 1965 بعد تخرجي في الجامعة وسافرت إلى جامعة القاهرة في نفس السنة لتعميق دراسة اللغة العربية مبعوثا من وزارة الخارجية الصينية. ورجعت من القاهرة إلى بكين في ربيع عام 1967، وفي صيف هذا العام قررت وزارة الخارجية الصينية أن ترسلني إلى السفارة الصينية في صنعاء وطلبت مني أن أسافر بأسرع وقت ممكن نظرا للتطورات السريعة للوضع اليمني حينذاك، فأسرعت بالاستعدادات الضرورية ووصلت إلى صنعاء في شهر سبتمبر عام 1967م.وصولهم إلى صنعاء
بدأت العمل فور وصولي إلى السفارة ووجدت أن الوضع في اليمن آخذ في التدهور يوما بعد يوم. في بداية ستينات القرن الماضي كان حكم المملكة المتوكلية بدأ يتداعى مع مرور الأيام، حتى سقط هذا الحكم الكهنوتي في يوم26 سبتمبر عام 1962م بقيام الثورة اليمنية وولادة الجمهورية العربية اليمنية، وأصبح العقيد (المشير فيما بعد) عبد الله السلال أول رئيس للجمهورية. وظل المشير يعمل على إنجاز مهامه بكل جد ولكنه واجه صعوبات متراكمة، صعب عليه أن يسيطر على الوضع نظرا لضآلة القوات المسلحة التي امتلكها وضخامة القوى المعارضة التي واجهها فاضطر إلى طلب الدعم الخارجي. وافق الرئيس جمال عبد الناصر على هذا الطلب وقرر أن يرسل 70 ألفا من قوات الجيش المصري إلى اليمن لمساعدة المشير في تثبيت الحكم الجمهوري في اليمن.
لكن الرئيس جمال عبد الناصر قرر سحب كافة القوات المصرية من اليمن في خريف عام 1967م نتيجة هزيمة مصر في الحرب الثالثة للشرق الأوسط مما أدى إلى مضاعفة خطورة الوضع في اليمن حيث واجه المشير عبد الله السلال أزمة حكم بسبب ضآلة الجيش النظامي وتردي تسليحه وزيادة الخلافات في صفوف الحكم الجمهوري وقد سعى المشير بكل السبل إلى إنقاذ الوضع بما في ذلك طلب العون والدعم من الخارج فاستقبل القائم بأعمال السفارة الصينية بصنعاء وحضرت هذا اللقاء وأتذكر بوضوح أن المشير قدر كل التقدير الصداقة اليمنية الصينية وركز على شرح تطورات الوضع في اليمن وطلب من الصين الدعم والعون. عندما خرجنا من منزل المشير السلال ذلك المساء من شهر سبتمبر زاد إحساسنا بتفاقم خطورة الوضع اليمني. قرر المشير أن يقوم بزيارات إلى الخارج من أجل الحصول على مزيد من الدعم الخارجي، وعندما وصل إلى العراق وقع انقلاب قصر في يوم 5 نوفمبر عام 1967م مما أدى إلى تجريده من جميع المناصب، وتولى القاضي عبد الرحمن الأرياني منصب رئيس المجلس الجمهوري وعين الأستاذ محسن العيني رئيسا للوزراء وأصبح الفريق حسن العمري قائدا عاما للقوات المسلحة وأعلن الحكم الجديد تمسكه بمبادئ ثورة 26 سبتمبر وعزمه للدفاع عن النظام الجمهوري.
ظلت القوى الملكية تعد عدتها لتزحف إلى صنعاء في محاولة للإطاحة بالنظام الجمهوري وإعادة الحكم الملكي وجمعت أكثر من أربعين ألف من المسلحين والمرتزقة احتلت مناطق كبيرة وقطعت طريق الحديدة - صنعاء ثم تقدمت إلى صنعاء وحاصرت صنعاء من الغرب والجنوب الشرقي والجنوب الغربي ابتداء من يوم 28 نوفمبر عام 1967م وبدأت القوى المعارضة الهجوم على صنعاء. رأينا القنابل تتساقط يوميا في المدينة وسمعنا أزيز الرصاص حينا بعد آخر. وأصبحت صنعاء في خطر وأصبح الحكم الجمهوري في خطر وفي هذه اللحظة الحاسمة صدر قرار جمهوري بتعيين الفريق العمري رئيسا للوزراء مع بقائه في منصب القائد العام للقوات المسلحة. وكافحت القوات المسلحة وقوات الأمن بكل صلابة وبسالة، وصمد الشعب بكل فئاته من العمال والفلاحين والموظفين والمثقفين والطلبة والتجار الذين كونوا المقاومة الشعبية ووقفوا جميعا من المدنيين أو العسكريين، وقفة الأبطال وأظهروا روحا معنوية كفاحية عالية.
مع تدهور الوضع في أيام حصار صنعاء انسحبت جميع الهيئات الدبلوماسية العربية والأجنبية من صنعاء إلا السفارة الصينية وشخص واحد من السفارة السورية؛ كانت مهمته الرئيسة الإشراف على مجموعة من الطيارين السوريين الذين ساعدوا القوات المسلحة اليمنية في القتال. في تلك اللحظة الحاسمة أعلنت الحكومة الصينية بكل وضوح أن الصين حكومة وشعبا تؤيد اليمن حكومة وشعبا بكل حزم وثبات في نضاله العادل لحماية سيادة الدولة والاستقلال الوطني وفي سبيل مقاومة الأعمال العدوانية والهدامة التي يقوم بها الاستعمار. وتنفيذا لتوجيهات الحكومة الصينية بقيت السفارة الصينية في صنعاء مع كافة المهندسين والعمال والأطباء الصينيين الذين كانوا يعملون لمساعدة اليمن. برغم خطورة الموقف إلا أننا تشرفنا بأداء هذه الرسالة السامية وعقدنا العزم على أن نقف إلى جانب الشعب اليمني ونشاركهم في السراء والضراء وكنا على أهبة الاستعداد لمواجهة كل المصاعب والأخطار حتى التضحية بالنفس.
كان طاقم السفارة الصينية صغيرا في أيام حصار صنعاء وكنت الشخص الوحيد الذي يجيد اللغة العربية وبطبيعة الحال وجب علي أن أضطلع بأعمال كثيرة فشاركت في كل أعمال الاتصال بالدوائر الحكومية ووحدات القوات المسلحة والمنظمات الجماهيرية والشخصيات من مختلف الأوساط كما تحملت بعض الأعمال للاتصال بالأطباء والمهندسين والعمال الصينيين العاملين في اليمن. كنت أعمل ليلا ونهارا وأعمل كل يوم 12-14 ساعة على الأقل وفي بعض الأحيان واظبت على العمل طوال 14 ساعة. كانت الحياة في صنعاء شاقة وكانت الإمدادات التموينية صعبة للغاية، فطوال أشهر لم نتمكن من الحصول على الخضار والفواكه بل وجدنا صعوبة في الحصول على الأرز والدقيق. وفي هذه الحالة كنا دائما نلجأ إلى وزير الاقتصاد، فكنت أكتب مذكرة كل شهر وأذهب إليه لإصدار التوجيهات مع توقيعه الشخصي. ووجدت رعاية خاصة منه إذ حصلت على امتياز كل مرة لأن وزير الاقتصاد كان يضيف لي دائما الكمية المطلوبة من الأرز والدقيق.
أقول دائما إني معجب ببطولات وتضحيات الأصدقاء اليمنيين إذ عرفت أن الرئيس علي عبد الله صالح كان يكافح جنبا إلى جنب معنا في أيام حصار صنعاء وسجل بطولات وأمجاد في الدفاع عن الثورة اليمنية والنظام الجمهوري. وبحكم أعمالي وعلاقاتي تعرفت على شخصيات مرموقة عزيزة وعديدة مثل القاضي عبد الرحمن الأرياني، رئيس المجلس الجمهوري الأسبق والقاضي عبد السلام صبرة، نائب رئيس الوزراء الأسبق والأستاذ محسن العيني، رئيس الوزراء الأسبق والفريق حسن العمري رئيس الوزراء والقائد العام الأسبق للقوات المسلحة والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب وسيادة عبد العزيز عبد الغني، رئيس الوزراء الذي شغل مناصب وزير الاقتصاد ووزير الصحة ومحافظ البنك المركزي على التوالي في ذلك الوقت والدكتور محمد سعيد العطار، نائب رئيس الوزراء الذي كان وزير الاقتصاد في أيام حصار صنعاء والعقيد حسين المسوري، أمين العاصمة الذي كان في قيادة القوات المسلحة والأستاذ محمد الزرقة، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير صحيفة الثورة والدكتور حسن مكي، الذي كان وزيرا للخارجية والعقيد أحمد الرحومي، رئيس هيئة أركان الحرب والأستاذ أحمد محمد نعمان، الذي كان عضو المجلس الجمهوري والعميد مجاهد أبو شوارب، مستشار رئيس الجمهورية الذي كان قائد القوات الشعبية والمهندس عبد الله الكرشومي، الذي كان وزير الإنشاءات والأستاذ محمد الجنيد، الذي كان وزير الزراعة كما تعرفت على مجموعة كبيرة من الضباط الكبار في القوات المسلحة وقوات الأمن مثل الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي، والرئيس الأسبق أحمد الغشمي، والعميد حسين الدفعي، وحمود بيدر ومحمد الأرياني ومحمد الخاوي وعبد الله الراعي ونعمان المسعودي وجار الله ضيف الله وعلى أبو اللحوم وعبد الله الحيمي وعبد الله الحمدي الخ كما عرفت العميد درهم نعمان، رئيس المنطقة الحرة في عدن والعقيد أحمد علي محسن، محافظ محافظة أبين والعقيد محمد طريق، مدير أمن عدن وغيرهم من المسؤولين الكبار الذين كانوا يحاربون في الجبهة الأمامية في أيام حصار صنعاء.
كلما التقيت بالأصدقاء القدامى تذكرنا تلك الأيام العصيبة التي قضيناها سويا أثناء حصار صنعاء، قلنا دائما إننا كنا نكافح في خندق واحد ويعكس هذا الكلام الحقائق الواقعية. إنهم كافحوا في مواقعهم وكافحت في موقعي وكانت هذه المواقع والجبهات منسجمة مع بعضها.
كان مقر السفارة الصينية يقع في شارع الزبيري على بعد كيلومتر واحد فقط عن المطار المدني جنوب صنعاء، كنت أسمع يوميا أصوات انفجارات القنابل وأزيز الرشاشات ودوي المدافع. وفي يوم من الأيام سمعت دويا قويا جدا كاد يصيبني بالطرش وشعرت باهتزاز المكتب ووجدت أن زجاج النوافذ قد انشطر بشظايا القنابل، ثم خرجت من المكتب بعد أن هدأت الأمور ورأيت شظايا القنابل في فناء السفارة وعدة حفر جديدة على بعد 100 متر من مبنى السفارة نتيجة انفجارات القنابل.
ذات يوم جلست في المكتب لكتابة مذكرة وسمعت فجأة الدوي القوي والأزيز المتواصل، كانت معركة عنيفة وقعت قرب السفارة الصينية، فتركت العمل وصعدت فورا إلى سطح المبني لمراقبة الأمور.في تلك اللحظة سمعت أزيز الرصاص، فانحنيت بسرعة إلى جانب وكان أن سقطت طلقة بجانبي على بعد نصف متر فقط، فانتقلت إلى جهة أخرى لمواصلة المراقبة تحت طي التستر وعرفت أن معركة حدثت فعلا قرب السفارة الصينية ونجح الجيش الجمهوري في إفشال هجوم الملكيين.
ذات صباح اندلعت معركة عنيفة عمت معظم أنحاء المدينة حتى أصبح الشارع الذي تقع فيه السفارة الصينية ميدانا للمعركة، رأيت عدة دبابات ومدرعات واقفة أمام السفارة وتطلق قذائف ووجدت فجأة أن الفريق حسن العمري كان في إحدى الدبابات يقود المعركة شخصيا وأعجبت بهذه البطولة وأحسست بخطورة الموقف. بعد المعركة خرجت إلى الشارع والتقطت بعض أغلفة المدافع للذكرى وقد بقي واحد من هذه الأغلفة في السفارة حتى بداية الثمانينات.
قبل انسحاب السفارة العراقية من صنعاء بأيام، اتصلت بالقائم بالأعمال العراقي لزيارته للتوديع، ووصلت مع زميل آخر إلى مكتبه حسب الموعد المحدد وانتظرنا الصديق العراقي عند الباب ورحب بنا ولكنه اقترح علينا أن نتوجه فورا إلى فندق المخا إذ قال إن السفارة العراقية تعرضت لقصف قذائف المدافع عدة مرات نظرا لأنها تقع قرب القصر الجمهوري الذي كان يعتبر أحد الأهداف الرئيسية لقصف مدافع القوى الملكية. فقبلنا هذا الاقتراح وبعد مغادرتنا بخمس دقائق فقط تعرضت السفارة العراقية فعلا للقصف الأمر الذي أدى إلى هدم أجزاء كبيرة من السفارة العراقية بشكل فظيع. وعندما وصلنا إلى فندق المخا أقبل الأصدقاء إلينا وقدموا التهاني لنجاتنا من الموت المحدق.
في فترة من الفترات، عاشت صنعاء لا أحد يعرف متى ستندلع المعركة وفي أي ساعة ستسقط القنابل. لقد تعودت على هذه الحياة وكنت أخرج كل يوم لإتمام أعمالي وواظب الخبراء والأطباء الصينيون على العمل في مواقعهم، كنا على اتصال وزرناهم كثيرا لتفقد أحوالهم ومساعدتهم على تذليل الصعوبات.
يقع مصنع الغزل والنسيج الذي ساعدت الصين في بنائه بشمال شرق صنعاء وكان الخبراء الصينيون لبعثة الغزل والنسيج وبعثة الطرق وبعثة حفر الآبار يسكنون بجوار المصنع. وفي أثناء حصار صنعاء، رابطت إحدى وحدات القوات المسلحة اليمنية في معسكر قرب المصنع. ولكن الخبراء الصينيين والعساكر اليمنيين كانوا يتعرضون يوميا لقصف مدافع القوى الملكية التي احتلت الجبل المطل على مصنع الغزل والنسيج والمعسكر. وكانت هذه القوات الملكية تقوم بأعمال تجسس وتخريب باستمرار مما ألحق خسائر جسيمة بالخبراء الصينيين والمعسكر اليمني. برغم ذلك، ظل الخبراء الصينيون يعملون كالعادة واهتدوا إلى الوسائل المختلفة لحماية سلامة أرواحهم وممتلكات المشاريع.

حاولت القوات الملكية في بداية الأمر إجبار الخبراء الصينيين على الفرار لكنهم فشلوا فتحولت إلى أسلوب التصفية الجسدية. وأرسلت عددا من الجواسيس إلى مصنع الغزل والنسيج للحصول على المعلومات الدقيقة عن الخبراء الصينيين مثل شخصياتهم وأوقات عملهم ومساكنهم ومطعمهم الخ. بعد توفر هذه المعلومات بدأت القوى المعارضة تنفذ خطتها الخبيثة لإبادة الخبراء الصينيين. ذات يوم ركزت القوى المعارضة على قصف مطعم الخبراء الصينيين في وقت الغداء واستمر هذا القصف أكثر من نصف ساعة مما أدى إلى تدمير كل شئ في المطعم وتصورت القوى المعارضة أن جميع الخبراء الصينيين في المطعم قد ماتوا جميعا ولكن هذه المحاولة اليائسة باءت بالفشل مرة أخرى إذ أن رئيس بعثة الخبراء الصينيين قرر أن يدعو جميع أفراد طاقمه لاجتماع طارئ في المقر السكني قبل الغداء، فنجا عشرات من الخبراء الصينيين بفعل هذا الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه رئيس الخبراء بهذا القرار المفاجئ.
تعرض طاقم السفارة الصينية للمخاطر غير مرة أثناء زيارة الخبراء الصينيين. ذات مرة وصلت مع زميلي إلى مسكن خبراء الطرق الصينيين و بعد وصولنا بدقائق تساقطت قنابل المدافع تتساقط لأكثر من نصف ساعة وبقينا في داخل المبنى لمتابعة تطورات الموقف حتى هدأت الأمور وباركنا لأنفسنا النجاة ولكن وجدنا أن سيارتنا تحطمت كليا ودمرت المعدات والأجهزة لمشروع الطرق. و مرة أخرى ذهب القائم بأعمال السفارة الصينية إلى نفس الموقع لتحري أحوال الخبراء الصينيين وإصدار بعض التوجيهات إليهم. يبدو أن القوى الملكية عرفت هذا الخبر فركزت على قصف هذا المبنى واستمر القصف لمدة ثلاث ساعات متواصلة وتخرب المبنى بشكل فظيع ونجا القائم بالأعمال بيد أن رئيس الخبراء الصينيين أصيب ببعض شظايا المدافع التي اخترقت أبواب ونوافذ المبنى. وأثناء هذا القصف كنت في السفارة وفور أن عرفت واقع الأمر أسرعت إلى المستشفى وأخذت بعض الأطباء الصينيين وأسرعنا إلى موقع الحادث كإجراء احتياطي للإنقاذ خشية من العواقب الوخيمة لهذا القصف البربري. وبعد توقف القصف وجدنا أن جميع الصينيين نجوا سالمين إلا رئيس الخبراء الذي جرح بإصابة غير خطيرة.
عندما نتذكر ملحمة معارك الدفاع عن صنعاء يلزمنا أن نذكر مآثر الأطباء الصينيين. قبل حصار صنعاء، توزع معظم الأطباء الصينيين خارج صنعاء. مع تأزم الموقف في صنعاء انسحب جميع الأطباء الأجانب من مستشفيات صنعاء ما عدا ثلاثة أطباء صينيين وبرغم أنهم كانوا يعملون ليلا ونهارا إلا أن عددهم كان محدود جدا والمتطلبات متزايدة باستمرار. فاستدعى الفريق حسن العمري رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حينذاك القائم بأعمال السفارة الصينية وقدم بواسطته طلبا إلى الرئيس ماو تسى تونغ ورئيس مجلس الدولة شو آن لاي لإرسال مزيد من الأطباء الصينيين إلى صنعاء بأسرع وقت ممكن. وعندما وصل التقرير إلى شو آن لاي أصدر فورا أوامره إلى مستشفى بكين لتكوين بعثة طبية وإرسالها إلى صنعاء بأسرع وقت ممكن. وتكونت هذه البعثة الطبية بسرعة مدهشة ووصلت من القاهرة بالطائرة إلى أجواء صنعاء وحاولت الطائرة أن تهبط عدة مرات ولم تنجح، فاضطرت أن تحلق وقتا طويلا لانتظار فرصة الهبوط ونجح قائد الطائرة الشجاع والماهر في الهبوط أخيرا. وباشر الأطباء الصينيون أعمالهم الإنسانية في يوم وصولهم إلى صنعاء وأدوا رسالتهم السامية برغم الظروف الصعبة والمخاطر الجسيمة والأعمال كثيرة.
استجابة لطلب القيادة اليمنية وافق الرئيس ماو تسى تونغ ورئيس مجلس الدولة شو آن لاى على إهداء كمية من الأسلحة الخفيفة إلى اليمن
دخلنا خطأ إلى الصحراء حيث تعرضنا لمخاطر عديدة ونجونا من الموت بأعجوبة بفضل مهارة السائق، ولكن لم نتمكن من الخروج من الصحراء لنفاد الوقود والماء
تلقيت رسائل تهديد تطالبنا بالخروج من صنعاء مثل الأجانب الآخرين الذين انسحبوا من صنعاء في بداية حصارها وإلا سنتعرض للموت

لقي موقفنا المؤيد للنضال العادل الذي خاضه اليمن كل التقدير من الحكومة اليمنية والشعب اليمني، ووجدنا صداقة قوية في كل مكان وفي أية لحظة، وجدناها عند القيادة اليمنية، وجدناها عند عامة الشعب، ووجدناها عند القوات المسلحة، ووجدناها عند القبائل، وأينما وصلنا تلقينا الترحيب الحار، وكل من التقينا به سمعنا منه ذلك الصوت المألوف"الصين تمام".ما زلت أتذكر بوضوح تلك الأحداث المثيرة التي وقعت مساء يوم2 ديسمبر عام 1967م حيث قامت القوات الملكية المرابطة بإحدى قمم جنوب صنعاء بقصف المطار الجنوبي والمناطق المحيطة به وسقطت ثلاث قذائف قرب السفارة الصينية مما أدى إلى كسر زجاج بعض النوافذ. ووصل هذا الخبر حالا إلى القيادة اليمنية التي أرسلت فورا وزير الأمن ووزير الداخلية وضباط الاتصال للقائد العام للقوات المسلحة إلى السفارة الصينية لتقديم المواساة والتعبير عن الرعاية.
لقد ظفر العسكريون والمدنيون اليمنيون بالجولة الأولى من معركة الدفاع عن صنعاء بعد قتال دموي استمر سبعين يوما، وحققت القوى الجمهورية الانتصار الحاسم لفتح طريق صنعاء في يوم 6 فبراير عام 1968م وعندما وصلت هذه البشرى إلى صنعاء خرج أبناء صنعاء عن بكرة أبيهم إلى الشوارع لتبادل التهاني وتجمع الناس في ميدان التحرير للرقص والغناء احتفالا بهذا النصر العظيم. وحينما وصلنا ميدان التحرير التف الناس حولنا وصافحونا بكل حرارة وشكروا موقف الصين وهتفوا بصوت عال "عاشت الصداقة اليمنية الصينية!" وفي الساعة السادسة والنصف مساء نفس اليوم وصل وزير الاقتصاد اليمني ومرافقه إلى السفارة الصينية لإبلاغنا رسميا عن هذه البشرى وقالوا لنا إن هذا النصر ليس للشعب المني فحسب بل للشعب الصيني أيضا وعبروا عن الشكر القلبي الذي تكنه الحكومة اليمنية والشعب اليمني للحكومة الصينية والشعب الصيني.
استجابة لطلب القيادة اليمنية وافق الرئيس ماو تسى تونغ ورئيس مجلس الدولة شو آن لاى على إهداء كمية من الأسلحة الخفيفة إلى اليمن في سبيل دعم النضال العادل للشعب اليمني. ووصلت هذه المجموعة من الأسلحة إلى ميناء الحديدة في شهر مارس عام 1968م ورافقت القائم بأعمال السفارة الصينية إلى الحديدة لإتمام إجراءات التسليم والاستلام وحضور الغداء الذي أقامه الفريق حسن العمري، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، للتعبير عن الشكر الجزيل على الدعم القيم الذي قدمته الصين إلى اليمن. وبهذه المناسبة قدم الفريق حسن العمري والشيخ سنان أبو لحوم، محافظ الحديدة، كمية من البن اليمني الممتاز الجودة هدية إلى الرئيس ماو تسى تونغ ورئيس مجلس الدولة شو آن لاى وغيرهما من القادة الصينيين وقالوا لقائد الطائرة الصيني:"لازم تعطي حصتين للرئيس ماو."
برغم أن الجمهوريين كسبوا الجولة الأولى من معركة الدفاع عن صنعاء ظلت القوى الملكية متشبثة بضواحي صنعاء وبدأ الشيء المقلق يطفو على سطح الماء، وهو أن الخلافات بين صفوف الجمهوريين أضحت تزداد حتى تكاد تنفجر الأمر الذي زاد الموقف تعقيدا. وشعرنا أن شيئا ما سيحدث. درسنا الموقف وقررنا أن نعطي صورة واضحة للمؤسسات الصينية الموجودة في صنعاء عن الوضع القائم وتطوراته المرتقبة حتى تستطيع أن تضع الترتيبات اللازمة للتعامل مع الأمور قبل أوانها.
خرجت والسائق مع القائم بأعمال السفارة إلى المؤسسات الصينية بعد ظهر يوم 23 أغسطس عام 1968م، وفي عصر ذلك اليوم وصلنا إلى مكتب وكالة أنباء شينخوا، وأسرعنا في العمل واعتذرنا عن قبول دعوتهم للعشاء لأننا أردنا أن نرجع إلى السفارة قبل الظلام. ولكن سمعنا أصوات تبادل إطلاق النار عندما خرجنا من المبنى، فأصبحنا نعي بوضوح أن الاشتباكات المسلحة بين صفوف الجمهوريين قد انفجرت في داخل صنعاء. فاضطررنا أن نرجع إلى داخل المبنى واتصلنا حالا بجهات عديدة تلفونيا لمعرفة الحادث. وأكدت كل المعلومات أن اشتباكات واسعة تدور في معظم أنحاء صنعاء ولا أحد يستطيع أن يتنبأ متى ستنتهي هذه الاشتباكات. واتصلنا بالسفارة وقلنا لهم إننا نحاول أن نرجع إلى السفارة في أسرع وقت ممكن.

أسدلت الليلة أستارها بيد أن تبادل إطلاق النار ما زال مستمرا وزاد القلق عند القائم بأعمال السفارة بحكم أنه المسئول الأول حينئذ للسفارة وبقية المؤسسات الصينية الموجودة في اليمن ومن المفروض أن يبقى في موقع قيادته لمعالجة أية مشكلة في مثل هذه الأحوال الاستثنائية بالذات. فقال لي يجب أن نرجع إلى السفارة الآن مهما كانت المخاطر ووافقته فورا. ودرسنا بجدية الموضوع وقررنا أن نرجع بالأقدام بدلا من السيارة نظرا لأن الطريق أصبح مقطوعا وربما تتعرض السيارة لأخطار أكثر إذا استخدمناها. ووزعنا أدوارنا وسرت في الطليعة لأني أفهم اللغة العربية والقائم بالأعمال في الوسط والسائق في المؤخرة. من أجل تقليل المخاطر سرنا على جوانب جدران البيوت تحت ضوء القمر بعد انطفاء أنوار الشوارع وسمعنا أزيز الرصاص ودوي المدافع فوق رؤوسنا بين حين وآخر وأحسسنا بوجود شظايا القنابل تحت أقدامنا. رغم كل ذلك، واصلنا سيرنا إلى الأمام حتى قرب منزل البعثة الطبية الصينية بجوار المنزل السابق للعميد مجاهد أبو شوارب القائد العام للقوات الشعبية في تلك الفترة ووجدنا في سطح منزله مجموعة من العساكر؛ سألونا "من أنتم؟" وأجبت فورا"نحن الصينيون" فقالوا"أنتم أصدقاؤنا، نحميكم." هكذا رجعنا سالمين إلى السفارة في الساعة التاسعة مساء.
ظلت الاشتباكات مستمرة ولكن التغيرات الدرامية حصلت بعد منتصف الليل إذ توقف تبادل إطلاق النار فجأة في صنعاء ولكن معركة أخرى اندلعت في الجهة الشرقية من صنعاء. وعرفنا أن القوى الملكية شنت هجوما قويا على قمة جبل نقم مستغلة فرصة الاشتباكات داخل صفوف الجمهوريين. وفي هذه اللحظة الخطيرة أجمع الجمهوريون على وقف تبادل إطلاق النار فيما بينهم واتجهوا جميعا إلى صد هجوم القوى الملكية وأجبروها على التراجع فأصبح الموقف في صنعاء هادئا عند فجر اليوم التالي.
لم ننم في تلك الليلة ولو دقيقة واحدة، ومع الصباح الباكر تحركنا لمعرفة أحوال المؤسسات الصينية في صنعاء ووجدنا أن كل الصينيين سالمون لم يتعرضوا لأي أذى إلا أن بعض الممتلكات خربت وتهدم أحد منازل الأطباء الصينيين قرب السفارة الصينية وسألناهم عن أحوالهم، أخبرونا أنهم كانوا يعملون في المستشفى أثناء الاشتباكات، ورجعوا إلى المنزل عند الفجر بعد وقف إطلاق النار وأخذوا ثلاث ساعات للنوم ثم قاموا من النوم ليستأنفوا أعمالهم في المستشفى لإنقاذ وعلاج المرضى والجرحى ولقوا بأعمالهم كل التقدير والاستحسان من قبل جميع الأصدقاء اليمنيين.
ظلت الصداقة الصينية اليمنية تتطور وتقوى مع مرور الأيام بحكم موقف الصين المؤيد لليمن وأعمال الصينيين الذين شاركوا أبناء الشعب اليمني في نضالهم العادل الأمر الذي أغضب شرذمة من القوى المعارضة فحاولت هذه الشرذمة إثارة القلاقل وتخريب الصداقة الصينية اليمنية. في صيف عام 1968م تلقيت عدة رسائل تهديد تطالبنا بالخروج من صنعاء مثل الأجانب الآخرين أو الذين انسحبوا من صنعاء في بداية حصار صنعاء أو قبل ذلك وإلا سنتعرض للموت المحدق وقالوا في هذه الرسائل أنهم سيطلقون علينا النار الحمراء، ووجدت حلقة من الرصاص في إحدى هذه الرسائل، وتلقيت بعض المكالمات بمثل هذه المعاني للتهديد.
كنا على وعي تام بدوافع هذه التهديدات واتخذنا الإجراءات الضرورية لمواجهتها. وطلب القائم بأعمال السفارة الصينية مقابلة مع وكيل وزارة الخارجية اليمنية لإثارة هذا الموضوع موضحا أن الصين تعمل على تطوير الصداقة الصينية اليمنية وتأييد النضال العادل للشعب اليمني وعدم التدخل في الشئون الداخلية لليمن مطالبا الحكومة اليمنية أن تنتبه للمؤامرة التي حاكتها شرذمة من المعارضين لتخريب الصداقة الصينية اليمنية. وأكد مسئول وزارة الخارجية اليمنية أن العمل على تدعيم وتطوير الصداقة اليمنية الصينية هو سياسة ثابتة للحكومة اليمنية وتستهدف أعمال هذه الشرذمة في صنعاء القيام بالاستفزاز ضد الحكومة اليمنية وبذر بذور الشقاق بين اليمن والصين حكومة وشعبا ولن تنجح هذه المؤامرة وستعمل الحكومة اليمنية على كشف هذه الشرذمة وإنزال عقوبة شديدة بأي شخص يحاول أن يسئ للعلاقات اليمنية الصينية.

وفي مساء يوم 30 سبتمبر عام 1968م أقام القائم بأعمال السفارة الصينية حفل استقبال في دار السفارة بمناسبة العيد الوطني للصين وحضر هذا الحفل القاضي عبد الرحمن الأرياني رئيس المجلس الجمهوري وعدد كبير من المسئولين الكبار المدنيين والعسكريين، وألقى الأرياني كلمة ارتجالية أثنى فيها على المساعدات التي قدمتها الصين إلى اليمن وأشاد بعلاقات الصداقة والتعاون بين اليمن والصين مؤكدا أن الاستعمار هو العدو المشترك للشعبين اليمني والصيني. ونشرت صحيفة الثورة مقالات كثيرة بقلم الأستاذ محمد الزرقة وغيره من الصحفيين القديرين للإشادة بالصداقة التاريخية والمتطورة بين اليمن والصين. وكانت إدارة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة ترتب لنا الزيارات وعرض الأفلام الحربية الصينية في وحدات القوات المسلحة وكان الصديق نعمان المسعودي يرافقنا دائما مما عزز صداقتنا مع القوات المسلحة اليمنية.
بعد جولات متكررة من اختبار القوة لمدة أكثر من سنة أحرزت القوى الجمهورية النصر الحاسم في الميدان العسكري. ثم بدأت المفاوضات السياسية بين الطرفين الجمهوري والملكي اللذين توصلا إلى اتفاق الهدنة والصلح فيما بينهما بوساطة سعودية في شهر مايو عام 1970م حيث عقد حفل الصلح في حرض؛ المدينة اليمنية المحاذية للمملكة السعودية. وبدعوة من العقيد أحمد الرحومي، وزير الداخلية آنذاك، سافرت بالسيارة مع مراسل وكالة أنباء سينخوا والسائق إلى حرض مرورا بالحديدة لحضور حفل الصلح. ولسوء الحظ ضللنا الطريق عند العودة من حرض إلى الحديدة في الليل. ودخلنا خطأ إلى الصحراء حيث تعرضنا لمخاطر عديدة ونجونا من الموت بأعجوبة بفضل مهارة السائق، ولكن لم نتمكن من الخروج من الصحراء لنفاد البترول والماء. وفي اللحظة الخطيرة أنقذنا أصدقاؤنا من وحدات الإشارة للقوات المسلحة اليمنية التي كلفت للبحث عنا طوال الليل وساعدتنا على الخروج من الصحراء عند الفجر فقدمنا الشكر الجزيل لهم ولن ننسى هذه الرعاية.
برغم أن هذه الحكايات أصبحت قصصا قديمة إلا أن معركة السبعين يوما في فترة حصار صنعاء تبقى خالدة كمجد وفخر وملحمة للشعب اليمني في سجل تاريخ اليمن المعاصر وتبقى كذلك خالدة كمعلم تاريخي لعلاقات الصداقة بين الصين واليمن. وظل الأصدقاء اليمنيون يقدرون كل التقدير موقف الصين ومشاركة الصينيين في هذه المعركة في صنعاء.
في أثناء زيارته التاريخية إلى الصين في أواخر سنة 1987تحدث الرئيس علي عبد الله صالح في بكين حول هذا الموضوع ومنح الأوسمة لبعض الصينيين الذين شاركوا الشعب اليمني في معركة الدفاع عن صنعاء.
عينت قنصلا عاما لجمهورية الصين الشعبية في عدن ومارست مهامي في هذا المنصب ابتداء من مارس عام 1995م. وفي يوم 8 فبراير عام 1997م الذي صادف أول يوم لعيد الفطر المبارك شارك الرئيس علي عبد الله صالح شارك أبناء الشعب في عدن في هذا العيد السعيد واستقبل المهنئين من مختلف الأوساط في القصر الجمهوري وحضرت هذه المقابلة وعندما تقدمت إلى الرئيس قدمني إليه كل من الدكتور محمد سعيد العطار، نائب رئيس الوزراء ووزير النفط والأستاذ طه أحمد غانم، محافظ عدن، باعتبار أنني شاركت في معركة السبعين يوما وأكدت لفخامته هذه الحقيقة.
وبعد ذلك بثلاثة أشهر، عينت سفيرا لجمهورية الصين الشعبية لدى الجمهورية اليمنية وقدمت أوراق اعتمادي إلى الرئيس علي عبد الله صالح في يوم 21 سبتمبر عام 1997. قلت لنفسي لقد مضت ثلاثون سنة كاملة منذ وصولي إلى صنعاء للمرة الأولى حتى مارست مهامي كسفير للصين في اليمن. وبرغم التغيرات الهائلة التي حدثت في صنعاء في هذه الفترة التاريخية إلا أنني لاحظت أن آثار ومعالم معركة السبعين يوما لا تزال باقية وسمي أكبر ميدان بصنعاء بميدان السبعين حيث تقام احتفالات جماهيرية وعروض عسكرية وسجلت الموسوعة اليمنية والكتب والمجلات اليمنية هذه الأحداث كملحمة تاريخية لتبقى مشرقة جيلا بعد جيل.
التقيت بالأصدقاء القدامى الذين اشتركوا في معركة السبعين يوما مثل الأستاذ عبد العزيز عبد الغني والشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والعميد مجاهد أبو شوارب والأستاذ محسن العيني والقاضي عبد السلام صبره والدكتور محمد سعيد العطار والعميد أحمد الرحومي والعميد حسين المسوري والعميد حمود بيدر والعميد عبد الحميد الحدى والعميد علي عبد الله السلال والعميد علي هاشم عون والعميد درهم نعمان واللواء محمد ضيف الله محمد والمفتي أحمد زباره والسفير عبده عثمان ومعالي الوزير علوى صالح السلامي والأستاذ أحمد العفيفي والشيخ سنان أبو لحوم والمهندس عبد الله الكرشومي والأستاذ محمد الزرقة والعقيد نعمان المسعودي والعميد محمد طريق والشيخ عبد الله الثور والعميد محمد الخاوي والأستاذ محمد الحيمى والشيخ علي سعيد وغيرهم من الأصدقاء. إنها أيام لا تنسى.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024