يــــوم استثنائــــــي ! اثنان وأربعون عاماً على انطلاق شرارة الحرية من جبال ردفان الشماء التي سرعان ما تحولت إلى مشاعل أضاءت عدن وأحرقت صلف المستعمر وجبروته. امتزج دم اليمنيين إناثاً وذكوراً من مختلف بقاع الوطن: شماله وجنوبه، شرقه وغربه بتراب الوطن فلم يعد للإمبراطورية - التي لا تغرب عنها الشمس - مكان في اليمن فحملت أمتعتها إلى غير رجعة، وبقيت إرادة التحرر جبارة بعزيمة الأبطال الذين لم يروا مدافع المستعمر ولا مجنزراته، ولا معتقلاته، وإنما رأوا غد اليمن مشرقاً بالحرية وبالوحدة. واليوم يستقبل كل شبر في اليمن عظمة الذكرى بعظمة الإنجازات الوحدوية والمسيرة المباركة.. الحرية والديمقراطية والنهضة التنموية قناديل الفرح التي ترفعها اليمن من أقصاها إلى أقصاها في حضرة أولئك الأحرار الذين سطروا بدمائهم أسفار الخلود لهذه الأمة وأضاءوا بتضحياتهم طريق اليوم. اليوم تحتفل اليمن بثورتها التي أبرقت قبل (42) عاماً، وصارت مناراً؛ إنه يوم استثنائي ينبغي أن تسموا النفوس أمامه حتى تبلغ درجة ما من ارتفاعه الشاهق. يوم يحمل الفرحة والذكرى.. عبق الشهداء، وعطر دمائهم التي انسكبت ذات يوم فارتوت الحرية، وأنجبت أشجارً باسقة تفيء ظلاً وحباً، وعناقيد خير. وحدة قوية متماسكة، وديمقراطية أنجبت خمس تجارب انتخابية ناجحة ، تنمية شاملة ومستمرة، يقود رِكَابها رجل قاتل لنصرة الثورة في الأوقات العصيبة بنكران ذات، دون تقوّل، وشهدت منه مواقع البطولات شجاعة وبأساً وجسارة. وها هو القائد الأنجح للثورة والتنمية الرئيس علي عبدالله صالح يواصل السير في ذات الدرب الذي سار فيه المناضلون الأول، وها هو الوطن اليوم يتفيأ ظلال الإنجازات التي يتعذر إغفال حقيقتها الرابضة ملء الواقع والوجدان. إن الارتفاع إلى مصاف عظمة هذا اليوم يتطلب كبت غرائز المكايدة، وفتح الأعين على نور الصورة الذي يشع بهاء ساطعاً في كل نقطة من جسد الوطن الموحد.. لم ترحل الإمامة والاستعمار وحسب، بل التخلف ووهن الجهل، وكسرت شوكة البؤس والعبودية. تحية لكل مناضلي الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر الرحمة والغفران لشهدائها الأبرار.. |