إسدال الستار على حياة ألفرد فرج بعد رحلة علاجية شاقة، استمرت قرابة شهر، رحل الأحد، الكاتب المسرحي العربي الكبير ألفريد فرج، عن عمر يناهز الـ 76 عاما، في أحد مشافي العاصمة البريطانية، لندن. ومن المقرر أن يوارى الفنان الراحل الثرى في مدينة الإسكندرية، بعد عودة جثمانه من لندن، حسب وصيته، وفق ما أوردت صحيفة الأهرام القاهرية. وفي اتصال هاتفي اجرته CNN بالعربية مع المخرج المصري أحمد عبد الحليم، الذي قام بإخراج مسرحيتين للفقيد الراحل، "الطيب والشرير والجميلة"، و"جواز على ورق الطلاق"، اعتبر غياب ألفرد فرج، خسارة كبيرة جدا بالنسبة لمصر والعالم العربي. وذكّر أحمد عبدالحليم بأن العديد من أعماله قد عرضتها فرق مسرحية من مختلف البلدان العربية، كما أنها ترجمت إلى اللغات الأجنبية، كالانجليزية والفرنسية. وعن أبرز خصائص نصوص ألفرد فرج ، أشار أحمد عبد الحليم إلى براعة المسرحي الراحل في استلهام النصوص من حكايات الموروث الشعبي، إذ كان يعمد إلى تأطيرها ومسرحتها لتتماهى مع الظروف المعاصرة. وأضاف أن من أهم سمات أعمال الفرد فرج لجوؤه إلى استخدام اللغة الفصحى، إلى جانب اللغة العامية. كما أنه كان رجلا يكتب من أجل الجماهير والعروبة، "حيث التحم مع مجمل القضايا السياسية والاجتماعية، دون إغفال تناقضات الفرد والمجتمع في عالمنا المتحول." وعن إحساسه بما آلت إليه الظروف المعاصرة، قال عبد الحليم إن المسرحي الراحل، كان، كغيره من المثقفين اليوم، يعاني من سوداوية الرؤية، بالذات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وكذلك بشأن الهيمنة الأمريكية على العالم، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وأنه كان يستشعر الهم العربي بكل أبعاده. ويعتبر ألفريد فرج، من أبرز الكتاب العرب في مجال التأليف المسرحي، حيث كان أول عرض له على خشبة المسرح بعنوان "سقوط فرعون". كما أنه قدم الكوميديا الاجتماعية في "عسكر وحرامية"، وتطرق إلى المسرح السياسي في "سليمان الحلبي"، وتناول التراث في "الزير سالم"، و"على جناح التبريزي وتابعه قفة." ومن مؤلفاته أيضا مسرحيات "حلاق بغداد"، و"رسائل قاضي اشبيلية"، و "السندباد"، وعشرات غيرها من الأعمال التي تعد علامات مضيئة في تاريخ المسرح المصري، عدا عن دراسة لافتة بعنوان "دليل المتفرج الذكي إلى المسرح" ، التي صدرت في القاهرة عام 1969. CNN |