صمّـام الشراكـة اليمنيـة - الدوليـة

السبت, 05-نوفمبر-2005

المؤتمر نت - ليست مصادفة أن تتكلل جميع جولات الرئيس إلى الدول الصديقة بالنجاح، وأن يحظى..

بقلم : نـزار العبـادي -
صمّـام الشراكـة اليمنيـة - الدوليـة
في غمرة انهماك الجميع بأفراح العيد تأتي جولة العمل التي يقوم بها رئيس الجمهورية إلى طوكيو، وباريس، وواشنطن لترسيخ اليقين بأن قيم العمل والتضحية ينبغي أن تتصدر أولويات العمل السياسي الوطني، وأن الإحساس بأمانة المسئولية يجعل مصالح الشعب تتقدم حتى على الحق الإنساني للقائد في التمتع بإجازة، أو أن يكون بين ذويه في يوم عيد مُشرَّع بكتاب سماوي.
إن تلك القيم بقدر تمثيلها لسر تحّول الشعب اليمني إلى الحياة الكريمة التي ينعم بها اليوم، باتت – على الصعيد الآخر – صمام ثقة المجتمع الدولي بالرئيس علي عبدالله صالح، ومنطلق الرهان على نظامه السياسي في تعزيز أمن وسلام واستقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب، والقرصنة، وفي تنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان ومساعدة البلدان النامية في التحول إلى ممارساتها الواعية.
ليست مصادفة أن لا نجد في ملف العلاقات اليمنية الخارجية صفحة توتر أو خلاف مع أي دولة.. وليست مصادفة أن تتكلل جميع جولات الرئيس إلى الدول الصديقة بالنجاح، وأن يحظى خلالها بحفاوة الاستقبال، والتجاوب مع كل ما حمله إلى تلك البلدان.. ذلك لأن السياسة الدولية لا ترسم خطوطها على شعارات ترددها أجهزة الأنظمة الإعلامية، ولا على خطابات ترويجية، وتصريحات، وأماني سياسية؛ بل على ممارسات عملية، وأفعال تترجم هوية النظام السياسي، وتوجهاته، وتكشف عن مدى مهارته في الحكم، ومصداقيته في الالتزامات التي تقطعها الدولة على نفسها.
ومن هنا كانت الأعوام الأولى من عهد الرئيس علي عبدالله صالح كفيلة بتأكيد مدى الحكمة التي يتمتع بها، وحجم الإخلاص للمسئولية التي تحملها في ظرف عصيب، وطبيعة توازن، ووضوح سياسته الخارجية – التي سرعان ما فتحت طريق واشنطن إلى صنعاء بالزيارة المبكرة (1986) التي قام بها جورج بوش - نائب الرئيس الأمريكي آنذاك، فضلاً عن توافد العديد من زعماء الدول الكبيرة الذين حرصوا على تأكيد رغباتهم بتوثيق العلاقات، وتنمية المصالح المشتركة مع هذا البلد الذي يحتل موقعاً استراتيجياً من العالم.
لا شك أن التحديات الصعبة التي واجهت اليمن في مراحل مختلفة من عهد الرئيس علي عبدالله صالح، والكيفية التي عالجتها بها، وتجاوزت منزلقاتها الخطيرة القيادة اليمنية كانت موضع إعجاب المجتمع الدولي، بالقدر الذي رسخ القناعة لدى قادة العالم بالثوابت الوطنية اليمنية، وبالضرورة الملحة لدعم النظام القائم ومساعدته على النهوض بمسئولياته في تنمية الاقتصاد، ومكافحة الفقر والأمية، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز مسيرة الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وتطوير قدراته الدفاعية والأمنية بما يجعل اليمن شريكاً دولياً في تجفيف منابع الإرهاب والقرصنة البحرية في ظل ما أكدته قيادتها السياسية من توجه حقيقي ومُبادر لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والدولي.
فلم تعد اليمن تواجه تحدياتها بمفردها، بل إن العالم كله يقف معها،ويسعى لتمكينها من التغلب على إمكانياتها المادية المحدودة إزاء الموروث الثقيل الذي خلفته العهود البائدة، لأن العالم أدرك حجم تأثير اليمن في إقليمها ، ومدى انعكاس الاستقرار فيها على المصالح العالمية.
ومع كل تلك التحديات والظروف الصعبة كانت اليمن السبّاقة في المنطقة إلى التحول الديمقراطي، والانفتاح على حريات الصحافة ، وحقوق المرأة ، والمجتمع المدني ، وغيرها من الخيارات التي حظيت بتقدير المجتمع الدولي وإعجابه بالجهود الحكيمة والسياسات الجريئة التي تنتهجها القيادة اليمنية .. ولعل ذلك هو سرّ حماس الرئيس علي عبدالله صالح للقيام بجولاته السنوية لعدد من الدول الصديقة لبحث المصالح المشتركة، ودعومات التنمية، فضلاً عن حشد الدعم السياسي الدولي للقضايا العربية المختلفة التي لا تنفك اليمن من اعتبارها جزء من همومها.
اعتقد آن الأوان للمجتمع الدولي لتقديم هذا الرجل - الذي لم يسبق أن عرفه العالم، يزور الخارج للاصطياف في أحد منتجعاته – لشعوبها كرمز للقادة المخلصين لشعوبهم، وأحد صنّاع السلام، والاستقرار البارزين في العالم، وتوسيمه بلقب "رجل الديمقراطية والسلام".

[email protected]