ليس ضيّعة نتقاسمها • الوطن ليس ضيعة نتقاسمها أثلاث، أرباع، أثمان.. الخ، الوطن ليس شركة نشهر إفلاسها أو نفضها لاختلاف أطراف الشراكة فيها.. الوطن وطن الجميع.. الوطن أرض، انتماء، تاريخ قرون من التوحد تمتد وتتواصل في الدم والروح والعقل والمواقف... • واليوم وبعد مرور خمسة عشر عاما على إعادة وحدة الوطن سياسيا، لأن التاريخ يسبق الجغرافيا، فالتاريخ يقول: إن اليمن واحد أرضا وإنسانا، والجغرافيا قالت: إن اليمن شطران بسبب المرحلة الاستعمارية جنوبا، والإمامة شمالا. • الوطن ليس ضيعة، ومواطنوه ليسوا رعاعاً، ولا هم عبيد سخرة ملك زيد أو عمرو من الناس. الوطن وطننا جميعاً، وطن الوحدة التي هي خيار الشعب كل الشعب اليمني من أقصى الوطن إلى أقصاه دون تحديد. • .. لذا نقول: لا يحق لأحد الحديث عن الوطن وقضاياه، منطلقاً من مواطني الشمال أو مواطني الجنوب، أو ساكنيه في الشرق أو قاطنيه في الغرب.. الوطن بعد 22 مايو 1990م وطن يمني واحد، يحكمه دستور وقوانين وتنفذها مؤسسات يمانية لا تنظر في أدائها وتعاملها مع المواطن إلى موقع ولادته.. لكنها تتعامل من منطلق وحيد، وهو منطلق مواطنته كيمني ولا شيء غير ذلك. • وللتذكير نقول: إن كل محاولات أخذ وصاية دون توكيل للحديث باسم فئة، أو جماعة، أو منطقة، أو محافظة، أخذ وصاية بطريقة الحديث عن جنوب وشمال قد سقطت مرارا، سقطت وكان أكبر سقوط لها هزيمة مؤامرة الانفصال التي واجهها الشعب اليمني كله في ملحمة وطنية قل وجود مثيل لعظمتها.. ومنذ يوليو 1994م حتى الساعة سقطت وتسقط كل محاولات التصدي لدولة الوحدة ومؤسسة الحكم فيها من خلال التلويح بالحديث عن شمال وجنوب.. عن حقوق أبناء الجنوب على حساب أبناء الشمال والعكس. • إن الوحدة التي قامت وقامت معها الديمقراطية كخيار وطني وسياسي وحيد، وسبيل أنجع لتحقيق المبدأ السلمي لتداول السلطة عبر صناديق الانتخابات العامة والمباشرة والنزيهة والحرة، وبذلك كفلت الوحدة والديمقراطية الحق كل الحق للجميع من أجل المشاركة في صنع القرار واتخاذه.. كفلت للشعب وحدة أن يكون صاحب السلطة ومصدرها.. وبذلك يحق للجميع المشاركة في بناء مؤسسات الدولة من خلال المشاركة فيها عبر الانتخابات العامة، كأحزاب سياسية ومؤسسات مجتمع مدني وهيئات ونقابات وصفوة مثقفة.. إلخ، وبذلك تسقط أي حجج وكل حجج للحديث عن أبناء الشمال أو أبناء الجنوب وحقوقهم واستحقاقاتهم.. باعتبار أن المواطن ممثل من خلال نوابه من مجلس النواب والمجالس المحلية.. والأحزاب.. الخ فلا داعي لممارسة وصاية على من هو واصٍ على نفسه. • والخلاصة. الوطن توحد في 22 مايو 1990م ونحن اليوم نعد العدة للاحتفال بالذكرى الخامسة عشر للوحدة التي تحتضنها حضرموت الخير.. فعيب أن يطلع علينا كائن من ليتحدث عن زمن ما قبل الوحدة.. عيب أن نرجع وبعد خمسة عش عاما لأسطوانة الشمال والجنوب المرمية في برميل التشطير الوسخ. أخيرا.. كل عام ووحدتنا أبقى وأقوى وأعز. |