الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 05:21 م - آخر تحديث: 04:27 م (27: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - نزار العبادي - كاتب وباحث وصحافي
المؤتمر نت - بقلم : نزار العبادي -
المُراهنــون على المَقابــــر
وجد الزعيم جمال عبد الناصر عقب أحداث النكسة أن بين القادة العسكريين من يسهب الحديث عن النكسة كلما سنحت لهم فرصة ، فصار ينصح قائلاً : ( هناك من يطيل البقاء في الماضي حتى يصبح جزء منه ، وتسيطر عليه مخاوفه ، لكن ثورة مصر لم تنتصر إلاّ بعد أن تعلم شعب مصر من تجارب الماضي أن يجعل المستقبل نصب عينيه ، لأن المستقبل مليء بالأمل...)!

يبدو أن بعض القوى الموصوفة بـ( التقدمية ) لم تتصفح جيداً دروس المعلم عبد الناصر لتدرك أن لا جدوى من التفكير بأثر رجعي ، ونبش الماضي ، واستنفاذ التفكير والجهد في مراجعة حساباته ، والانهماك في مخاوفه ، وعُقده مادام المستقبل هو الأوفر أملاً ، وفرصاً للنجاح !

إن من سُنن الشعوب أن تناضل ، وتكافح ، وتضحي من أجل تحقيق تطلعات وأماني تؤسس غد أجيالها القادمة ؛ لكن لم يسبق لشعب على وجه الأرض أن ناضل في سبيل استعادة عظام بعد أن حولها خالقها إلى رميم – حتى ولو كانت لنبي أُنزلت عليه ملائكة الرّب كتاباً سماوياً مقدساً.

يبدو أن بين القوى السياسية (التقدمية) القومية في اليمن من حبب لنفسه الانقلاب على القومية ذاتها ، وأعجبه مشهد محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، فاستلهم في اليوم الثاني تماماً منها لقطة مطالبة أهالي (الدجيل) بمسائلة صدام عن مصير رفاة من أعدمهم من أولئك الذين أطلقوا النار ذات يوم على موكبه الرئاسي .. فلم يجد بعض القوميين اليمنيين بُداُ من اقتفاء أثر سيناريوهات الاحتلال ، ومحاكاة ثقافة أولئك الذين دخلوا قصور الرئاسة على ظهور مدرعات (الهامر) وأباحوا دماء شعبهم للموت القادم من شتى بقاع العالم ؛ فصاروا يطالبون بإعادة فتح ملفات ما قبل أكثر من ربع قرن ، ويدعون لنبش مقابر الموتى بحثاً عن انقلابيين نفذ القضاء بحقهم حكم الإعدام عسى أن ينوبوا عنهم اليوم في التغيير السياسي !!

للمرة الأولى أعرف أن القوميين في اليمن يقفون في الخندق المناوئ لصدام ، ويؤيدون مطالب أهالي (الدجيل) في محاكمة صدام على إعدامه الذين حاولوا اغتياله أبان الحرب مع إيران .. وأنهم قرروا السير على خطاهم – ولم يعد يهمهم أن العراق بفضل سياسة نبش القبور يغوص اليوم في مستنقع الإرهاب ، ويسر قدماً على طريق التشطير ، لينسف كل آمال الأمة في وحدتها العربية المنشودة!

ربما هو المفارقة الأغرب في الديمقراطية اليمنية أن الإسلاميين يلهثون خلف التحالف مع الولايات المتحدة ، والتقدميين ينادون بالعودة إلى ما قبل أكثر من ربع قرن ، وبدأ العمل السياسي من هناك بعد إيقاف مسيرة الحياة اليمنية لتنهمك مؤسسات الدولة وأجهزتها في نبش القبور ، ودراسة ملفات تلك الفترة ، وإعادة كتابة التاريخ مجدداً – ولو بمساعدة الخارج !!

لا أدري بأي منطق تفكر بعض القوى السياسية لتحسب الأمور على ذلك النحو ، لكن ما أعرفه أن الملفات اليمنية الساخنة التي تندرج في إطار سياسة نبش القبور أخطر من أن يستوعبها عقل بشري سليم لو كان البعض مؤمناً فعلاً بأنه على حق في مطلبه.

فمن يريد نبش القبور عليه أولاً أن يسأل نفسه : ماذا لو طالب البريطانيون بحق مماثل فيمن قتل جنودهم في اليمن ؟ وماذا لو طالب من كانوا ملكيين بحق مماثل فيمن أطاحوا بعروشهم ؟ وماذا لو طالب ضحايا حروب التشطير بالاقتصاص من الجناة ؟ وماذا لو طالب أهالي آلاف الضحايا في مجزرة 13 يناير 1986م بالاقتصاص ممن أطلق الرصاص على أبنائهم ؟ وماذا لو طالب بعض الاشتراكيين بحق مماثل في نبش أرض عدن بحثاً عن رفاة عبد الفتاح إسماعيل ، ومحاكمة الجناة ؟ وماذا لو انقسم اليمنيون فرقاً ، بعضهم ينشد إعادة التحقيق في اغتيال الرئيس الحمدي ، وآخرون في اغتيال الرئيس الغشمي ‘ وفصيل ثالث في اغتيال الرئيس سالمين !؟ وماذا .. وماذا .. وماذا..!؟

فيا ترى كيف ما زال البعض يؤمن بأن سلام ، واستقرار ، وتقدم ، ووحدة اليمن في مراجعة ملفات الماضي بينما تاريخنا الماضي تملؤه الهموم والمآسي ، ونحن لا نريد أن نطيل البقاء في الماضي ، فنصبح ماضي – على حد تعبير الزعيم عبد الناصر- فنضيع جميعاً ويضيع أجيالنا من بعدنا !؟

كم هو مؤلم أن نجد أنفسنا تائهين في حسابات الماضي ، ونتجاهل حقيقة أن غيرنا حين أستهوى لعبة "المقابر الجماعية" ، وانغمس في تصفية حساباته القديمة ، كان هناك من يتربص لشغل الفراغ الذي خلفه، والانتقام بإحراق وطن بشعبه ، وتاريخه ، ومقدراته الإنسانية !!

أليس " المستقبل مليء بالأمل " ، أم أن هناك من يشك أن عبد الناصر كان مدرسة الأمة في العمل السياسي !؟

[email protected]










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024