مكارثي يودع العالم بصمت ودع العالم بصمت أحد السياسيين المخضرمين الأميركيين الدهاة الذي كان علم مناهضة حرب فيتنام واسقط الرئيس الأسبق الراحل ليندون جونسون العام 1968 بسبب تلك الحرب حيث أقنعه بعدم ترشيح نفسه لولاية ثانية، رغم أنه شخصيا لم يفز في أي معركة رئاسية رغم خوض المعترك مرات خمس. ونقلت تقارير أميركية أن السيناتور الديموقراطي الأسبق عن ولاية مينوسوتا الأميركية يوجين مكارثي فارق الحياة قبل يومين عن 89 عاما في منزل تقاعده في جورجتاون. وعاش كارثي حياة تقاعد هادئة بعيدا عن الصخب السياسي في دهاليز قرارات الوايتهول والكونغرس والأمن القومي ومؤسسات الإعلام والصحف، وان صوته مسموعا في أرجاء العالم في الستينيات والسبعينيات رغم عدم وجود فضائيات وشبكات إنترنيت. ويكتب للسيناتور الراحل أنه استطاع إقناع جونسون بعدم ترشيح نفسه لولاية ثانية رغم حظوظه الكبيرة بالفوز آنذاك بسبب تداعيات حرب فيتنام التي كان السيناتور ناشطا في مناهضتها. وسيوارى السياسي الأميركي المثير للجدل الثرى هذا الأسبوع في جنازة خاصة جدا بعيدا عن الصخب أيضا. ولكن سيقام داس جنائزي توديعا له في إحدى كنائس العاصمة واشنطن. وكان مكارثي المولود في العام 1916 يعتبر من مخضرمي وقدامى أعضاء مجلس النواب الأميركي الأحياء، حيث انتخب عضوا في المجلس ما بين 1949 و1959 على حين انتخابه عضوا في الكونغرس للفترة ما بين 1959 و1971 . وهو كان خلال تلك الفترة ناشطا في قضايا حقوق الإنسان، ويعرف عنه أنه شاعر مبدع رغم عدم نشر دواوين له على نطاق واسع. واستطاع السيناتور الراحل استقطاب الجيل الجديد من المفكرين والليبراليين للوقوف معه في مناهضته حرب فيتنام وسياسات الرؤساء الأميركيين في عهده، وكان يطلق على هؤلاء الشباب صفة "جيل العامل الوراثي الجيني النظيف". واستطاع هؤلاء المتطوعين حشد ما نسبته 42 % من أصوات ولاية نيوهامبشير الأساسية في انتخابات الرئاسة. ومثل هذه النتيجة اخافت الرئيس الأسبق الراحل جونسون واضطر للانسحاب من السباق الرئاسي، وكا منبين المتنافسين في المعركة سياسيون دهاة من بينهم روبرت كينيدي وجورج ماكغرن وهيوبرت همفري، حيث هزم همفري أمام المرشح ريتشارد نيكسون العام 1968 وظل رئيسا إلى أن اسقطته فضيحة ووترغيت العام 1974 . وغامر الناشط المخضرم والسياسي المخضرم الراحل، لآخر مرة في خوض معركة الرئاسة الأميركية العام 1976 كمرشح مستقل، وعاد لترشيح نفسه في العام 1988 نيابة عن مجموعة من الأحزاب اليسارية الصغيرة، وفي العام 1992 عاد إلى أحضان الحزب الديموقراطي طالبا ترشيحه للرئاسة وهي الانتخابات التي فاز فيها بيل كلينتون ضد منافسه الجمهوري جورج بوش الأب. ومكارثي وصف ابن هذا الرئيس، الرئيس الحالي جورج دبليو بوش بـ"المغامر والهاوي في العمل السياسي". يشار ختاما، إلى أن مكارثي حمل الولايات المتحدة مسؤولية تفجيرات 11 سبتمبر 2001 الإرهابي، وقال "يتعين على أميركا أن تدرك أنها تتحمل جزءا من معاناة الشعب الفلسطيني"، وفي الأخير فإنه ودع الدنيا ليس آسفا إلا على شيء واحد وهو أن السياسة خيمت على كونه شاعرا، حسب ما ورد في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية. |