الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 01:24 م - آخر تحديث: 02:05 ص (05: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - رئيس التحرير
محمد علي سعد -
ملاحظات متواضعة على كلمة الدكتور ياسين سعيد نعمان
في الكلمة التي ألقاها الدكتور ياسين سعيد نعمان –الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني- لدى افتتاح الدورة الثانية للجنة المركزية، والتي انعقدت يوم السبت الماضي، نجد الدكتور الفاضل قد قسم الكلمة لمحورين بارزين الأول حرب صيف 1994م، والنتائج المترتبة عليها والتي مست الاشتراكي بالصميم والمحور الثاني هو وضعية الحزب الحالية، والتي أبرز سماتها حالة العزلة التي عاشها ويعيشها الاشتراكي جراء سياساته القائمة على الخلاف والاختلاف، وداخل صفوفه والآلية التي يجب أن يتبعها الاشتراكي للخروج من هذا المأزق.
والحقيقة أن الدكتور ياسين سعيد نعمان حمََل المؤتمر الشعبي العام بصورة خاصة كل المشاكل والمصاعب والنتائج التي تحملها الاشتراكي، ولحقت به إثر حرب صيف 94م، وتعامل مع الأمر، وكأن المؤتمر الشعبي العام هو المسئول عن هذه الوضعية السيئة التي يعيشها الاشتراكي، ولكن الدكتور وبدلاً من إعلانه أن الانفصال، هو الخطأ الأكبر الذي جر بعده سلسلة غير متناهية من الأخطاء، راح الدكتور يقيم الوضع على أساس نتائج حرب صيف 94م، وكأنها السبب المباشر لسقوط الاشتراكي، لا إعلانه الانفصال الذي أدى به إلى الحرب.
والحقيقة أن الدكتور ياسين سعيد نعمان- الأمين العام للاشتراكي-قد حمّل المؤتمر من اتهامات وادعاءات مالم تستطع أن تتحمله الجبال، فقط ما نسي الدكتور ياسين أن يقوله في رأينا هو إعلانه أن مؤامرة الانفصال كان مخططاً خاصاً بالمؤتمر الشعبي العام، وهو من ألصقه بالاشتراكي.
الحقيقة أن أي مراجعة موضوعية لوضعية الاشتراكي منذ 1994م، وحتى الساعة يجب أن تبدأ من نقطة:
1- الاعتكافات السياسية والتي بدأها علي سالم البيض واستمرت عامين، ثم الانسحاب الكامل والشامل لقياداته وقواعده، وقواته والتقهقر من جديد إلى حدود ما قبل 22مايو 90م.
2- إعلان الأمين العام للاشتراكي علي سالم البيض الانفصال في 21 مايو 1994م.
3- إعلان الاشتراكي الحرب دفاعاً عن الانفصال.
4- التحرك الخارجي عربياً ودولياً لدعم مخطط الانفصال والدويلة الناشئة عنه.
5- رفض الاشتراكي الاستفادة من قرار العفو العام الذي أصدره فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح قبل اندلاع المعارك.
ومن ثمة فإن خيار الشعب في الوحدة ودفاعه عنها تلبية لشعار الوطن الوحدوي: الوحدة أو الموت.. وبعد حرب السبعة والسبعين يوماً خسر الاشتراكي الشريك بتحقيق دولة الوحدة.. خسر تاريخه ووطنيته ونضاله ومكانته وقياداته وسلاحه وممتلكاته التي هي في الأصل ممتلكات مؤممة ومملوكة، إما للشعب أو للدولة، وطبيعي أن حزباً يعلن الانفصال ويرفع السلاح في وجه دولة الوحدة ويدخل حرباً لمدة 77 يوماً قبل أن تلحقه هزيمة الشعب، طبيعي أن يخسر كل شيء، لأنه تنكر للوحدة، وبالتالي ما نتج من إعلانه الانفصال والحرب وهزيمته من مترتبات لم تكن هينةً، فقيادته هربت للخارج، وعاشت عشر سنوات في حالة من الاغتراب السياسي، نالت فيها من البحبوحة، والترف مال لم يكن، لا النظام الاشتراكي ولا دولة الوحدة باستطاعتها أن توفره لهم.
لهذا نقول: إن ما لحق بالاشتراكي من مشاكل ومعوقات كان السبب الرئيسي لها هو تخطيطه وإعلانه لمؤامرة الانفصال، والتي كانت حرب 94م إحدى إفرازاتها، .وليس العكس، فلا المؤتمر ولا الشعب أعلن الحرب على الاشتراكي دونما سبب.. لكن الحرب كانت قراراً أعلنت فيه الجماهير دفاعها عن الوحدة أمام المخطط التآمري والانفصالي، وليس العكس. كما أنه من غير المعقول أن يطالب الدكتور ياسين وبصورة غير مباشرة أن نضع أرفع الأوسمة والنياشين على صدور قيادة في الاشتراكي أعلنت الانفصال، وخانت حزبها ووطنها، وخيار شعبها بالوحدة بأن نكافئهم بأن ندعهم يشطروا الوطن ويعلنونه دويلات من جديد.. نقول ذلك لأنه من غير المنطقي أيضاً أن يطالبنا الدكتور ياسين سعيد نعمان أن نسكت ونمرر ونتهاون لمصلحة مخطط الاشتراكي بالانفصال ونقول: يجب أن ندعه يرجع للتشطير طالما هذا قراره، وكأن قرار الوحدة هو ملكية خاصة بالاشتراكي يمكن يتخلى عنها أو يفرط بها أو حتى يبيعها، وقتما شاء طالما هو الشريك في إعادة الوحدة، وبالتالي فإن نصف الوطن يجب أن نتعامل معه باعتباره ملكية شخصية للاشتراكي.
أذن أزمة الاشتراكي في مؤامرة الانفصال وفي مغامرة الحرب ومحاولاته اليائسة تدويل القضية الانفصالية وهو من وضع نفسه فيها وهو أيضاً من قبض ثمنها عدّاً ونقداً، قبل إعلان الانفصال وخلال الحرب وحتى بعدها فقد استمر الاشتراكي يقبض ثمن انفصاله طوال العشر السنوات التي تلت هزيمته من قوى الشرعية.
أما المحور الآخر فإننا نجد الدكتور ياسين يتحدث عن الحزب بتأليه وكأنه وحده دونما أحد سواه الوريث الشرعي لحركة النضال الوطني ضد النظام الاستعماري، وكأنه وحده من تحمل أعباء الثورة الوطنية المسلحة لتحقيق الاستقلال.. الدكتور تناسى –بالتأكيد عن غير قصد- دور نضال وتضحيات حزب جبهة التحرير، والتنظيم الشعبي الناصري، وبقايا الأحزاب الوطنية الأخرى، ومثلما تناسى الاشتراكي دورها في تحقيق الاستقلال الوطني الناجز.. تنكر لها قبل إعلان الوحدة، حين رفض التصالح معها، بل ومع كل تيارات الاشتراكي الخارجة منه بعد كل دورة دم.. فالاشتراكي "الطغمة" دخل الوحدة رافضاً أن يمد يده لجماعة الرئيس الراحل قحطان محمد الشعبي، وسالم ربيع، أو حتى (الزمرة) ممثلة بعلي ناصر محمد، بل إنه اشترط على فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح-رئيس الجمهورية للشطر الشمالي- أن يرحل خمسة من كبار قادة الاشتراكي "جناح الزمرة" يرحلهم من صنعاء للخارج قبل 22 مايو 90م، واشترط عدم استيعابهم وظيفياً تحت أي مسمى..
وفي ذات الوقت تنصل هذا الحزب عن منح ما كان يعرف بالجبهة الوطنية(فصيل الحزب بالداخل) كما كان يحلو للاشتراكي تسميتها تنصل عن حقوقهم في الوظائف والمرتبات وغنائم التقاسم للحد الذي اضطر معه فخامة الأخ علي عبدالله صالح دفع مستحقات الجبهة وترتيب أوضاع بعضهم بصورة تدريجية.
الدكتور ياسين تعامل مع الاشتراكي كحزب وطني كأنه حجر الزاوية لإصلاح كل الاختلالات والأخطاء والواقع المأزوم الذي تعيشه دولة الوحدة، منذ حرب صيف 1994م، حتى الساعة، وأن الاشتراكي كحزب وحده المؤهل لتحقيق تلك الغاية الهامة، والنبيلة، ولكنه في خضم الاسترسال كاشف الدكتور الفاضل ياسين سعيد نعمان كاشف حزبه بالحقائق التالية:
1- أقرَّ أن الحزب الاشتراكي مقيم في الجحور الضيقة وطالبه بمغادرتها، لأن البقاء في الجحور الضيقة لا يعني سوى الموت المحقق.
2- دعوته للاشتراكي أن يكون الالتزام بقرار الهيئات هو المنظم لإيقاع حركتنا، وعملنا، وهذا يعني أن الاشتراكي يعاني عدم التزام قواعده بقرارات قيادته.
3- دعوته الاشتراكي لو أراد أن يكون مؤسسة حية ومؤثرة هامة، فإن عليه أن يغادر الثرثرة الداخلية، والتي أدمنها على نحو لم تترك له مساحة ولو صغيرة للحوار مع الجماهير. فإذا اجتمعنا فلا نجتمع إلا مع أنفسنا، وإذا تحاورنا فلا نتحاور إلا مع أنفسنا، وبالطبع فإن النتيجة المنطقية لذلك (والكلام للدكتور ياسين) هي إننا لا نجد من نختلف معه إلا أنفسنا.
4- تأكيد الدكتور ياسين بأن الاشتراكي مشغول بالخلافات الداخلية (إننا مشغولون بالخلافات الداخلية، والتنابذ الذي يخرج الحزب من دائرة التفاعل مع قضايا الناس).
5- دعوته إلى تحريك الآليات التي تنظم تداول قيادة الحزب، وأن تحرك هذه المواقع على نحو دوري سيسمح بالتجديد وسينهي حالة الإتكالية وصناعة الأصنام وأكلها.
6- إقرار الدكتور ياسين أن الحزب الاشتراكي لم يخسر قضاياه العادلة إلا حين كان يسمح بتحويلها إلى عصي غليظة يجلد بها ذاته، ويوظفها في إنتاج صراعات داخلية معبرة عن الفشل، في بلورة موقف وطني إزاءها يمكنه من خوض نضال حقيقي وسط الجماهير.
7- الإقرار بأن الاشتراكي مارس سياسة التضحية بجزء منه في كل مرة كان يفتش فيها بداخله عن حل لصعوبات الواقع الموضوعي، وحين كان يضحي كل مرة بجزء منه ظناً على نحو خاطئٍ أن الصعوبات تكمن في ذلك الجزء الذي يضحي به.. لذا ظل أعضاء الحزب يتدافعون إلى البحث عن خصوم داخل الحزب.
ونجد مما تقدم أن الاشتراكي الذي يدعي قدرته على حمل راية التغيير والبدء بإصلاحات للدولة والمجتمع والنظام السياسي، والذي يرى نفسه مؤهلاً كحزب وطني سياسي ليكون رائد حركة التغير.. هذا الحزب نجده ومن خلال تشخيص علمي وموضوعي، قدمه الدكتور الفاضل ياسين سعيد نعمان –الأمين العام للاشتراكي- كشف فيه أن الحزب يعيش حالة عزلة، وحالة عدم الالتزام بقرارات هيئاته القيادية، كما أنه مشغول بخلافاته الداخلية، والتي إذا لم تكن موجودة يختلقها، وكشف التشخيص عن معضلة حقيقية يعيشها الاشتراكي، والمتعلقة بمراكز القرار.. فالاشتراكي الذي صم آذاننا بضرورة تداول السلطة نجده غارقاً في مسألة أن قياداته لا تقبل أن تتزحزح قيد أنمله من مواقعها، بل أن بعضها قد جرى تأليهه وتحوله لصنمٍ يُعبد.
وعليه فإن حزباً يعيش هذا الظروف يكون هو في أمس الحاجة لخضوعه القوي لأكثر من عملية بناء وإصلاح وعلاج.. حتى يتعافى أولاً ويكون قادراً على تحقيق أمانيه وتطلعاته للشعب ثانياً.
بقى أن نشير إلى أن هناك من كان يعتقد أن انضمام الاشتراكي لأحزاب المشترك يُعد انتصار "المشترك" وأحزابه على اعتبار أن الاشتراكي حزب كبير ومؤثر..إلخ، وذلك بحسب إعلام الحزب نفسه.. لكن الدكتور ياسين قال كلاماً عَكَسَ هذا الأمر رأساً على عقب حين قال: (.. أما بالنسبة لحزبنا فقد أخرجته من حاله العزلة).. -المقصود انضمام الاشتراكي لأحزاب اللقاء المشترك..- إلى ساحة أوسع للعمل السياسي والوطني الساحة التي يستطيع أن يعرض فيها برنامجه طولاً وعرضاً، دون تردد أو وجل..الخ)، وبذلك نجد أن الاشتراكي هو المستفيد من أحزاب المشترك وهو الذي استثمرها وليس العكس.
ختاماً -بالكثير من الاحترام والتقدير- نقف أمام الصورة التي شخَّصها الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام، مع احتفاظنا بحق إبداء بعض الملاحظات للاشتراكي على سبيل إثراء الرأي، ولكن تظل ثمة حقيقة لابد من الإشارة إليها هي أن الدكتور ياسين سعيد نعمان كاشف الحزب ووضعه في مكانه الطبيعي وطرح رؤى لإخراجه من أزمته، ولو فعل هذا الفعل بقية قادة أحزاب اللقاء المشترك (مع إننا على ثقة أن أحداً منهم لن يجرؤ على اقتفاء خطوات الدكتور ياسين على أنهم كلهم في الهم شرق كما يقول الشاعر).
وعليه إن الديمقراطية كتجربة سياسية من أجل أن تتطور لابد من أن تتطور الممارسة الديمقراطية في الحياة الداخلية للأحزاب ألأنه من غير المعقول أن تطالب أحزاب بالديمقراطية ليل نهار وهي تمارس أساليب غير ديمقراطية داخل أحزابها وتعيش حالة من المشكلات والتي يزيد من تفاقمها داخل تلك الأحزاب إلى افتقار الأحزاب: قيادات، وكوادر، وأعضاء، وأنصار للممارسة الديمقراطية داخل أحزابهم، ولهذا فإن المثل العامَّي المصري القائل: (جيتَ لك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين تنعان).. هو حال الأحزاب المعارضة في كثير من الأسف.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024