الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:39 ص - آخر تحديث: 12:34 ص (34: 09) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - الدكتورة ابتهاج الكمال- رئيسة منتدى القيادات النسوية
المؤتمرنت- د. ابتهــاج الكمــال -
أخي الرئيس..(والله يحب المحسنين)!
عندما نتحدث في السياسة ويمر الذكر بعهد فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بات مألوفاً لدينا أن نرجع أي قرار سياسي أو توجه جديد إلى مهارة الرئيس ، وبُعد نظره ، وحنكته السياسية التي يتداول بها القضايا الوطنية المختلفة ، وأمور أخرى تؤكد أننا أصبحنا مهنيين أكثر من المعقول ، فصرنا نتجاهل الجانب الإنساني والأخلاقي في شخصية الرئيس علي عبد الله صالح ، ومدى انعكاسهما على بُنية القرار السياسي في الجمهورية اليمنية.
إن الأفق الأول الذي تتبلور عليه كل المواقف ، والقرارات ، والاتجاهات السياسية عند رئيس الجمهورية ظل على الدوام هو أفق القيم الإنسانية ، والمُثل الأخلاقية المتأسسة بواقع الخلفيات العقائدية الدينية ، والتراث الثقافي اليمني ، والقيم والعادات النبيلة المتداولة لدى أبناء الشعب اليمني ، والمكونة لهويتهم الحضارية عبر التاريخ البشري.. لذلك فهو يرى الوطن كله على أنه بيته الكبير ، والشعب بأكمله على أنهم أهله وأسرته الكبيرة التي لا ينبغي المفاضلة بين أفرادها بغير العمل الأصلح ، والأفضل.
ومن هذا المنطلق لم يكن الرئيس علي عبد الله صالح قادراً على التخلي عن بعض أبناء الوطن ممن يقعون في الخطأ ، ويرتكبون ما ينتهك القانون ، أو يسيء للوطن – خاصة عندما يتعلق الأمر بمواقف يتخذونها على أساسٍ من خلفيات ثقافية متطرفة ، أو أفكار مضللة ، أو تعصّب مبني على جهل وتخلف.. فالأخ الرئيس – هنا – نجده يتأسى لأن هناك من يقع في الخطأ ، ويعرّض الآخرين للضر أو الخطر ، لكنه في نفس الوقت يدرك جيداً أن المسيء إن تُرك بغير نصح ، وتوجيه ، وإصلاح قد يتحول الى شخص شرير ، ويتمادى في ارتكاب المعصية والإضرار بالغير! أما إذا وجد من يقف الى جانبه على قاعدة ( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) ، التي أمر بها سيد البشرية، نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم" - بإعانة المسلم على الارتداد عن الخطأ حين يكون ظالماً- فأن ذلك من شأنه أن يجعله إنساناً صالحاً ، ومواطناً نافعاً لأهله ، وبلده.
حين يكون الرئيس قادراً على الإتيان بالعقوبة بجَرَّة قلم ، فيستبدلها بالعفو ، فإن ذلك ذروة الشجاعة ، والشهامة.. وذلك هو الإيمان الحقيقي الذي يجب أن يتحلى به كل من قرأ القرآن الكريم ، وتلى :( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).. أوليس "الدين معاملة" !؟
أنها ليست المرة الأولى التي يُصدر فيها الأخ رئيس الجمهورية قرار عفوٍ عمّن هم متورطين بشأن متصل بالسياسة ، والقانون ؛ بل أن الأمر يتكرر كل عام وكل مناسبة .. في الوقت الذي كلنا يعلم أن السياسة لدى معظم دول العالم تمثل خطوطاً حمراء ، وأن التمرد على سيادة الوطن ، أو الثوابت الوطنية يواجه في تلك البلدان بالتعذيب في السجون ، والإعدامات ، وأحياناً السحل في الشوارع ، والتعليق على أعمدة الكهرباء- مثلما نسمع ذلك فيما تردده وسائل الإعلام الخارجية ، أو يقصه البعض.
ربما من الصعب أن نجد بلداً نامياً – بمثل ظروف اليمن- ليس فيه معتقلاً سياسياً واحداً ، رغم أننا نتصرف أحياناً بجهالة في حقوقنا الديمقراطية ، ويتجاوز بعضنا حتى حدود الآداب العامة في تناوله للشأن السياسي الداخلي .. لكن القيادة السياسية تعلم أن ذلك جزء من واقع ، وموروث ثقيل سيزول بمرور الزمن ، وبمزيد من الجهود الحكومية والمدنية التي تتبناها الأحزاب والمنظمات على صعيد التعليم ، والتوعية الثقافية، والديمقراطية ، والحقوقية وغيرها مما يجعلنا أكبر وعياً بحدود ممارساتنا للحريات العامة.. واعتقد أن القيادة ما كانت لتتحاشى الاصطدام بكل صغيرة وكبيرة لولا أنها تجد نفسها جزءً من هذا الشعب ، تستوعب همومه ، ومعاناته ، ومشاكله ، وتتحسس مدى تأثير كل ذلك على الانفعالات الوجدانية لكل فرد منه.
إن هذه الحقيقة تكشف لنا سرّ تشبث الرئيس علي عبد الله صالح بممارسة حقه الدستوري في العفو ، والذي هو منطلق إنساني وأخلاقي متصل بالانتماء الوجداني للشعب اليمني وعقيدته السمحاء ، وتراثه الثقافي ، والإنسانية - قبل كل شيء..
عندما يصدر الأخ رئيس الجمهورية عفواً عاماً عن كل الذين تورطوا في حرب الإنقصال عام 1994م ، فأنه ينطلق من كونهم أبناء اليمن الذين يمكن أن يدركوا حقيقة الخطأ الذي ارتكبوه بحق الوطن والشعب ، ويمكن أن يندموا ويحاولوا مسح تلك النقطة السوداء بمزيد من العمل والعطاء لبناء اليمن ، وتنميتها.. وعندما يصدر الرئيس عفواً عن المتورطين في فتنة الحوثي بصعدة ، فلأنه يعلم أن أبناء محافظة صعدة كانوا ذات يوم سنداً للثورة اليمنية ، ولم يعرفهم التاريخ بأنهم دعاة فتن أو مذهبية أو غير ذلك مما تحاول بعض الأقلام الحاقدة تأجيج الفتن من خلاله..وعندما يعفو الرئيس عن المتورطين بأحداث الشغب والتخريب ، فأنه يعلم أن الجهل قادر على هدم أوطان بأكملها ، وأن المتورطين كانوا ضحية تعبئة إعلامية غير مسئولة ، وأن ليس بين اليمنيين من يرغب بتخريب بلده بيده مهما بلغ به الحال !
يقيناً أن المنطق السياسي السليم لتحليل الأمور واستيضاح الأحداث وجد في القيم السمحة التي يتحلى بها الأخ الرئيس قريناً متوافقاً مع ما ينبغي على الراعي لهذه الأسرة اليمنية الكبيرة فعله مع أبنائه.. نابذاً القطيعة ، ونابذاً أن يكون سوء التدبير مبرراً لخلق هوة كبيرة بين أبناء الوطن ، فتتحول بمرور الوقت وبفعل الحاقدين على اليمن وشعبها الى خندقاً شاسعاً يبدد الأمن والاستقرار ، ويحرم الأجيال من مستقبل قد يرتقي بهم الى حياة كريمة ، لامهانة فيها ، ولا ظلم ، ولا تشطير .
لقد كظم الأخ الرئيس غيظه .. وعفا وهو القادر على العقوبة .. وليس في أيدينا ما نهبه له ، غير أن نقول : ( والله يحب المحسنين) – أخي الرئيس.. هنيئاً لك حبُّ الله.. وهنيئاً لك حب شعبك وامتنانه.











أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024