أقرب الطرق للشهرة الطريقة المريحة لجذب الانتباه نحوك، كشخصية هامة، هي أن تدعي بوجود أعداء يتربصون بك الشر؛ ويمكن أن تعلن في بيان هام أنك تلقيت تهديداً بالقتل من هاتف مجهول، أو من شخص ملثم، أما الخيار الثاني فهو أن سيارة "هيلوكس" (بدون رقم) حاولت دهسك في الشارع العام!. وإليك الخيار الثالث، ويتمثل في أن أحد الأشخاص المريبين رمقك بنظرة تخفي وراءها الشر عندما كنت عائداً إلى البيت أو خارجاً منه! كثير من هذه الأخبار باتت عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية، وصار العديد من الصحفيين والمشغلين بالعمل السياسي يلهثون وراء التلميع الشخصي بتقديم أنفسهم أشخاصاً مكروهين!.. لكن الغريب أن هؤلاء الأشخاص لا تنقصهم الشهرة أصلاً فضلاً عن أن التوفيق لم يحالف معظمهم في اختيار طبيعة التهديد. على سبيل المثال طالعنا مؤخراً رئيس تحرير صحيفة "البلاغ" بمقال يقول فيه إنه تعرض لاستفزاز من أشخاص ذوي معرفة بمسئول أمني!، واستنتج بأن الكلمات التي تلفظوا بها ضده قد يكونوا سمعوها من ذلك المسئول، وبالتالي فإن هذا الحادث المؤسف مسيء لرئيس الجمهورية!! لاحظوا التدرج الذي بدأ بأشخاص في الشارع حتى وصل إلى رئيس الجمهورية!! وفي العادة فإن هواة الإدعاء بالتهديدات يرجعون أسباب استهدافهم إلى مواقفهم في مقارعة الفساد، أو الكتابة ضد مسئول، أما الأخ عبدالله الوزير، فقد أرجع استهدافه إلى دوافع عرقية، على اعتبار أنه هاشمي. في الواقع أنا لا أشكك في أن الأخ الوزير قد دخل في احتكاكات مع أشخاص لأسباب عارضة تحدث مع كل الناس، وفي كل الأوقات، ولكن ليست كل النقاشات والملاسنات التي تحدث في الشارع صالحة لأن تكون مادة صحفية، وأن السلطة تقف وراءها. وفي تصوري أن الشيخ عبدالمجيد الزنداني كان أكثر حكمة من رئيس تحرير صحيفة "البلاغ" فهو (الزنداني) أدعى أن مجنوناً قبض عليه، متلبساً بشبهة حيازة شفرة (موس يعني) كان يخطط لاغتياله!! وما زلت أتساءل كيف سيتمكن هذا المجنون بشفرته الحادة من اختراق سيارة مصفحة يلتف حولها العشرات من المسلحين لينقض بشفرته على جسد الشيخ؟! ومع ذلك أجد أن الشيخ –حفظه الله وأطال الله في عمره- لم يقل شيئاً مقرفاً كصاحبنا الوزير، الذي اتخذ من لقبه العائلي مدخلاً لإدعاء متربصين به أشرار. نتساءل عن الفائدة من استمرار محاولة التقسيم على أساس عرقي، وأجد أنه –حتى من غير المناسب- القول بأن الهاشميين مواطنون يمنيوين لا يتميزون على أحد ولا يقلون عنه، إن كلاماً من هذا القبيل يعد أصلاً من قبيل تحصيل الحاصل، وتأكيد ما هو مؤكد، ولا يحتاج إلى نقاش. ليطمئن الوزير.. فليس هناك استهداف لأحد بسبب نسبه، وقد كان بإمكانه الإدعاء أن الذين استفزوه هم ممن لا يرتاح لصحيفته.. |