الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 12:14 م - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
محمد علي سعد -
الصمت خير.. والكتابة خير.. وبينهما دعوة
مثلما لا يستطيع آدمي إجبار معدته الملأى بالطعام على تناول المزيد، ولو فعل فإنه إما يتقيأ أو يصاب بعسر الهضم، فإن هاجس الكتابة شبيه بالمعدة، فالذين يجبرون أنفسهم على الكتابة فإن كتاباتهم تكون أشبه بالتقيؤ على الصفحات او بإصابة القارئ بعسر الفهم مما كتبه.
الصمت خير
الكتابة فعل جميل لممارسة هاجس أجمل وهو البوح والتعبير عما يعتري الآدمي من جراء تفاعله مع محيطه ومجتمعه وقضايا وطنه والقارئ يرتبط بالكاتب من خلال ما يكتبه من قضايا ومسائل تمس حياته وتعبر عن لسان حاله وتزداد حالة الارتباط بين الكاتب والقارئ بالقدر الذي تزداد فيه صلة الكاتب بهموم الإنسان وأمانيه والعكس بالعكس صحيح.
لكن لو قلنا كسؤال نطرحه متى يكون صمت الكاتب خير له ولقارئه وللصحف التي يكتب فيها تأتي الإجابات كالتالي:
أولاً: عندما يجبر الكاتب نفسه على كتابة موضوع جبراً لا هاجس له ولا رغبة في الكتابة لكنه يلزم نفسه كي يكتب فتاتي الفكرة هزيلة والأفكار مشتتة والخلاصة فراغ في فراغ لذا أشرف له الصمت.
ثانياً: عندما يعيش الشارع هماً من الهموم فيأتي الكاتب ليكتب بعيدا عن الهم العام او الفرح العام فيخرج نفسه من التفاعل القائم.. لذا عليه أن يصمت فهذا أرحم له.
ثالثاً: عندما لا توجد فكرة جديدة يكتب عنها فيلجأ الى تكرار نفسه من خلال الكتابة عن قضية كتبها مسبقا فيغير فيها بعض الشيء حتى تبدو وكأنها فكرة جديدة او عندما يضطر أن يحاكي فكرة موضوع كتبه أحد الزملاء فيأتي التكرار مملا وضعيفاً.. لذا فالصمت له أشرف.
رابعاً: حين يكون الكاتب ملزماً بزاوية ثابتة وبيوم محدد للكتابة فيكون منشغلاً فيأتي موعد الكتابة ليكتب اي كلام لمجرد أنه يريد أن يلتزم بموعد النشر الخاص به.
لذا فإن صمته يكسبه احترام القارئ أكثر من كتابة بلا محتوى تفقده قراءة فالصمت أفضل.
الكتابة خير
تكون الكتابة فعلاً ممارسة مسؤولة وخير للكاتب والقارئ والصحيفة عندما تتوافر هذه الشروط للكتابة.
أولاً: امتلاك القدرة على الكتابة من خلال التجدد في الأفكار والأساليب والمواضيع في الأفكار والأساليب والمواضيع وهذه مسألة توفرها للكاتب القراءة والمتابعة والتعايشمع الناس والاستماع لهم ولهمومهم وأمانيهم وآرائهم.. لهذا فالكتابة في هذه الحالة خير.
ثانياً: القدرة على اتخاذ المواقف بصورة حاسمة في القضايا التي يهتم بها الوطن والمواطن واتخاذ المواقف البناءة ووضع الرؤى والتصورات لحلها من خلال ممارسة كتابة نقدية من منطلق الحرص على الإصلاح لا الهدم والتشهير فامتلاك الشجاعة الأدبية للتعبير عن المواقف والكتابة عنها تعتبر من الأشياء الخيرة للكاتب والقارئ.
ثالثاً: القدرة على التنوع في الكتابة وأجناسها المختلفة والقدرة على امتلاك أكثر من أسلوب كتابة يساعد الكاتب على غزارة العطاء والتجدد الذي يقدمه للقارئ في كل مناسبة بصورة تختلف عما سبقها هنا الكتابة تكون فعي خير.
عزيزي القارئ: حاولنا فيما سبق أن نضع خطوطاً حمراء لموضوع متى يكون صمت الكاتب خيرا، ومتى تكون كتاباته خيراً.
هذه المحاولة مردها والغرض الأساسي منها هو تقديم النصح لأنفسنا ولزملائنا في مهنة الكتابة إذ يلاحظ أن هناك من يكتب منذ سنوات طويلة ومع التزامه الطيب للكتابة صار يلاحق التزاماته الكثيرة للكتابة في أكثر من صحيفة لدرجة صار فيها هو المربوط للكتابة لا الكتابة من يجب أن تسكنه وتقدمه للناس.
قلنا أن القارئ يرتبط بالكاتب الذي يلامس همومه ومشاكله ويمتلك القدرة والشجاعة للتعبي رعنه وعن أمانيه وفي ذات الوقت يمتلك ناصية الكتابة مطورا نفسه فكرا وأسلوباً ومفردة لأنه ما فائدة أن تكتب عمرا بأكمله دون تفرد ولا تميز ولا مفردة خاصة بك ولا تجدد في أساليب ومواضيع الكتابة، ما فائدة مضي عمر من الكتابة بنفس الأسلوب ونفس الأفكار ونفس المرادفات.
وهناك أمر آخر أن هناك من اعتاد على الكتابة ويعتمد على ما يعود منها كإنتاج فكري (مكافأة مالية) وقد رتب نفسه عليها الى جانب مداخيله الأخرى فيضطر للكتابة والكتابة حرصا على أن لا تختل ميزانيته الشهرية لو انقطع عن الكتابة فتأتي الكتابات مصطنعة ركيكة وبعضها يسيء للكاتب وتاريخه.
لذا ننصح أنفسنا والزملاء أن نحذر ونحن نكتب، ونعرف متى وكيف نكتب وألا تحولنا الى كتبة لا كتاب.. وإلى جابيي مكافآت لا مقدمين أفكارا ورؤى.
أخيراً نقول: "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".
وإذا كانت الكتابة فعل خير فالصمت ايضا فعل خير فما فائدة كتابة لا خير منها او فيها، فالصمت أشرف للجميع.
للتأمل
كل كتابة يجبر الكاتب نفسه عليها هي بمثابة انتحار بطيء له.
أجمل الكتابات النابعة من القلب لا الحاجة.
اكتبوا.. اكتبوا.. لكن تزودوا فالكتابة دون قراءة ولا متابعة صدى فارغ.
قالوا: "الكتابة تورط علني" فليكن تورط جميل، وآراؤنا واضحة ومواقفنا شجاعة وأساليبنا متجددة كشمس كل نهار جديد.










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024