الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 10:47 م - آخر تحديث: 10:03 م (03: 07) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - حضرتني هذه المشاهد المفزعة‏,‏ وأنا أتأمل أشلاء الإنتحاريين في تفجيرات الإرهاب الأخيرة في سيناء‏..‏ الرأس المفصول عن الجسد الذي تحول إلي كومة من الأشلاء الممزقة‏!..‏ تساءلت وأنا أناظر الصور‏:‏ أي فكرة حولاء سيطرت علي هؤلاء حتي صارت لديهم عقيدة ضريرة لا تعرف ماذا تريد‏,‏
بقلم/ رجائي عطية -
الإرهاب‏:‏ وأهوال العقائد الضريرة‏!
العقيدة في الأصل هي الحكم علي الأشياء بعامة‏,‏ حكما جازما لا يقبل الشك فيه لدي معتقده‏,‏ والاعتقاد لغة مشتق من مادة‏'‏ عقد‏'‏ وينصرف بإجمال إلي معاني التوكيد والتوثيق والإبرام‏,‏ والأصل فيه ينصرف في المفهوم الاصطلاحي إلي الاعتقاد الصحيح فعلا ومحتوي وموضوعا ـ المصحوب بالثبات والتيقن والجزم‏,‏ في ثقة خالصة من شوائب الزعزعة أو الظن أو التردد أو الميل‏,‏ وهذا الاعتقاد الصحيح هو الذي قامت عليه الأديان السماوية‏,‏ وشكل عقيدة كل منها‏,‏ علي أن الاعتقاد بعامة يمكن أن يعبر عن اعتناق واثق مؤكد لفكرة أو مذهب‏,‏ سياسيا كان أو اقتصاديا أو اجتماعيا‏..‏ والعقائد الصحيحة قاسم مشترك في كل إنجاز حققه البشر أفرادا أو جماعات‏,‏

لأنه جامع بين سلامة وسداد وصحة الفكرة المعتنقة‏,‏ وبين قوة ومتانة‏'‏ العقيدة‏'‏ وثقة أصحابها فيها واطمئنانهم وخلودهم إليها‏,‏ وذوبانهم فيها وامتزاجهم بها علي نحو يحيلهم إلي قوة هائلة متبصرة‏,‏ تمضي بعزم وتصميم وبصيرة إلي غايتها مهما لاقت فيها من صعاب ومشاق وأهوال‏!‏

لي أن الاعتقاد لفظا أو لغة‏,‏ وهو في الأصل حكم علي الأشياء حكما جازما ـ يمكن أن يكون ضريرا يركب علي فكرة مغلوطة‏,‏ لايري ما فيها من غلط أو حول أو إنحراف أو خطأ أو جموح‏,‏ فيعتنقها اعتناقا أعمي يبلغ بها ـ ولغة أقصد ـ حد العقيدة‏,‏ أي قوة ومتانة اعتناق الفكرة والتمسك بها‏,‏ والجمود عليها‏,‏ والانقياد الأعمي لها‏,‏ والانجراف فيها‏,‏ والاستسلام لها حتي تتحول إلي عقيدة ضريرة تتفشي من الفرد إلي محيطه القريب المستسلم للفكرة استسلاما عاجزا عن رؤية ما فيها من شر وشطط وجموح‏,‏ فيشكل هذا المزيج المريض قوة ضريرة تصاحب انتشارها وحركتها مخاطر وأهوال تأكل الأخضر واليابس‏,‏ ولا يسلم من شرها ذات معتنقي هذه العقائد الضريرة

الذين تأكلهم نيرانها وهم يحسبون أنفسهم أبطال الفكرة التي يسترخصون أرواحهم ـ وأرواح غيرهم‏!‏ ـ من أجلها‏!!!‏

قدرة العقائد الضريرة علي الهدم والتدمير والإهلاك‏,‏ قدرة مخيفة حملت ولا تزال تحمل للبشرية ركامات من الشر والإيذاء‏,‏ وتتسبب في أهوال فظيعة لعل أقربها إلي الأذهان ـ اتساعا وهلاكا ـ ما جرته النازية والفاشية علي البشرية من مآس حصدت أرواح الملايين بالحرب العالمية الثانية‏,‏ وأحالت دولا بكاملها إلي أكوام من الدمار والأنقاض والخراب‏!!!.‏ الفكرة الضريرة التي نهضت عليها كل من النازية والفاشية‏,‏ القائمة علي التفوق الجنسي في النازية‏,‏ والنعرة القومية وبقاء الأصلح في الفاشية‏,‏ تحولت لدي الأتباع إلي‏'‏ عقيدة‏'‏ حتي أطلق النازيون علي كتاب‏'‏ كفاحي‏'‏ لهتلر‏,‏ أنه‏'‏ إنجيل‏'‏ النازية واتخذ موسوليني رمزا لعقيدته الفاشية‏:'‏ عصا السلطان‏'‏ في العهد الروماني القديم‏,‏

واستطاعت العقيدتان ـ عن اللغة أتحدث‏!‏ ـ أن تضللا ملايين الأتباع‏,‏ وأن تحشدا وراء هذه الأفكار الضريرة جموعا هائلة اتخذت منها‏'‏ عقيدة‏'‏ وامتزجت فيها واستماتت في تبنيها والإخلاص الغريب لها‏,‏ والاندفاع الجامح الأعمي وراءها حتي دفعا بالعالم إلي هاوية سحيقة اكتوي فيها بويلات الحرب العالمية الثانية التي أكلت معها النازيين والفاشيين أنفسهم‏,‏ وانتهي فصلها الأخير بانتحار هتلر مع إيفا براون في برلين في‏30‏ ابريل‏1945,‏ بينما أخفقت محاولة بينيتو موسوليني الفرار إلي سويسرا‏,‏ وأهين إهانات بالغة قبل أن يعدم رميا بالرصاص هو وعشيقته‏!!.‏

حضرتني هذه المشاهد المفزعة‏,‏ وأنا أتأمل أشلاء الإنتحاريين في تفجيرات الإرهاب الأخيرة في سيناء‏..‏ الرأس المفصول عن الجسد الذي تحول إلي كومة من الأشلاء الممزقة‏!..‏ تساءلت وأنا أناظر الصور‏:‏ أي فكرة حولاء سيطرت علي هؤلاء حتي صارت لديهم عقيدة ضريرة لا تعرف ماذا تريد‏,‏ ولا إلي أي شئ تسعي‏,‏ وما سر لحظة‏'‏ الجنون‏'‏ التي غاب فيها العقل‏,‏ وهانت الحياة في نظر صاحبها‏,‏ فاندفع به اندفاعا أحمق يقتل نفسه ويدمي أسرته ويقتل معه مجموعة مجهولة له من الأبرياء ؟‏!!..‏ ماذا هيمن علي هذا الجنون الأحمق

حتي غاب الوعي تماما في لحظة الإقدام المجنون علي هذا الانتحار العبثي الذي لا يحقق شيئا ولا ينجز شيئا إلا الدمار‏,‏ ما هي العقيدة الفاسدة الضريرة التي تسللت إلي هؤلاء وكونت فيهم كل هذا الحمق والجنون ؟‏!.‏ الفداء الذي عرفناه‏,‏ له هدف وغاية‏,‏ ولا يدخل فيه الإهلاك وهلاك النفس بلا عائد ولا غاية‏!!‏ فما هو العائد الذي توهمته هذه العقيدة الضريرة ؟‏!..‏ هل هو تدمير وإفقار مصر‏:‏ البلد والوطن‏,‏ وإصابتها بالكساح بضرب مصالحها القومية ؟‏!‏ لا أظن أن هذا عائد يقدم عليه مصري عاقل أيا كانت معتقداته أو تراكمات غضبه ؟‏!‏

هل المقصود قتل هؤلاء البسطاء وثكل أمهاتهم وترميل زوجاتهم ويتم أطفالهم ولا جريرة مأخوذة علي أحد منهم ؟‏!..‏ وهل يحقق قتلهم هذا العبثي غاية مأمولة يمكن أن تفسر ـ ولا أقول تبرر ـ هذا الحمق والجنون ؟‏!..‏ هل هذا العبث الضرير قلب الدنيا أو غير أنظمة أو حكومات‏,‏ أو بدل أوضاعا أو أحوالا‏,‏ أو له أي حصاد إلا الهلاك والإهلاك الذي كان ذات الانتحاري مادة له تركت وراءها في أسرته تلالا من الأحزان علي ابن لها بلغ به جموحه الضرير أن أهلك نفسه وأضني أهلـه وقتـل بلا هـدف أرواحا بريئة لا ذنب لها ولا جريرة‏!!‏

هذه‏'‏ العقيدة‏''‏ الضريرة‏'‏ التي ركبت هؤلاء وتمكنت منهم‏,‏ تحتاج إلي نظر وبحث وفحص وتأمل وتمحيص‏,‏ وتحتاج إلي دراسة واسعة عميقة من علماء النفس والاجتماع‏..‏ فهذه العقائد الضريرة غريبة غرابة لا يمكن أن تكون إلا مرضية‏!..‏ ثم هي لا تتشكل فجأة بين يوم وليلة‏,‏ وإنما هي حصاد تراكمات بعضها بفعل التربة والظروف‏,‏ وأكثرها مخطط مرسوم يلعب علي أوتار هذه التراكمات لعبا لا يخلو من مسح لكل ما سبق أن استقر بالميراث والبيئة في أخلاد هؤلاء‏,‏ لتهيئ الفراغ الممسوح لاستقبال الفكر المريض

ثم ترسيخه ثم تحويله إلي عقيدة متمكنة لا يري المعتنق لها‏,‏ وليس بمقدوره أن يري‏,‏ ما فيها من فساد وخداع ومغالطة‏!..‏ فلو أدرك ذلك لما هانت عليه روحه حتي لو هانت عليه أرواح الناس‏!.‏ الذي يهدر حياته هذا الإهدار العبثي لغير مبدأ ولا عقيدة صحيحة ولا هدف عاقل‏,‏ مصاب بداء وبيل يحمل به جرثومة عقيدة فاسدة ضريرة تقوده وتدفعه هذا الاندفاع الأحمق المجنون إلي الهلاك والإهلاك‏!.‏ نعم المطاردة الأمنية لهذا الجنون الضرير واجبة‏,‏ ولكن المنابع لن تجفف إلا إذا خرجنا من زقاق الانحصار في الملاحقة الأمنية ـ مع أهمية استمرارها ـ إلي ميدان البحث والتفتيش في التربة والظروف والتراكمات التي تهيئ الأرضية لقوي خبيثة‏,‏

عالمة مدركة تعرف ماذا تريد لبث أفكارها المريضة‏,‏ والسيطرة علي مخدوعين غيبت عقولهم ومحت قيمهم وبصيرتهم وأحلت محلها أفكار مغلوطة مريضة صارت عقيدة ضريرة تقود إلي هذا الحمق والجنون الذي يكابد ويلاته الشعب والوطن‏.!!.
*المصدرصحيفة الاهرام








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024