الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 04:41 م - آخر تحديث: 04:39 م (39: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - ألا ترى كيف يتهم كل فريق الفريق الآخر بالخروج عن الملة والجماعة؟ وكل فريق، بطبيعة الحال، يتحدث بصفته صاحب الاسلام النقي الصحيح وبالتالي فإن أي خروج عن أطروحاته وغايته إنما هو خروج على ذات الاسلام
تركي الحمد -
الاسلام الحزبي

عندما يتحدث البعض عن التيارات السياسية الاسلامية المعاصرة فإنهم يصفونها بـ(الاسلام السياسي) وذلك تمييزاً لها عن (الاسلام غير السياسي) وذلك كما يتضح من مضمون التسمية، دون الحاجة إلى التصريح. والحقيقة أن هذه التسمية، أي الاسلام السياسي، تسمية غير دقيقة لطبيعة هذه التيارات، كما أنها تجرد الاسلام ضمناً من طبيعته السياسية التي وإن كانت عامة إلا أنها موجودة ومدركة. فالاسلام بطبيعته سياسي حيث إنه لم يغفل المسألة السياسية من قريب أو بعيد، وإن كان قد تركها لظروف الزمان والمكان وفهم جماعة المسلمين حسب أحوالهم وظروفهم، وهذا هو فهم أهل السنة والجماعة على الأقل. وبذلك فإن قصر تسمية الاسلام السياسي على تلك التيارات والجماعات المعاصرة فيه الكثير من قصر النظر، كما أنه يعطيهم شرعية اسلامية خاصة لا تتوفر ضمناً للأغلبية الصامتة من المسلمين. لذلك فالتسمية الأقرب إلى الصحة بالنسبة لهذه التيارات وتلك الجماعات هي (الاسلام الحزبي) أو (الحزبية الاسلامية) وذلك للدلالة على أن هذه التيارات والجماعات عبارة عن تنظيمات معينة إنما تمثل المنخرطين فيها أو المتعاطفين معها، دون أن تكون ممثلة لعموم الجماعة أو الأمة كما تحاول أن تقول. فالحزب، وفق التعريف السائد في الأدبيات السياسية، عبارة عن مجموعة من الأفراد يشتركون في الأهداف والمبادئ، ويسعون إلى التأثير على السلطة السياسية أو الحصول عليها. وعندما نطبق مثل هذا التعريف البسيط للحزب السياسي، دون الدخول في لجة نقاش بنية هذه الأحزاب وأقسامها وأنواعها، أقول: عندما نطبق مثل هذا التعريف على التيارات والجماعات الاسلامية المعاصرة (تيارات الصحوة) فإننا نجده ينطبق تمام الانطباق. فجماعة الجهاد أو التبليغ، أو الأخوان المسلمون، أو حزب التحرير، أو شباب محمد، أو الناجون من النار، أو الإنقاذ، أو النهضة أو الجبهة القومية الاسلامية، كلها في الحقيقة أحزاب سياسية وفق التعريف السابق قبل أن تكون مجرد جماعات (مدنية) إسلامية. وكلامنا هذا لا يعني نزع صفة الاسلامية عن هذه الأحزاب، بل هي أحزاب سياسية واسلامية في ذات الوقت، ولكن (اسلاميتها) ذات بعد خاص وليس عاماً كما تحاول أن تصور نفسها، بل وكما يحاول أي حزب سياسي، سواء كان إسلامياً أو غير ذلك، أن يصور نفسه معبراً عن عموم الأمة أو الجماعة أو المجتمع. إن اسلامية هذه الأحزاب ذات بعد خاص، بمعنى أن الأطروحة الفكرية الاسلامية (الأيديولوجيا) وما يتفرغ عن هذه الأطروحة من أهداف وغايات بعيدة المدى وقصيرته إنما هي أطروحة خاصة بهذه الأحزاب من حيث فهمها (البشري) وتفسيرها وتأويلها للمبادئ العامة في الاسلام، وذلك بما يحقق إضفاء شرعية معينة على الأهداف والغايات التي تقول بها هذه الأحزاب، والمبررة أيديولوجياً وفكرياً، أي إن (الاسلام) المطروح من قبل هذه الأحزاب هو (فهم) هذه الأحزاب للاسلام ومبادئه وتطويع هذه المبادئ لخدمة أهداف وغايات أعضاء الحزب والمتعاطفين معه وليس الاسلام ذاته الذي هو أشمل وأعم من هذه الأحزاب. ألا ترى هذه الصراعات بين الأحزاب والتنظيمات (الاسلامية)، والانشقاقات التي تحدث داخل كل حزب من هذه الأحزاب، وكل الأحزاب الأخرى، سواء كانت اسلامية أو غير ذلك؟ ثم ألا ترى كيف يتهم كل فريق الفريق الآخر بالخروج عن الملة والجماعة؟ وكل فريق، بطبيعة الحال، يتحدث بصفته صاحب الاسلام النقي الصحيح وبالتالي فإن أي خروج عن أطروحاته وغايته إنما هو خروج على ذات الاسلام. ونحن هنا، كي لا يساء الفهم، لا نقلل من اسلامية هذه الأحزاب ولا نتهم أصحابها بالمكر والغايات السيئة، بقدر ما أننا نحلل، أو نحاول أن نحلل موضوعياً في أذهانا عموم الصورة. فقد يكون أصحاب هذه الأحزاب والتيارات من مريدي الخير ومحبيه والساعين إلى الصلاح والإصلاح، ولكن ما كل مَن أراد الخير وصل إليه، بل قد يكون العكس. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ومن أجل جلاء الصورة، فان المراد قوله هنا هو أن اسلامية هذه الأحزاب هي اسلامية (خاصة) وليست بالضرورة معبرة عن الاسلام ذاته، وإن انتمت إليه. باختصار، فإن هذه الأحزاب (اسلامية)، نعم، ولكنها ليست (الاسلامية) وبالتالي فإنها أحد المعبرين والمفسرين لمبادئ الاسلام العامة ولكنها ليست كل المفسرين أو المعبرين، فالآخرون لهم شرعيتهم الاجتماعية والاسلامية بمثل ما لهؤلاء، والكل إلى الاسلام ينتمي دون احتكار من أحد أو فرض وصاية من هنا أو هناك.

وعندما يكون الحديث عن الاسلام (الحزبي) فإن ذلك يقود إلى حديث آخر ألا وهو الاسلام (الحضاري) الذي هو أوسع وأشمل وأرقى من الاسلام الحزبي. الاسلام الحضاري هذا هو الذي بسيادته ساد المسلمون العالم وقدموا حضارة من أرقى الحضارات التي بناها بنو الانسان، والذي عندما انحدر وساد الاسلام الحزبي قبع المسلمون في الدرك الأسفل من سلّم الرقي البشري. والاسلام الحضاري هو وحده الذي تنطبق عليه مقولة (الاسلام صالح لكل زمان ومكان) إذ إن الاسلام الحضاري هو تلك المبادئ العامة والقيم الشاملة المجردة التي في حدودها تنبع (تعددية) معينة، وكلها اسلامية، مناقضة كل التناقض تلك الشمولية والأحادية وسلطة الرأي الواحد التي تقول بها (الأحزاب) الاسلامية، كل على اختلاف مشربه واختلاف إدراكه واختلاف هدفه.
من أجل إيضاح المقصود بـ(الاسلام الحضاري) فإن ضرب المثل وعقد المقارنة مسألة لازمة. فعندما نتحدث عن (الحضارة الغربية)، فهل نتحدث في هذا المجال عن حضارة الإغريق والرومان من الناحية الزمنية، أم إننا نتحدث عن (الأسلوب) الأميركي في الحياة أو الروسي أو الانكليزي أو الفرنسي أو الأوروبي الغربي أو الشرقي؟ وعندما نتحدث عن الحضارة الغربية، فهل نحن نتحدث عن الليبرالية أم الشمولية، الرأسمالية أم الشيوعية، عن هيغل أم عن جون ستيوارت مل، أم عن إدموند برك وغيرهم؟

الحقيقة أننا عندما نفعل ذلك فإننا نتحدث عن كل هؤلاء وكل تلك التيارات والأنظمة: كلها إفرازات للحضارة الغربية، بمعنى أنها تدور في فلك المبادئ العامة والقيم الشاملة للحضارة الغربية وتتحدد بحدود تلك الحضارة التي هي ذات المبادئ والمثل والقيم.

وبنفس المنطق، فإننا وعندما نتحدث عن الحضارة الاسلامية أو الاسلام الحضاري فإننا نتحدث عن الراشدين والأمويين والعباسيين (من ناحية الأنظمة السياسية)، كما أننا نتحدث عن فقه أهل السنة وكلام المعتزلة والأشاعرة وفلسفة الفارابي وابن سينا، والكندي، وأدب الجاحظ والاصبهاني، وتاريخ الطبري والمسعودي وابن خلدون وغير ذلك. فهذه الأشياء كلها إنما تنتمي إلى الحضارة الاسلامية وفي فلكها تدور، وضمن حدودها أنتجت وانبعثت، بمعنى ا، كل هذه النظم والتيارات والمذاهب والمجهودات الفردية والجماعية إنما هي خاضعة (وفق تفسيرات مختلفة وإدراك مختلف) للمبادئ العامة والقيم الشاملة للاسلام وفق تعددية معينة كانت، أي هذه التعددية، مهماز الحركة وباعث التقدم والإنتاج في حضارة الاسلام عندما كانت سيدة العالم وروح عصر ذلك الزمان.

هذا الفهم للاسلام، أي الفهم الحضاري، والذي يشكل في اعتقادنا روح الاسلام وجوهر الدين الخالد، هو الشيء الذي لا يراه أصحاب الاسلام الحزبي، وذلك لأنهم (يؤدلجون) الاسلام وفق فهم ضيق لا يرى إلا الاتجاه الواحد، رغم أن كل الاتجاهات متاحة، ولأجل ذلك تراهم يتصارعون وينشقون عندما لا يجدون عدواً مشتركاً يجمعهم، إذ إن الاتجاه الواحد دائماً ما يقود إلى سلطة وزعامة الفرد الواحد في نهاية المطاف الذي يملك مفاتيح المعرفة الحقة والتفسير الصحيح، وهذا، في اعتقادنا، ليس من روح الاسلام أو جوهره في شيء. فهؤلاء، أي أصحاب الاسلام الحزبي، يثبتون ما لا يثبت (فترة زمنية معينة أو فكرة معينة) ويبنون عليه بناء (أيديولوجياً) محدداً يرغمون الآخرين عليه إن استطاعوا، وذلك كما حاولت النازية أن تبرز نفسها معبراً أوحد عن الحضارة الغربية، أو كما حاولت الشيوعية أن تبرز نفسها المعبر الأوحد عن الانسان وتاريخه، وكلا التيارين سقط في نهاية المطاف. ليس هناك في الاسلام ما هو مقدس إلا المقدس ذاته من نصوص في القرآن الكريم أو السنة المطهرة، أما فهم هذه النصوص وتطبيقها فمسألة بشرية بحتة خاضعة لظروف الزمان والمكان ومتاحة لكافة المسلمين وليس لفريق منهم أو شخص بعينه، إذ إنه لا كهنوت في الاسلام، وفي هذا تكمن عظمة الاسلام التي يحاول البعض، عن وعي أو غير وعي، أن يطمسوها بقول أو فعل لم ينزل الله بهما من سلطان. الاسلام دين وحضارة وتاريخ وليس حزباً أو أيديولوجياً لهذا أو ذاك من الفرق والأشخاص، فهو دين الله (لكل) خلق الله.

المصدر : السياسة بين الحلال والحرام









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024