الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 06:45 م - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د. سيف العسلي
د. سيف العسلي -
مشـروع الهــدم المشــترك!
كان من المفترض أن يستفيد من شارك في مؤامرة الانفصال في صيف عام 1994م ومن تعاطف معهم من المصير الذي آلت اليه هذه المؤامرة من الفشل الذريع فلا يكررون نفس المؤامرة في خريف عام 2005م ويقعون بنفس الخطأ مرة ثانية فمن المؤكد ان مصير المؤامرة الثانية لن يكون بأفضل من مصير سابقتها وإن انضمت الى الثانية بعض القوى السياسية الجديدة ،فالقوى الجديدة المنضمة هي من نفس العجينة وبالتالي لن تنتج خبزا جديدا غير متعفن.
والدليل على ذلك أن رائحة الخبز الجديد المتسربة من مشروع التآمر المشترك للهدم الكامل منتنة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وربما أكثر نتونة من مؤامرة 1994م فإذا كان هدف مشروع من وفقوا مع حرب صيف 1994م هو فصل اليمن الى شطرين فان هدف مشروع التآمر المشترك في خريف عام 2005م هو هدم اليمن كله ذلك ان اتهام المؤسسات الدستورية على الشكل الذي جاء بمشروع الهدم المشترك هو في الحقيقة يرقى الى إعلان التمرد عليها وعلى النظام القائم أكثر منه مشروعا للإصلاح السياسي والوطني ،فالسلطة التي تم وصفها بمثل هذه الاوصاف السيئة في مقدمة مشروع الهدم المشترك الكامل هي سلطة لاتستحق اي مشروعية ولذلك فإن الهدف الحقيقي الذي يقف وراء مشروع الهدم هذا هو افساد العلاقة الطيبة القائمة بين السلطة الشرعية والوطنية الحالية والشعب بهدف اسقاط النظام ومن ثم إسقاط المشروع الديمقراطي الوطني.
والدليل على ذلك ان احزاب الهدم المشترك لم تراع الموضوعية والصدق والنزاهة التي تطالب بها في تقيمها للحكومة فصورتها بأنها فردية وديكتاتورية وخاضعة لرغبات الفرد ولاشك ان ذلك يتناقض مع حقيقة الامور اذ انه ولو كان الامر كذلك لما تجرأ هؤلاء وأمثالهم بأن يقولوا ماقالوا ويعودوا الى بيوتهم ولم يذهبوا الى السجون . فكونهم قالوا ما قالوا ولم يتعرضوا لأي أذى لدليل قاطع على بطلان اتهاماتهم هذه ،والدليل الآخر على عدم صدق ادعاءاتهم انهم لم يوردوا أي أدلة تثبت ما ألصقوا بالسلطة والنظام من بهتان انهم بعملهم هذا يرقون الى درجة ممارسة التضليل والتزوير.
انهم يحاولون ان يصطادوا في الماء العكر ،صحيح ان بناء الدولة اليمنية الحديثة يواجه عقبات وان عملية الاصلاح والبناء عملية تتطلب التضحيات من قبل الجميع ،لكنهم حاولوا دغدغة عواطف الناس من خلال الايحاء بأنهم قادرون على تحقيق الاصلاحات بدون تضحية لكنهم فشلوا في سعيهم لأنهم لم يوضحوا كيف يمكنهم تحقيق ذلك وللتغطية على فشلهم هذا فقد لجأت احزاب التآمر المشترك في مشروع الهدم الكامل المشترك الى إرهاب المواطنين من خلال تخويفهم من المستقبل ولذلك لم يحتو هذا المشروع على أي معالجات حقيقية ومعقولة واكتفى فقط بترديد الشعارات المبهمة والمطاطة المتناقضة وغير القابلة للتحقيق.
إن تصوير الأمر وكأن احزاب التآمر المشترك تملك العصا السحرية التي ستمكنها من تحقيق كل ماتعد به الأ وهي النظام البرلماني فاليمن كما يصوره مشروع الهدم المشترك في حال تغير نظامه السياسي الى نظام برلماني سيتحول بقدرة العصا السحرية هذه الى دولة ديمقراطية من الطراز الاول، انهم بذلك يتجاهلون حقيقة ان اليمن ليس الدولة الأولى في العالم التي ستطبق هذا النظام حتى نقول انه بمجرد تغير النظام الحالي الى نظام برلماني سيتم تجاوز كل المعوقات المرتبطة بعملية التحول الديمقراطي ،فهناك العديد من دول العالم الثالث التي تعتمد النظام البرلماني ومع ذلك فإنها تعاني من مشاكل التخلف بقدر أكبر مما تعاني منه اليمن فما الذي سيجعل اليمن يختلف عن هذه الدول؟
ربما الذي يميز اليمن هو وجود احزاب التآمر المشترك ،لكن من الواضح ان ذلك عقبة وليس ميزة، إننا نريد ان نقول أن التجارب العالمية تشهد بنجاح وفشل كل من النظامين ولايمكن القول أن هناك افضلية النظام على نظام لعدم توفر دليل على ذلك .
ومما يؤيد مانقول ان كثيرا من الاصلاحات التي نادت بها احزاب التآمر المشترك قد تم انجاز الجزء الأكبر منها في ظل النظام الحالي ويتم التخطيط لانجاز ما تبقى منها ،بل وانه يمكن القول ان ماتم انجازه ومايخطط لانجازه يتجاوز ماتم طرحه في مشروع الهدم المشترك بكثير ومن ثم فإنه لاضرورة لتغير النظام الحالي الى النظام البرلماني لتحقيق الاصلاحات كما حاول مشروع الهدم الكامل ان يصوره، فإصلاح الخدمة المدنية ماضٍ بوتيرة عالية واصلاح القضاء قد تم قطع اشواط كبيرة في تحقيقه، واصلاح النظام المالي يتم الاستعداد للبدء في تطبيقه ،والمشاركة السياسية في اليمن أفضل من مثيلاتها في الدول الديمقراطية الناشئة والحريات السياسية متاحة للجميع وحرية التنظيم محمية بدليل أنهم يتحدثون بأسماء أحزاب شرعية وليست محظورة ومؤسسات المجتمع اليمني تنمو وتتطور على الرغم من محاولة احزاب التآمر المشترك تسييسها واستغلالها. ويتم الآن الاعداد لشن حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد ومن المتوقع أن من سيقف في وجه هذه الحملة هم أحزاب التآمر المشترك.
وإذا كان الأمر كذلك فإن مطالبة احزاب التآمر المشترك بتغيير النظام الحالي أمر غير مبرر، بل ويمكن القول أنه أمر مضر، لأنه سيؤدي لا محالة إلى عرقلة الإصلاحات الجارية من غير تقديم أي ضمانات موثوقة بأن الاصلاحات في ظل النظام البرلماني ستكون أسرع وانجح.
وإذا كان هذا الاستنتاج منطقياً ومعقولاً فما الذي جعل احزاب التآمر المشترك تتغاضى عنه؟
لا يمكن تفسير ذلك إلا من خلال التعرف على الماضي الشمولي لهذه الاحزاب، فكلها نشأت وترعرعت في ظل الأيدلوجيات الشمولية التي تقدس ذاتها. وما تضمنه برنامج الهدم الكامل المشترك إلا انعكاس لهذه التوجهات. والدليل على ذلك أن احزاب التآمر المشترك قد برأت نفسها من كل ما اقترفته من ممارسات خاطئة كان سبباً مباشراً لبعض مظاهر الاختلال التي تشكوا منها وتدعي انها قادرة على معالجتها إنها لم تعترف حتى ضمنا بأنها لن تكررها في المستقبل.
لقد كان اصرار بعض احزاب التآمر المشترك على تسييس الوظيفة العامة وعلى التقاسم لها هو الذي اربكها وتسبب في بعض مظاهر الاختلال الحالية فيها، ولقد كان اصرار بعض احزاب التآمر المشترك على تسيس التعليم هو الذي تسبب في حدوث بعض التشوهات المستمرة الى الآن ..ولقد كانت بعض احزاب التآمر المشترك وراء الأزمة السياسية التي حدثت في عام 1994م وماتلاها من حرب تسببت في اضعاف الاقتصاد الوطني والتي لازال يعاني من آثارها السيئة الى اليوم ،لقد كان تشجيع بعض القوى السياسية المنضوية تحت مظلة التآمر المشترك لعمليات الاختطاف عاملا مهما في انتشارها مما أثر سلبا على سمعة البلاد ومنع تدفق الاستثمارات الخارجية الى الداخل لقد كان موقف احزاب التآمر المشترك من فتنة الحوثي هو الذي اطال أمدها وبالتالي التسبب في الخسائر المادية والبشرية الكبيرة، فإذا كانت احزاب التآمر المشترك صادقة فيما تقول فإنه كان عليها ان تعترف بمسؤوليتها في هذه الاحداث ،وتظهر توبتها لافراد الشعب حتى يكون لها حق التحدث عن الوطن ومستقبله وعن خوفها على مصيره.
لو كانت فعلت ذلك ربما أنها لما احتاجت الى المطالبة بتغيير النظام الحالي تحت ذريعة تحقيق الاصلاح الوطني الشامل ذلك انها إذا كانت تفكر بالاصلاح حقيقة لاستطاعت ان تنادي بمطالبها في ظل النظام الحالي لكنها لا تريد الاصلاح الحقيقي وإنما تريد الهدم الكامل ولذلك فعلت مافعلت.
لكننا نقول لها ان مصير مؤامرتها الحالية سيكون أسوأ من مصير مؤامراتها السابقة لأنها في السابق كانت محظوظة فحصلت على عفو لكنها قد لا تكون محظوظة مرة ثانية وبالتالي فإنها قد لا تحصل على عفو على الأقل من قبل افراد الشعب الذين سيسقطون مشروعها للهدم الكامل من خلال صناديق الانتخابات.


عن: صحيفة الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024