الدكتور الارياني : كل شئ مطروح للحوار إلا العملية الانقلابية تحضيرات حثيثة للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام المزمع انعقاده الخميس بعد القادم في عدن وعلى مدى ثلاثة أيام يليه اجتماع اللجنة الدائمة.. ويأتي المؤتمر العام السابع في ظل تطورات تشهدها الساحة الوطنية والعربية والدولية.. واستحقاقات تتطلبها المرحلة القادمة تفرض على المؤتمر الاستجابة لها..مراجعة الفترة السابقة والتجديد في المؤتمر.. وماذا في أجندته للمرحلة القادمة.. وكيف تبدو علاقة المؤتمر بحكومته وبالمعارضة.. وغيـــرها من القضايا يتضمنها هــذا الحوار مع الأخ الدكتور عبدالكريم الإرياني الأمين العـام للمـؤتمـر الشعـبي العـــام. - شهد المؤتمر خلال الشهور القليلة الماضية إعادة الهيكلة وانتخابات العديد من تكويناته، ماهي دلالة هذه العملية، وانعكاساتها على المؤتمر العام السابع.. وأداء المؤتمر بشكل عام؟ الإرياني : لاشك أن إعادة الهيكلة للمؤتمر الشعبي العام المعتمدة على اللامركزية التنظيمية تنفيذاً لقرار المؤتمر العام السادس شكلت نقطة تحول تاريخية في حياة المؤتمريين، وفي أداء المؤتمر إن شاء الله فإعادة الهيكلة، وتطبيق اللامركزية التنظيمية أوجدت حراكاً ديمقراطياً غير مسبوق داخل المؤتمر، وتنافساً حاداً على جميع المستويات من مستوى الجماعة إلى المركز الانتخابي أو مايسميه البعض دائرة محلية إلى الدائرة أو المديرية ثم إلى المحافظة.. التجربة لها زخم ديمقراطي غير عادي، والسلوك الديمقراطي الذي تميز به أعضاء المؤتمر أثناء هذه العملية يدل على وعي لم يُعهد من قبل.. فبرغم التنافس، وبرغم حدة المنافسة، إلا أننا لم نشهد أي ممارسات خارجة عن السلوك الديمقراطي، ثم أن إعادة الهيكلة أدت إلى بنية جديدة في المؤتمر الشعبي العام.. فاليوم هناك لجنة دائمة محلية على مستوى الدائرة أو المديرية وهناك لجنة دائمة على مستوى المحافظة وجميع هذه اللجان ستجتمع بانتظام وبمتابعة من قيادة المؤتمر، لأنه كما تعرف حجم اللجنة الدائمة الحالية وما قبلها كان كبيراً جداً.. وإحضار الأعضاء بهذه الاعداد الكبيرة كل ثلاثة أشهر أو ستة أشهر فيه تكاليف عالية وفيه جهود كبيرة ومزعجة لاشك.. أيضاً اللجنة الدائمة التي كانت مركزية كانت تتصف بشيء من الشمولية لأنها تجتمع وتتخذ قراراتها وقواعد المؤتمر ملزمة بها.. الآن في كل دائرة أو مديرية وفي كل محافظة لجنة دائمة تجتمع إن شاء الله بانتظام وتتخذ القرارات التي تخصها، والقرارات التي تخص قيادة المؤتمر ترفع إليها لتدرسها وترى ماهو منها قابل للتنفيذ.إعادة الهيكلة هي تجربة فريدة في رأيي، ربما في الوطن العربي، ولكنها فريدة في الوطن اليمني وبذلك في رأيي يصبح المؤتمر أدق تنظيماً وأفضل أداءً، وأنت تعرف أن بعض الناس كانوا يقولون إن المؤتمر عبارة عن توليفة أو تشكيلة، لكن بهذه الآلية الجديدة يصبح المؤتمر جسداً واحداً يتحرك تحركاً واحداً، لاشك ان التجديد في قيادات المؤتمر من مستوى الجماعة إلى مستوى المحافظة، بكل تأكيد تجديد هائل.. فهذا التجديد وهذه اللامركزية التنظيمية أعطت القيادات الشابة فرصة للصعود وتولي مراكز قيادية بمؤهلات جيدة لم تكن موجودة في كيانات المؤتمر بذلك الحجم.. ثم إن إعادة الهيكلة اقترنت بقرار المؤتمر العام السادس بأن لايقل نصيب المرأة عن 15٪ وأؤكد لك ان هذه النسبة قد نفذت على جميع المستويات من المركز التنظيمي فرع الدائرة والمديرية إلى المحافظة إلى مستوى اللجنة الدائمة الرئيسية الذين انتخبوا في المحافظات.. و المرأة في بعضها إلى حدٍ ما ربما أخذت أكثر من 15٪.. وأيضاً من أهم القضايا التي نعتز بها أن المؤتمر الشعبي العام التزم بأن لاتقل نسبة المرأة عن 15٪ في المؤتمر العام القادم، واللجنة الدائمة الجديدة.. وبدلاً من أن تكون هناك امرأة واحدة منتخبة عن محافظة فلن يقل عدد النساء عن أربعة في اللجنة العامة نفسها. وهذا أيضاً يلزم المؤتمر ان يضعها في الأطر السياسية التنفيذية بشكل قوى. - هل نتوقع لهذا التجديد أن يكون له حضور أيضاً في نتائج المؤتمر العام السابع؟ أنا أشرت إلى النتيجة التي ستحدث في المؤتمر العام السابع، هي طبعاً انتخاب الرئيس ونائب الرئيس والأمين العام، وهيئة الرقابة من قبل المؤتمر، لكن اللجنة الدائمة معنية بانتخاب الأمناء العامين المساعدين وأعضاء اللجنة العامة. الهيكلة أنجزت - - ماذا تبقى من إعادة الهيكلة التنظيمية؟ الإرياني : لم يبقَ شيئاً، كملت إلى آخر خطوة، وإلاّ لما انعقد المؤتمر العام السابع لأنه لايمكن عقد مؤتمر سابع دون هيكلة حسب اللائحة.. حسب نظام المؤتمر، والآن سيعقد المؤتمر العام السابع ومدته ست سنوات وتوجد دورة أو دورتين بينيتين أو على الأقل دورة كل ثلاث سنوات ولكن من حق اللجنة الدائمة ان تجعلها كل سنتين.. معناها ثلاث دورات بينية.. ثم يأتي المؤتمر العام الثامن ولابد من هيكلة ولابد من نفس الإجراءات مع بقاء الهيكلة السابقة والمؤطرين لكن التنافس الانتخابي سيستأنف من جديد من مستوى الجماعة إلى آخر مرحلة وهذا هو نظام المؤتمر في كل دورة من دوراته. - هناك بعض الجوانب في إعادة الهيكلة لم تؤخذ في الاعتبار، في الجانب الإداري داخل المؤتمر، ماذا بهذا الشأن؟ الإرياني : إذا كانت هناك حاجة لإعادة هيكلة أو تنظيم إداري، لاشك أنه تحت قيادة المؤتمر الجديدة لابد أن تأخذها بعين الاعتبار، كل حالة بحالتها لايمكن أن تقول سأعيد هيكلة كل شيء.. كل حالة بحالتها وحسب أدائها. - عملية الاعداد والترتيبات لانعقاد المؤتمر العام السابع.. كيف تسير الآن؟ الإرياني : في الحقيقة التحضيرات التي اطلعت عليها اللجنة العامة برئاسة الأخ الرئيس يوم الخميس الماضي، تحضيرات جيدة بل وأقول رائعة، وسيكون هذا المؤتمر أيضاً صورة جديدة مشرقة لماضي المؤتمر ومستقبلة. - هناك اجتماع اللجنة الدائمة سيسبق انعقاد المؤتمر العام السابع بيوم ماذا سيناقش؟ الإرياني : نعم الاجتماع لإقرار الوثائق وهو دورة كما تعرف تكاد تكون روتينية بحكم النظام كما تعمل اللجان.. وثائق المؤتمر العام المعدة من قبل الأمانة العامة تحت اشراف قيادة المؤتمر وروجعت، وهي وثائق أساسية مثل تقرير الأمين العام، وجدول الأعمال واقرار الوثائق التي تقدم وأيضاً اللوائح، والبرنامج السياسي سيقف عليها الاجتماع لكي ترفع هذه الوثائق باسم اللجنة الدائمة. - هل هناك تعديل للنظام الداخلي للمؤتمر الشعبي العام يمكن أن يحصل أثناء المؤتمر العام السابع؟ الإرياني : حصلت تعديلات بناء على المؤتمر العام السادس الذي خول اللجنة الدائمة، والتي خولت اللجنة العامة في إجراء التعديلات.. وعلى هذا الأساس أعيدت الهيكلة، لكن الهيكلة والنظام الجديد في الموتمر هو تعديل جذري على النظام الداخلي. المراجعة - هل ستتم في المؤتمر العام السابع مراجعة تجربة الفترة السابقة للمؤتمر الشعبي العام؟ الإرياني : أولاً أنت تعرف التقليد الذي ينتهجه الأخ الرئيس.. هناك جلسة تخصص للمناقشات العامة.. ومن حق الأعضاء أن يتحدثوا في كل شيء، تجارب الماضي، متطلبات المستقبل، وطبعاً هذا كله يدون ويعكس في النهاية في سياسات المؤتمر.. من ضمن النقاشات كما قلت التي أدت إلى اللامركزية التنظيمية كانت محل جدل في المؤتمر بين الخامس والسادس، والشكوى ان كل شيء يأتي من فوق، والشكوى أن لايصلنا شيء فهذا النوع من النقاشات هي التي أفرزت الوضع القائم.. وهذا تقليد أعتقد أنه نادر في أن المؤتمر العام نفسه تتاح لأعضائه حرية التحديث والمطالبة، والبعض طبعاً يشطح، والبعض يطالب بماليس بالإمكان لكن هناك آراء جيدة ومنها التي تبناها المؤتمر العام الخامس ثم السادس.. التغييرات هذه لاتأتي من فوق في نظام المؤتمر، أي تجديد أو تغيير يأتي من القاعدة والقاعدة الأساسية هي قاعدة المؤتمر التي هي هذه المرة منتخبة وليست حتى معينة.. ولا حتى جزء منها معين، مائة في المائة منتخبة.. كيف جدّدنا هذا كله أطلب من الأخوان، وأنشر الاحصائية تجديد غير مسبوق في أي حزب، أنا أقول حتى في الوطن العربي، في دورة انتخابية واحدة، وفي تطبيق ولأول مرة لنظام اللامركزية التنظيمية. حزب حديث منظم . - إذاً ما هو تقييمكم لمسيرة المؤتمر؟ الإرياني : المؤتمر بدأ حواراً، ولم يكن أثناء ذلك الحوار الذي بدأ في عام 1980م وهو لجنة الحوار الوطني تلك اللجنة ضمن جميع ألوان الطيف السياسي على ساحة الشطر الشمالي وعلى الرغم من أنه منذ أن جاء ما يسمى بالدستور الدائم للجمهورية العربية اليمنية كانت الحزبية محرمة لكننا كلنا نعرف وكلنا عايشناها لم تختفي يوماً واحداً، فلجنة الحوار ضمت جميع ألوان الطيف وهذه البداية حوار ثم انتقلت الى ميثاق وحتى أثناء صياغة الميثاق لم يكن قد حسن أنه سيفضي الى قيام تنظيم ثم جاء الاستبيان.. هذه الارهاصات كلها أدت الى اتخاذ القيادة السياسية قراراً بأن ينعقد المؤتمر الشعبي العام وقوامه ألف قوام المؤتمر الشعبي العام بأ..... والعنوان مليون واربعمائة وكسور. كيف ترى هذه المسيرة منذ عام ٢٨٩١م الى ٥٠٠٢م ثلاثة وعشرين سنة، النواة كانت عندما رأى الأخ الرئيس أنه لا يكفي أن نضع الميثاق الوطني في الأدراج ونقول يا حكومة ويا مسئولين الميثاق لديكم ونفذوه، لابد من نواة تولد حراكاً، منطلقها هو الميثاق الوطني لاشك، ومرت فترة توعية بالميثاق وساعة في كل أسبوع تقريباً كانت تشارك فيها كل الأحزاب والتنظيمات السياسية لأن الدولة هي مكونة من كل هذه الاطياف، ثم كما تعرف نما وتطور حتى أصبح الأداة الرئيسية الفاعلة، في تحقيق الوحدة اليمنية بالتعاون لاشك مع الحزب الاشتراكي اليمني وكان المؤتمر الشعبي العام وكافة الناس والشعب الرديف الأول لقواتنا المسلحة، في مواجهة محاولة الانفصال. يتابع: بالتعددية السياسية وحرية الصحافة وهذه ثمرة من ثمرات الوحدة لم يتفرد بها المؤتمر لكن المؤتمر كان دافعاً أساسياً لها وقبلها الناس، فحزب يتطور على مدى ٣٢ سنة بهذه الصورة الهائلة، فإن هذا التطور يدل دلالة قاطعة على أن هذا الحزب يعبر عن مشاعر وارادة وطموحات غالبية الناس وفي ظل النظام التعددي لا يمكن لأي حزب أن يعبر عن كل الناس ولكن يكفينا فخراً أن نعبر عن تطورات وتطلعات وأهداف غالبية الناس.. فإذاً.. هذا هو المؤتمر بدأ حواراً وأصبح حزباً حديثاً منظماً متطوراً وليس فقط أساسياً والأساسي في النظام السياسي القائم اليوم.. وعلى مدى قصير، أنت تعرف الأحزاب العريقة المعروفة في اليمن بعضها عمره أربعين سنة، وبعضها ثلاثين ولا يوجد حزب عمره أقل من عشرين سنة خارج المؤتمر الشعبي العام. - هناك اجتماعات مشتركة للجنة العامة ومجلس الوزراء.. لماذا؟ الإرياني : الاجتماع الأول كان لمتابعة نتائج زيارة الأخ الرئيس إلى اليابان والولايات المتحدة وفرنسا، والاجتماع الثاني كان للتداول وكما ظهر في الخبر كان بين الحكومة واللجنة العامة حول هذه الإصلاحات والتي أخذت وضمنت في برنامج العمل السياسي. المؤتمر والحكومة - كيف تبدو العلاقة بين المؤتمر وحكومة المؤتمر؟ الإرياني : أنظر.. أنا أحب أن أقول وهذه فرصة، المؤتمر يسمي بالحزب الحاكم، ولكن الذي يحكم هي حكومته الذي يحكم هي حكومة المؤتمر. - كيف؟ الإرياني : في الأنظمة الشمولية، الحزب يحكم الحكومة، والضابط السياسي أقوى من الوزير، وهذه الظاهرة أعايشها كل يوم، يأتيني بعض الأخوان يطلب مني أن أوجه أمراً صارماً الى وزير ما أو مسئول ما وأظل أثقفهم على مدى السنوات العشر الماضية بأن المؤتمر ليس هكذا، إذا أنا سأخاطب مسئولاً.. فسأخاطبه بلغة الرجاء وليس بلغة الأمر، ولو تحول المؤتمر الى لغة الأمر لأصبح حزباً شمولياً، بمعنى أن الحزب هو الذي يوجه الحكومة، وأقول لك كثير من أعضاء المؤتمر وبعض القياديين يكتبون رسائل للوزارات افعلوا كذا وأعملوا كذا ويتم الاتصال بي فأقول تجاهل هذه اللغة اذا لم يقل لك نرجو العمل على كذا فكأن الورقة لم تأتِ إليك، فالحكومة بعد أن تتشكل من جسم المؤتمر، المؤتمر هيكل شعبي واسع، فإذا بدأ يتدخل في شئون الحكومة لا تستطيع الحكومة أن تعمل، وهذا هو الحال في الأنظمة الديمقراطية، الحكومة والمؤتمر يتفقان على برنامج سياسي ويقول للحكومة نفذي هذا هو الواقع. تفاعل المؤتمر - هناك تطورات ومتغيرات سواءً على مستوى المجتمع اليمني أو على مستوى السياسة الدولية الى أي مدى يستجيب المؤتمر لمثل هذه التطورات؟ الإرياني : أولاً الموتمر يتفاعل مع أحزاب وتنظيمات سياسية عدة، أكثرها لاشك عربية وفي اطار الفكر العربي والتطلعات العربية سواءً في الوحدة أو في النمو والتطور أو في تحقيق أهداف قومية كبرى.. المؤتمر يتفاعل معها كلها وعلى انسجام كامل.. فيما يتعلق بالسياسة الدولية المتحركة في الحقيقة المؤتمر لا يتدخل في التوجهات السياسية لأنه شيء متفق عليه، لسنا في حالة عداء مع أحد لن نذهب لاستفزاز أحد، نعلن تعاوننا على كل المستويات الإقليمية والدولية، حرص على العلاقات الثنائية مع جميع الدول، هذا هو فكر المؤتمر وهو فكر الحكومة والقيادة السياسية وأنت تعرف السياسة الخارجية يقودها رئيس الجمهورية وهو رئيس المؤتمر. ليست ارتجالية . -هل يمكن أن نقف من خلالكم على أبرز الإصلاحات الجديدة التي سيتبناها المؤتمر العام السابع؟ الإرياني : المؤتمر العام له برنامج سياسي وبرنامجه السياسي ستطلعون عليه وهو يحتوي على الاصلاحات التي تنادت بها الحكومات في مراحل متعددة، البعض يعتقد ان الحكومات كانت تنادي بالإصلاحات ولاتفعل شيئاً، وهذا الكلام غير صحيح، لكن إذا أردت اصلاحات فلابد أن تحضَّر نفسك للبدء بالإصلاحات، ولاترتجل وتقول أنا قررت أعمل كذا أو كذا، فالحكومات المتعاقبة أجرت الدراسات والتحليلات واستعانت بالخبرات المحلية والدولية، وسيظهر في برنامج العمل السياسي مشروع المؤتمر للإصلاحات على مدى السنوات الست القادمة وهذه سيعبر عنها برنامج العمل السياسي. - هل يمكن أن نَطِّلع على أبرزها ولو مؤشرات؟ الإرياني : لا.. برنامج العمل السياسي هو سر المؤتمر حتى يحضر الناس ويطلعوا عليه، لكن المؤشرات الإصلاحية كلها والمبادئ التي تحدثت عنها الحكومة من تطوير مجلس النواب، وتطوير الإدارة المحلية والمجالس المحلية، وتحديث وتطوير القضاء، والتحديث الإداري والذي بدأ بقضية تنفيذ الاستراتيجية كلها هي مبنية على دراسات حتى ومشاورات مع منظمات دولية.. ليست المسألة ارتجالية. - هناك الكثير من القضايا..؟ الإرياني : كلها متضمنة في برنامج العمل السياسي الذي سيناضل المؤتمر العام من أجل تحقيقه حتى يأتي الموتمر العام الثامن. - بالنسبة لموضوع الترشيح للانتخابات الرئاسية هل سيبحثها المؤتمر العام السابع؟ الإرياني : هذه ليست محل بحث في الوقت الحاضر.. المؤتمر العام السابع ليس مؤتمراً ترشيحياً، المؤتمر مؤتمر اعتيادي وعندما يأتي وقت الترشيح قد ينعقد المؤتمر ليرشح .. نحن الآن لسنا في دورة ترشيحية. - اختيار عدن لانعقاد المؤتمر السابع، ما هي دلالته؟ الإرياني : والله أنا أعتقد أن دلالته في أن المؤتمر يرغب في أن يتفاعل مع أبناء الشعب في كل مكان.. وأتمنى أن ينعقد المؤتمر العام الثامن في المكلا، لأنه سبق وعقد في تعز، وعقدت أكثر دوراته في صنعاء ثم يأتي مؤتمر تاسع ليعقد في الحديدة، فالمؤتمر يحرص على أن يذهب الى الناس ولا يجعل الناس يأتون إليه، بل يذهب للتفاعل معهم في أماكنهم الرئيسية، وعدن تستحق دورة سابعة للمؤتمر الشعبي العام، اليوم عدن من أفضل وأجمل المدن اليمنية وإمكانات استضافة نحو ٥ آلاف شخص ليست موجودة مثلاً في تعز أو في الحديدة اليوم ولا حتى في المكلا، فعدن تأهلت لأن تستضيف هذا العدد، وبالتالي إن شاء الله تتأهل مدن أخرى. تباينات وآراء متعددة - هل نستطيع أن نقول إن هناك تيارات داخل المؤتمر، وحوار أجيال؟ الإرياني : إنظر.. كتلة اجتماعية لا يوجد فيها حوار أجيال ولا تيارات هي كتلة محنطة، والمؤتمر يعتبر أنه من داخله فاتح كل أبواب النسيم العليل وهواء الحرية والتعبير عن الرأي والانتقاد.. المؤتمر ليس كتلة محنطة والتباينات ليست مراكز قوى.. لا يوجد في المؤتمر مراكز قوى ولكن فيه آراء متعددة وتباينات وفيه من يكتب ومن يتحدث وفيه من يصرخ.. هذه ظاهرة صحية، ولا يمكن للمؤتمر أن يتحول الى كتلة بشرية محنطة. - هل نتوقع أداء أكثر تميزاً وأكثر فاعلية للمؤتمر الشعبي العام بعد انعقاد مؤتمره العام السابع؟ الإرياني : بالتأكيد.. بالتأكيد لأن الهيكلة أوجدت أسساً تنظيمية وادارية واتصالية لم تكن موجودة في المؤتمر الشعبي العام من قبل. - هناك من يذهب الى أن هناك انسحاباً من الحياة السياسية في الواقع اليمني كما عبّر الدكتور ياسين سعيد نعمان.. ما تعليقكم؟ الإرياني : انسحاب! من الذي ينسحب؟.. يا الله.. هل هناك مجتمع مسيس أكثر من المجتمع اليمني؟.. أنا لا أفهم ماذا يقصد، لكن السياسة هي الغذاء والعشاء والصبوح عند اليمنيين كيف يكون الانسحاب من الحياة السياسية، الشعب اليمني مسيس بصورة لا أعتقد أن تجدلها مثيلاً في المجتمعات العربية إلا في المجتمع اللبناني ربما..التسييس عند أبسط الناس في مجتمعنا، أركب تاكسي وتحدث مع السائق في التاكسي، كيف يقال الانسحاب من الساحة السياسية. - ماهي استحقاقات المرحلة القادمة في تقديركم؟ الإرياني : الاصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي سيتبناها المؤتمر العام السابع من خلال برنامج العمل السياسي. تغيير النظام السياسي - في الأسبوع الماضي أطلقت أحزاب المعارضة المنضوية في اللقاء المشترك، مبادرة أسموها مشروع الإصلاح السياسي والوطني.. ماهي قراءتكم لهذه الوثيقة أو هذا المشروع؟ الإرياني : لو أخذت النقاط التي يتحدثون عنها فيما عدا نقطة واحدة.. الحكومة سباقة في الحديث عنها، لكنها حضرّت لها وتحضرّ لها وتبدأ في تنفيذ بعضها.. إصلاح القضاء، إصلاح الإدارة، مكافحة الفساد، كل هذا الكلام، إقرأ آخر بيان لحكومة الأخ عبدالقادر باجمال ستجد كل ماتقول المعارضة أنها تريده موجوداً.. لكن القضية ليست قضية ارتجال.. القضية قضية عمل مؤسسي يُحَضّر له تحضيراً دقيقاً ثم يبدأ بتنفيذه، المكان أو النقطة التي نتباين فيها تبايناً حاداً دعنا نقول قضية تغيير النظام السياسي، تغيير النظام السياسي جملة لعلهم لايدركون معناها، ولامترتباتها الخروج من نظام هو خليط كما قال الأخ ياسين سعيد نعمان هو خليط بين الرئاسي والبرلماني وهو النظام الأكثر شيوعاً في العالم، صحيح هناك نظام رئاسي مئة في المئة ونظام برلماني مئة في المئة لكن لو أحصيت هذين النظامين لوجدت أن ا لوسط أكثر. الخروج من هذا النظام الرئاسي البرلماني إلى نظام برلماني مطلق لم أكد أتوقع أن الأحزاب السياسية تتعامل معه بهذه البساطة، وأعذرني أن أقول بهذه السذاجة، هذا أمر يُعيد هيكلة النظام من أوله إلى آخره، بريطانيا حتى اليوم لم تتمكن بعد من تعديل خط السير، وأعتقد أنهم يدرسونه منذ عشرين سنة، لما تأتي بفكرة تستسهل ترديدها ولاتعي أبعادها أنا أعتقد هذه يمكن وصفها بالتبسيطية أو التسطيحية أو عدم فهم لواقع الوطن. - لكنهم جزء من هذا النظام السياسي والقائم على التعددية والتداول السلمي للسلطة؟ الإرياني : ليست قصة، ولكن تغيير النظام السياسي القائم إلى برلماني، وقد أفصحوا بأفواههم بتغيير النظام السياسي وأنا لا أتجنى على أحد، وكل قارئ يفهمه، تغيير النظام السياسي هو تغيير الرئيس علي عبدالله صالح إذاً بهذا الفهم كيف ستغيره إذا لم تتجه اتجاهاً دستورياً وشرعياً، أنا أسأل هذا السؤال، إذا كنت تريد أن تغير النظام السياسي ناضل من أجله وأعمل في سبيله، إذا كنت مقتنعاً بذلك، لكن تربطه بإزاحة شخص أنا لم أكن أتوقع أن إخواننا في اللقاء المشترك يربطون كل مايهم الوطن بإزاحة شخص وقد قالوها بكل وضوح، هذا شيء يؤسف له ولكن نحن في مجتمع ديمقراطي تعددي إذا كانوا يقفون عند هذا الحد وهو حد المطالبة فأنا أعتبر أنه من حقهم. - هم أيضاً في اللقاء المشترك قالوا إن مشروعهم هذا مطروح للحوار؟ الإرياني : الحـــــــوار كل شيء مطروح للحوار إلاَّ العملية الانقلابية.. نحن مستعدون أن نحاورهم لنثبت لهم أن المجتمع اليمني والواقع اليمني في هذه اللحظة التاريخية والتجربة السابقة هي في الوقت الحالي أفضل من الانقلاب على النظام كله، هذا ممكن الحوار فيه وليس عيباً، بل ومناظرات ومحاورات ومجادلات وفي إطار الفقه الدستوري، هذا جائز لكن أحاوره كيف »أشيل« رئيس »وأحط« رئىس.. الحوار مفتوح لكن على أسس التباين لاهو يفرض عليّ رأيه ولا أفرض عليه رأيي، لكن أبين له المخاطر التي تترتب على مطالبه ليس ان المخاطر هي الرئىس علي عبدالله صالح ، لكن البنية الاجتماعية للمجتمع، ومرحلة التطور السياسي وقدرة الناس على التكيف معها، وحتى المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.. ثلاثة وأربعين سنة..منذ قيام الثورة ونحن لازلنا نمارس ونُطوِّر هذا النظام مازلنا لم نستكمل حتى بنية النظام الذي نحن فيه، فإذا أنت لم تستكمل تجربة وتأتي تقول سوف أبدأ تجربة ثانية، هذا عمل لاهو علمي ولاهو منطقي. - هل الأخوة في المشترك طلبوا الحوار مع المؤتمر بشأن مبادرتهم؟ الإرياني : باب الحوار مفتوح، لكننا مشغولون، ولم يطلبوا، لكن نحن مشغولين بمؤتمر عام جديد والحوار بعد إنتهاء المؤتمر وبابه ليس مغلقاً. - وبالنسبة للحوار الذي بدأ مع الحزب الاشتراكي؟ الإرياني : كان ذلك لقضايا تهم الاشتراكي، وبعدها انشغلنا، وقُطع مشوار لا بأس به ولكن انشغلنا بالتحضير للمؤتمر العام، وأتوقع أن يُستأنف الحوار بعد المؤتمر. * نقلاً عن الميثاق |