الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 04:45 ص - آخر تحديث: 01:15 ص (15: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي
المؤتمر نت - .
المؤتمرنت- عبد العزيز الخضر -
تفجيرات الأردن: ماذا لو وجدت شخصيات إسرائيلية؟
هناك اختلاف بين أزمات كل من العراق والأردن وسوريا ولبنان وأي بلد عربي آخر، لكن تفجيرات الأردن يصعب عزلها عن حالة الفوضى والتوتر السياسي في هذا الجزء من المنطقة العربية التي يوحي مناخها الغامض أن المستقبل القريب سيحفل بكوراث متنوعة وتحولات سريعة.
الجريمة الأخيرة جزء من مسلسل العنف الأعمى الذي اتخذ مسارا تدميريا يربك أولويات هذه الدول السياسية والاقتصادية، ويشتت ذهنية المراقبين في محاولات فهم ما يحدث. إدانة مثل هذا العمل الإجرامي ليست كافية طالما أن هذه الأعمال تجاوزت مسألة تشويه المقاومة المشروعة كما هو هاجس الخطاب التبريري في منطقتنا للحفاظ على نقاء لفظة ومفهوم المقاومة المقدسة حتى وإن كانت فارغة من أي معقولية سياسية ودينية، إلى تشويه مصطلح الإرهاب ذاته، وضخ المزيد من القبح فيه بعد ان كان يحتفظ بلا أخلاقية محددة في فضاء الضرورات السياسية التي يمكن التكلف في استيعاب دوافعها. تجاوزت هذه الأعمال السقف الذي يدركه الكثيرون في الماضي عن سلوكيات الإرهاب التقليدية في تحقيق أهداف سياسية واضحة المطالب والرسالة والأهداف على أرض الواقع. قيل الكثير عن إدانة مثل هذه الأعمال ومع ذلك ما زالت هناك بقايا نضالية بائسة تبحث عن ملامح مقاومة شريفة في وسط هذا الركام الهائل من التدمير الذي كان ضحيته في العراق أكثر من سبعة وتسعين في المئة من الشعب العراقي، وكأن الهدف هو تحرير العراق من العراقيين.
الأكثر إشكالا هو أن نجد كثيرا من العقلاء والمثقفين العرب في سلسلة حججهم لمواجهة هذا التطرف الإرهابي ومحاولاتهم لتفريغ شعارات منظمات كـ«القاعدة» من أي قيمة نضالية طرح التساؤل عن عدم استهداف هذه العمليات اسرائيل والمصالح الخاصة بها. هذه الحجج المبسطة في اقناع الرأي الشعبي بعدم مشروعية هذه الأعمال ودناءتها كأنها تتضمن تحريضا لمثل هذه التنظيمات باستهداف اسرائيل، وأن قيامها بهذه الأعمال سيحولها مباشرة إلى تنظيمات وأفعال مشروعة. مثل هذا الطرح الذي يقدمه حتى المعتدلون يأتي غالبا بدوافع بريئة منهم لا يخلو من مغالطة وغباء سياسي. المغالطة تبدأ في محاولة التشكيك في مصداقية شعارات هؤلاء من خلال التلميح في ربط هذه التنظيمات بالشيطان الصهيوني طالما أنها لا تستهدفه مع تجاهل الصعوبات العملية في التركيز على هذه الأهداف المحصنة غالبا، ولجوئها إلى أهداف سهلة ومتاحة.
الخطورة السياسية في أن مثل هذا الطرح المحسوب على جبهة الاعتدال، أنه يمهد لثقافة سياسية شعبية خاطئة في خطورة المواجهة مع العدو خارج اطار الدولة المؤسسات المجمع عليها، فيبدو هؤلاء دون أن يشعروا في طرحهم وتساؤلاتهم عن عدم استهداف اسرائيل أو أمريكا، في خانة الخطاب المعزز للجهل السياسي الشعبي وأدوات التغيير في عالم اليوم، فهل العائق الأخلاقي في نظر هؤلاء المنظرين هي نوعية الأهداف فقط أم الحكم المبدئي على مسألة الانخراط في تنظيمات تستعمل القوة المحتكرة أساسا بيد الدولة المعاصرة. ويمكن تفهم نشوء بعض المنظمات خارج الدولة في أطر ضيقة جدا وحالات استثنائية محاطة بضوابط صارمة في مقاومتها كما هو الشأن في الحالة الفلسطينية في الداخل.

إن اقتراب الأعمال المحسوبة على «القاعدة» أو أي تنظيمات مشابهة في منطقتنا سينقل المسألة إلى مستوى مخيف وكارثي من التعقيد النظري في الذهنية الشعبية في استيعاب مدى مشروعية وأخلاقية مثل هذه الأعمال. فمع كل هذه الكوارث التي شهدها العالم مؤخرا والرقم الكبير من الأبرياء لا تزال توجد بعض الممانعة في ادراك خطورة مثل هذه العمليات في عالم اليوم. تبدو خطورة ما حدث في الأردن في أنه يمهد لحالة فوضى وتوظيفات سياسية جديدة غامضة تصبح فيها منظمات كـ«القاعدة» أداة للردع وصناعة مزيد من الغموض والارتباك في منطقة ملتهبة بسبب القرب من العدو التقليدي للعرب، فتظهر أحيانا اشاعات بوجود شخصيات اسرائيلية عند أي عملية ويسهل تصديقها حتى لو تم نفيها مباشرة. إن أفضل طريقة لخلط الأوراق وتشتيت المشكلات هي رفع الشعارات ضد اسرائيل ودعوى استهدافها، من منظمات وجماعات صغيرة إلى دول كبرى، فتأتي مثل التصريحات الإيرانية الأخيرة ضد إسرائيل في سياق التأزم المتزايد في المنطقة، وقادرة على احداث ضجيج يصرف النظر عن المشكلات الحقيقية لكل دولة.
تعثر سوريا حتى الآن في معالجة أزمتها المتصاعدة مع المجتمع الدولي في تحقيق انفراج ملموس والحصول على براءة مبكرة من تهمة الإرهاب سيجعل مستقبل دول هذه المنطقة محاصرا بالاحتمالات المخيفة، ويأتي التصعيد السوري الذي شعر به المراقبون ضد لبنان في الخطاب الرئاسي الأخير معززا هذه المخاوف، واتهمت فيه سوريا لبنان بأنه ممر المؤامرات الدولية عليها، مثل هذا الصدام يضر لبنان والأجواء في المنطقة التي بحاجة للتهدئة ولن يفيد سوريا وهي بأمس الحاجة لامتصاص التفاعلات السلبية بعد صدور القرار 1636 الذي يمنح القاضي الألماني صلاحيات واسعة ويطلب من لجنة التحقيق ان ترفع الى مجلس الامن تقريرا عن التقدم في التحقيق. اللجنة القضائية الخاصة التي شكلها الرئيس السوري تمثل بداية تعاون تفاءل البعض بها لولا أن الخطاب الأخير أحدث نكسة في قيمة هذه اللجنة، والتأكيدات السورية المستمرة بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية. إن مجيء هذا التعاون بصورة غير مقنعة للمجتمع الدولي سيخلق بيئة خصبة لمقدمات حرب طويلة في المنطقة، وبروز مشكلات وصراعات جديدة وستجد مثل هذه المنظمات التي تمارس العنف أدوارا جديدة في توجيه الصراع والتحكم فيه لتوريط أنظمة ودول في حروب جديدة.
من المفارقات المؤلمة أن تنهي تفجيرات عمان حياة مخرج عربي كبير في أعماله وطموحاته حتى اللحظة الأخيرة وأن يكون فيلمه الأخير واقعيا وحقيقيا يكون هو ضحيته الأبرز، بعد أن كان له دور كبير في التأثير على وعي جيل كامل قبل أكثر من عقدين، وهكذا انتهت حياة صاحب الرسالة وعمر المختار الذي رسخ قيما نبيلة في مفهوم الشجاعة ومقاومة المستعمر وحق الشعوب في الاستقلال، وكان يحلم بإخراج المزيد لتحسين صورة الإسلام، قبل أن يكون هو ضحية هذا الجهاد المزيف والمقاومة غير الأخلاقية. ليؤكد واقعنا العربي أنه أسوأ من قدرات أي عملية تجميل سينمائية.

عن الشرق الأوسط










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024