الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 12:09 م - آخر تحديث: 11:21 ص (21: 08) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
افتتاحية
المؤتمر نت - نزار العبادي - كاتب وباحث وصحافي
المؤتمر نت – بقلم: نـزار العبـادي -
الرؤى الفرنسيـة للصداقـة اليمنيـة
تتغيب بعض القراءات عن بلوغ أفق محدد لعمق، وطبيعة العلاقات اليمنية – الفرنسية، حتى إذا ما أدركت أن بدايتها الأولى إلى العام 1719م أدركت حقيقة البعد التاريخي الذي استقى منه الأميرال "هنري لابروس" – عضو الأكاديمية البحرية الفرنسية – تقييمه لما بلغته اليمن من تطور ونماء عندما قال: ( إن اليمن بات أكبر قوة ، وأكثر نماءً ، وأصبح عنصراً أساسياً في أسباب الاستقرار الجيوبوليتيكي الذي تشهده اليوم منطقة البحر الأحمر).
إن تلك الرؤيا لم تكن الوحيدة التي تفسر أسرار الاهتمام الفرنسي بالحفاظ على مستوى العلاقة مع اليمن في صدارة ارتباطاته الأخرى مع العالم العربي، إذ أن أقلام الفرنسيين دأبت على رسم ملامح واضحة لحراك الحياة اليمنية، وتطوراتها، واتجاهات سيرها المستقبلية.
فيذكر البروفيسور "أدموند جوف" – أستاذ جامعة "ديكارت" بفرنسا- أنه: (على مر التاريخ تحتم على اليمن مواجهة تحديات جمة، وجبارة إلا أنه استطاع قهرها.. ولعدة مرات بدا اليمن آيل للضياع، غير أن حياة الأمم الأصيلة أصلب من حياة الإمبراطوريات المستحدثة - التي سرعان ما تزول أو تتفكك، لهذا حافظ اليمن على هويته الوطنية ومكانته الحضارية).
لا شك أن ذلك الفهم الواعي للخلفيات التاريخية من معاناة الشعب اليمني والتحديات الصعبة التي وقفت في طريق استحقاقاته من التطور والنماء تشغل مساحة كبيرة من أبجديات الحماس المخلص الذي تترجمه فرنسا في دعم اليمن، ومساعدتها على استعادة أدوارها السابقة.
ولعل هذا التصور قائم على رهان فرنسي يكشفه الكاتب "شارل سانت – برو"، رئيس تحرير مجلة "دراسات الجغرافية السياسية" بفرنسا، إذ وصف اليمن بأنها: (بلد في قمة التحول، ويناط به لعب دور أساسي في هذا الجزء من العالم.. فعلى الرغم من أنه بلد فقير، لكنه أمة قوية الإرادة.. وعلى الرغم من كونه ليس قوياً للغاية، لكنه بلد شريف، ومخلص، ومبدئي في صداقاته).
وعليه فإن الفرنسيين يكنون ثقة عظيمة بإرادة الأمة اليمنية، وقدراتها على التغيير، والتحول، وتخطي الصعاب – فضلا عن ثقتهم بصدق النهج السياسي للقيادة اليمنية في بناء علاقات خارجية مبدئية، ومخلصة، ومرتكزة إلى ثوابت وطنية لا حياد عنها في مختلف الظروف والأحوال.. وهو الأمر الذي كان معززاً لوشائج الصداقة والتفاوت اليمني- الفرنسي.
أما الفرنسي " باشكال ماريشو"- مهندس معماري كتب العديد من المؤلفات عن اليمن- فقد كتب: ( إن الهوية والوحدة الوطنية اليمنية قائمة على أسس تاريخية عميقة تعود إلى العهود السبئية، والإسلامية.. وإن الحقائق المتكشفة بشأن علاقات التبادل في القرن التاسع بين موانئ حضرموت والهند والصين، تميط النقاب أمامنا عن واجهة جديدة لحقيقة الدور اليمني المؤثر على الصعيد العالمي.. كما أن اللامركزية المتبعة في اليمن تلاقي في فرنسا صدى قويا جراء تشجيعها، وإنعاشها للأنشطة الإقليمية المشتركة).
إن حديث الفرنسيين – من باحثين وسياسيين ومثقفين- عن اليمن، ونهضتها، والتحديات التي تواجهها يطول كثيراً في وقت لا يسعفنا فيه ضعف حركة الترجمة عن اللغات الحية الوقوف على المزيد من الرؤى الفرنسية حول الدولة اليمنية، ومناهجها السياسية، لكن- بكل تأكيد – أن ذلك اللون من الوعي بالحقيقة اليمنية يترجم لغة متفوقة على عصرها المشحون بالظنون، وإنكار مساهمة الآخر أو وجوده، والقفز فوق كينونته الإنسانية، وحقوقه في الارتقاء بوسائل حياته أسوة ببقية شعوب دول العالم المتقدمة.
إن العلاقات اليمنية – الفرنسية تعود إلى عام 1719م حين قامت الشركة الفرنسية- الهندية بمد أول جسر تبادلات تجارية بين ميناء المخاء ومينائي (بوندشيري)، و (سانت- مالو)، ثم تلاها توقيع اتفاقية تجارية عام 1737م.
أعتقد – بالنسبة لعصرنا الحديث- أن فرنسا توجت علاقاتها مع اليمن عام 1994م، بمواقفها السياسية الراسخة حين لجأت إلى نفوذها في مجلس الأمن الدولي لتجعل القرار رقم (924) يذكر عبارة: (الوضع في الجمهورية اليمنية) دون أية إشارة إلى (جمهورية اليمن الديمقراطية)، التي أعلنها الانفصاليون.. فقد مثل ذلك الموقف دعماً عظيما للوحدة اليمنية والشرعية الدستورية. ثم سرعان ما عززته بموقف قوي إزاء الاحتلال الإرتري لجزر أرخبيل حنيش.
أما على الصعيد التجاري فإن فرنسا تتقدم على بريطانيا وإيطاليا، إذ تستحوذ على نسبة 6.5% من السوق اليمنية، وشهدت الصادرات الفرنسية نمواً يصل الى 15.4% - بحسب إحصائيات 2003م- فيما تقدم فرنسا دعما غير محدود لمختلف المجالات التنموية اليمنية، وداومت على تشجيع ودعم المسيرة الديمقراطية في اليمن ضمن جميع تجاربها.. كما أن الاستثمارات الفرنسية لم تعد قاصرة على شركة (توتال) النفطية، بل امتدت إلى عدة قطاعات أخرى- بما في ذلك الاستثمار في جزيرة سقطرى الذي تم الاتفاق عليه بعد زيارة وزيرة الدفاع الفرنسية لليمن منتصف العام الماضي.
ومع أننا لسنا بصدد الخوض في تفاصيل التعاون بين البلدين، إلا أن الإشارة إليه يراد يؤكد أن القمة بين الرئيسين علي عبدالله صالح وجاك شيراك هي لبنة جديدة يضيفها الزعيمان إلى جسور التعاون والشراكة اليمنية – الفرنسية، التي ظلت على الدوام تنطلق من نفس القيم والرؤى التي ترجمها "لابروس، وجوف، وسانت برو، وماريشوا" - ممن ذكرناهم آنفاً- وعدد آخر كبير من المهتمين الذين شاركوا بندوة جامعة "ديكارت" العام الماضي، والتي كان للصديق المبدع " خالد الخالد" فضل ترجمة بعض أوراقها إلى العربية.
إن لمن المؤكد استحالة تميز علاقات البلدين بغير اعتبارات الثقة، ودقة الرؤى، وحجم الإنجازات التي حققتها اليمن على الصعيد التنموي والديمقراطي، فضلا عن الأدوار التي أسهمت منها في ترسيخ الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة لما فيه صالح الجميع..









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "افتتاحية"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024