الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 09:57 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
افتتاحية
المؤتمر نت -
التســـول الإعلامـي والفقــر الحزبــــــــــي
ليس في ظاهرة التسول ما يثير الغرابة والدهشة- وإن هزت كبرياءنا بالحرج لبعض الوقت- فكثير من الدول المتقدمة التي تمنح القروض لثلثي بلدان العالم تعج بالمتسولين.. بل وباللصوص، ومدمني المخدرات، والعصابات وغير ذلك.. لكن يستحيل أن نجد فيها صحفياً واحداً يتضور قلمه جوعاً، وينتحب في كل سطر مما يكتبه شاكياً بأنه وأهل بيته يقتاتون قوت يومهم من براميل القمامة - كما تفعل بعض صحفنا الحزبية حين تمارس ديمقراطيتها الخاصة.
الغربيون يعتدون بأنفسهم، وبشرف مهنتهم، ويكابرون في الحديث عن شعوبهم كما لو بلغ الوصف بهم حداً يرتقي فوق البشرية، ويقترب من مثاليات الكمال، رغم أن بعض أئمة مساجدنا يحذرون من الاقتراب من عالمهم، ويصفونه بـ(المجتمع المنحل أخلاقياً).
في الطرف الآخر من العالم تبنت بعض القوى السياسية (الإسلامية) في صحفها الحزبية ترويج ثقافة التباهي بالأكل من براميل القمامة، ونهب الأموال، واللصوصية، وانهيار القيم الأخلاقية، والقتل والتشريد- كما لو كانت فضائلاً حميدة تُجمِّل صورة الإسلام والمسلمين – وكل يقينها أن ذلك لوناً من فنون معارضة السلطة ، ومنافستها ديمقراطياً ، ونهجاً سياسياً محنكاً لا يجاريها فيه حزب.
لكن أليس غريباً أن يقترن ذلك اللون من التباهي بأيام المناسبات والأعياد الوطنية والدينية ، وكلما احتفت اليمن بمنجز ما ، أو توجهت للقيام ببادرة معينة فيها مصلحة اليمن وشعبها !!
ففي هذه المواسم تجتهد تلك الوسائل الإعلامية كل الاجتهاد في تأليف القصص ورسم السيناريوهات فيما تُطلق عليه (استطلاع) لآراء مواطنين ، وإحصائيات ونسب استقتها من (مصادر مطلعة) ، و(شهود عيان) ، وغير ذلك من المسميات والأسماء الوهمية لكي تروّج عبرها التعميمات ، والتلقينات الصادرة من قياداتها التي فشلت في ممارسة مسئولياتها السياسية الوطنية فصارت تتذرع ، وتختلق المبررات ، والأكاذيب – متناسية أن اليمنيين كلهم يعرفون المثل الشعبي:( ذي ما تعرف تَعصِد تتعذر بالمٍحواش) !
فإذا كان من يصف نفسه بـ(حزب إسلامي) يروج للعالم الخارجي صور مزيفة للمجتمع الإسلامي، يجرده فيها من أبسط القيم الإنسانية- التكافل والتراحم بين الناس- فلماذا كل هذا اللوم على من يصف المسلمين بالإرهابيين..!؟ أليست تلك الصور كفيلة بأن تجعل غير المسلمين يعتبرون الإسلام في حكم المثاليات الأفلاطونية (والعياذ بالله)- التي لا وجود لقيمها بغير الكتب!؟ أم أن هذه الأقلام وقياداتها الحزبية تعتقد فيما تروج له أن فيه عزة الإسلام والمسلمين ، وأن اليهود والنصارى سيحترمون أمتنا لأن أبنائها يلتهمون قوتهم من براميل القمامة ، وحتى في أعيادهم الدينية – كعيد الفطر – يتجولون عراة ، جائعين لا يجدون أحداً يكسيهم أو يسدّ رمقهم ، لأن النصف الباقي من المجتمع هو ملة الفساد ، والاستبداد!!
وما دام واقع الحال كذلك – كما تعتقد بعض الأحزاب الإسلامية في اليمن- إذن أين تذهب أموال الزكوات والصدقات التي تجمعها جمعياتهم ، ومشائخهم في المساجد ، وفرقهم التي لا تكف عن طرق أبواب الميسورين ، والشركات ، والمتاجر ، والمغتربين طوال أيام العام !؟ ولمن أُعطيت تلك الملايين التي يتحدثون عنها في تقاريرهم وتصريحاتهم الصحافية ، ويقولون أن جمعياتهم الخيرية بذلتها في قيمة أغذية للفقراء والمساكين ، وإعالة للأيتام والأرامل ، وكسوة عيد ، وأضاحي ، وحقائب ، ونفقات طلاب جامعيين ..الخ ، طالما وأن الشعب ما زال على الصورة التي يصفونه بها ولم يتبدل من حاله شيئاً !؟
لا شك أن السر يكمن في إجابة تلك التساؤلات ؛ التي تكشف الحقيقة الكاملة لتلك القوى التي ما انفكت تتاجر بالفقراء والمساكين واليتامى والأرامل في كل محفل حتى زادتهم فقراً فوق فقرهم ، وتشرداً فوق تشردهم – فكل ما يُجمع بأسمائهم يدخل الجيوب ، والأرصدة ، ثم يتحول إلى عمارات ، وعقارات ، وسيارات فارهة ، ووكالات تجارية ، ومدارس ومعاهد خاصة ، ومستشفيات أهلية ، ومحلات لبيع العسل - تُقام بجوار المؤسسات الحكومية الحيوية.
فكيف استوى الحال بمن يدعي التقوى ، والأيمان ، والعفاف ، أن يرتضي لنفسه امتلاك كل هذه الثروات ، والمنشآت الخاصة، والسيارات الفارهة ، والعقارات وإخوانه المسلمين من أبناء بلده يقاسون الجوع والعري ، ويكابدون تلك الآلام التي تتحدث عنها استطلاعات صحيفةأحدالأحزاب (الإسلامية)، وغيره ممن يشحنون نفوس الناس بالغل والزيف ، ويصورون لهم أن الفقر والجوع لا يحدثان إلاّ في ظل الحكومات الفاسدة ، وينسون أن نبي الحق (صلى الله عليه وسلم) لم يحكم قط أمة ثرية ، وأن الفقر كان شائعاً آنذاك ، وأن الله عز وجل شرع في كتابه الحكيم مئات النصوص القرآنية الكريمة التي تعالج مشكلة الفقر، وتغرس التكافل الاجتماعي بين المسلمين !
أليست المطامع الشخصية هي وحدها من حملت بعض الخطباء على تحريض الناس في رمضان على منع بذل الزكاة للدولة ، والنصح بتقديمها لجمعيات أو أشخاص بعينهم ! أليست هي الخديعة الكبرى التي جعلت جميع القيادات الحزبية (الإسلامية) بمختلف مستوياتها تجاراً ، يرتادون المساجد بأحدث السيارات ! أم أن هناك من لا زال دون ذلك جراءً تعاطفه مع الفقراء واليتامى والأرامل وبذل أمواله لهم صدقات ليدخل الفرحة لقلوب أطفال اليمن الذين قالت صحيفة حزب (اسلامي) يمني أنهم لم يفرحوا بالعيد جراء البؤس الذي تعيشه اليمن!؟
نقولها بكل أسف- أن بعض الصحافيين أبوا أن يرتقوا بأنفسهم إلى مستوى الحقيقة الصادقة، وآثروا النزول بأقلامهم إلى أسواق التسول أسوة بالانتهازيين، والمتطفلين على قوت الفقراء والمساكين، وهم بهذا يجحدون بنعم الله عز وجل، القائل: (لئن شكرتم لأزيدنكم).. وأني ما أظن هذه الصحف المتسولة إلا ممتنعة عن شكر الله، ناكرة لفضله، فهوى بكرامة أقلامها درك المتسولين.
غريب جداً أن يجري الحديث عن شعبنا بهذه الصورة الشنيعة، ونحن من عرفنا العالم ببلد الإيمان والحكمة، وأهل الكرم، ومساجدنا طوال رمضان تغص بالمأكولات والمشروبات وتفتح أبوابها لكل من هب ودب للفطور بمعية إخوانه من مختلف شرائح المجتمع.. وبيوتنا لا تسكن لحظة في الساعة السابقة لأذان المغرب من تبادل الأطعمة مع الجيران وإهداء الأطباق العزيزة لبيوت من يشكون ضيق ذات اليد.. وما من سائل طرق باباً إلاّ وخرج بما يفيض عن حاجته.. ولولا ما يتصف به أبناء شعبنا من كرم وتراحم وحسن ضيافة لما أصبحت بلادنا ملاذاً آمناً لكل أبناء الأمة المنكوبين بالويلات، فصارت تغص بالأشقاء العرب من صوماليين وعراقيين وسودانيين ومصريين ومختلف الجنسيات الأخرى.
فواعجبي على من يدعي حمل راية الإسلام ولم يعمل بقوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث).. فإذا كان أبو ذر الغفاري (رضوان الله عليه) عندما نفي إلى الشام يخرج رغيفين من تحت بساط يتوسده، ويريها لرسول الخليفة الذي جاءه بهدية (معاوية) وهي ألف درهم، فيقول: (من قال لك أنني فقير، هذان رغيفان واحد ليومي والثاني لغدي).. سبحان الله.. هل عجز دعاة (الحركة الإسلامية) أن يتخذوا من هذا الصحابي الجليل قدوة لأنفسهم، فيقولوا الحمد لله .. انظروا الناس تتدافع أفواجاً إلى الأسواق، وانظروا لأبناء شعبنا كيف تتجمع بحلقات في المساجد وعيونهم على الداخل والخارج يتوسلون إليهم مشاركتهم الإفطار وكسب الأجر والثواب.. وهلموا إلى بيوتنا لتتعلموا كرم الضيافة العربية من أهلنا..!!
لا شك أنه الفقر الحزبي الذي يجد فيه البعض نفسه مهزوماً ، منبوذاً من الجماهير بعد أن عجز عن خدمتها بغير الإشاعات والادعاءات ، والخطابات ، والتصريحات التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع .. فأي تسول سياسي دنيء هذا الذي يجعل بعض الأحزاب تستجدي عطف الجماهير بتمريغ الكرامة بأوحال القمامة..!؟










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "افتتاحية"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024